أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - شيعة العراق .. إرسموا حدود إقليمكم قبل أن يرسمه لكم أعدائكم














المزيد.....


شيعة العراق .. إرسموا حدود إقليمكم قبل أن يرسمه لكم أعدائكم


أياد السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كنت ولا زلت مقتنعا أنّ ما يجري في العراق هي حرب طائفية غير معلنة بين الشيعة والسنّة , وليس كما يصوّرها الإعلام العراقي الرسمي على أنّها حرب بين عصابات تكفيرية إرهابية خارجة عن القانون وبين النظام القائم في العراق , والحقيقة أنّ هذه الحرب الطائفية هي امتداد للحرب الطائفية التي تجري رحاها في سوريا , وواضح تماما أنّ دولا إقليمية ذات إمكانات اقتصادية وعسكرية هائلة تمدّ هذه الحرب بالمال والسلاح والرجال وسخرّت لها كل إمكاناتها الإعلامية , وقد نجحت إلى حد كبير بسبب هذا الإعلام المعادي وما يجري من صراع سياسي داخلي بين الكتل السياسية التي تشكّل النظام القائم , من تحشيد وإقناع الغالبية العظمى من أبناء سنّة العراق في رفع السلاح بوجه الحكومة الشرعية ومحاربة الجيش العراقي من أجل إسقاط النظام القائم وتقسيم البلد إلى ثلاث دويلات كردية وسنيّة وشيعية , وهذا السيناريو الذي كان بعيدا أصبح اليوم بعد أحداث الموصل وصلاح الدين والرمادي قريبا جدا , وفي حالة استمرار الوضع على ما هو عليه فإن هذا الاحتمال سيصبح واقع حال , وسيكون العراق الموّحد جزء من الماضي وستزول خارطة سايكس بيكو .
وسيناريو تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات والمعروف بمشروع بايدن , قد هيّأت له الولايات المتحدّة الأمريكية الأسباب والمسببات , فعدم تزويد الجيش العراقي بالسلاح اللازم الذي يمكّنه من الدفاع والحفاظ على وحدة الوطن وترابه , هو أحد أهم الأسباب التي أغرت الطرف الكردي للمطالبة بحق تقرير المصير والخروج على القانون والدستور وجعل إقليم كردستان دولة داخل الدولة العراقية , وبدوره أغرى هذا الواقع سنّة العراق هم أيضا للمطالبة بإقليم سنّي يتمتّع هو الآخر بذات الصلاحيات التي يتمتّع بها إقليم كردستان , والقول بأنّ سياسات التهميش والإقصاء التي يمارسها رئيس الوزراء نوري المالكي تجاه المكوّن السنّي , هي السبب في وصول البلد إلى هذا الحال هو محض كذب وافتراء وتزوير للحقائق الدامغة على الأرض , فأين هو هذا التهميش والإقصاء الذي يدّعونه ويطّبل له الإعلام السعودي والقطري ؟ فهل تحكم المحافظات السنية إدارات شيعية كما كانت المحافظات الشيعية تحكم من قبل السنّة في كل مراحل الدولة العراقية ؟ أم أنّ نسبة تمثيل السنّة في البرلمان والحكومة أقل من نسبتهم بالنسبة لمجموع السكان كما كان تمثيل الشيعة في كل مراحل الدولة العراقية والذي لا يتعدّى العشرين في المئة ؟ أم أنّ استحقاقهم من الموازنة العامة للبلد أقل من استحقاق المحافظات الشيعية ؟ , فإذا كان سنّة العراق قد عقدوا العزم على الانفصال عن الدولة العراقية على غرار أكراد العراق , فليكن هذا بعيدا عن الحرب وإراقة الدماء , وليقولوها صراحة لا نريد شراكة في وطن يشاركنا الشيعة في حكمه , وليأتوا إلى بغداد ويتّفقوا مع الشيعة والأكراد على حدود إقليمهم أو دولتهم الجديدة , ولا داع للاختباء وراء البعث القذر وداعش المجرمة للوصول إلى هذا الهدف .
إنّ ما يجري في مدن ومناطق الغرب العراقي السنّي يؤكد أنّ الغالبية العظمى من سنّة العراق قد تخلّوا عن العراق الموّحد , وإذا كان هنالك البعض من السنّة الذين لا زالوا يدافعون عن العراق الموّحد , فهم وللأسف الشديد قد أصبحوا أقلية , وقد آن الأوان لشيعة العراق أن يرسموا حدود إقليمهم الشيعي قبل أن يرسمه لهم أعدائهم , فالأحداث تتسارع باتجاه التقسيم , وهذا الكلام ليس دعوة للتخلي عن الدفاع عن وحدة الوطن العراقي , ولكنّه في المقابل ضروري ليعرف الجميع حدود الإقليم الشيعي فيما لو أصرّ الآخرون على تقسيم الوطن , فليس من المعقول أن يرسم الآخرون حدودهم ويحتّلوا المناطق عسكريا لتصبح أمرا واقعا والشيعة غارقون في صراعاتهم السياسية على منصب رئيس الوزراء , وقد آن الأوان أن يعرف الجميع أنّ مقدّسات الشيعة في كل المدن العراقية , هي جزء لا يتجزأ من حدود الإقليم الشيعي , وإنّ شيعة العراق مستعدّون للتضحية بآخر قطرة من دمائهم دفاعا عن هذه المقدّسات , وإن كان هنالك ثمة خلاف على حدود إقليم كردستان , فهذا الخلاف يجب أن يسوّى بين الأكراد والسنّة تحديدا , ولا علاقة لشيعة العراق به من قريب أو بعيد , فكفى بعد الآن أن يلعب الشيعة وحدهم دور أم الولد .
أياد السماوي / الدنمارك



#أياد_السماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوات المالكي وجيش المالكي
- تلاحم بطولي بين الجيش والشعب لصد العدوان وإيقاف زحف الإرهاب ...
- حان وقت تصفية الحساب والضرب بيد من حديد
- المالكي قائدنا الأوحد لدحر داعش ومن يقف ورائها
- سحقا لمن لا يقف مع الجيش العراقي البطل في حربه المقدّسة
- السيد باقر جبر الزبيدي .. أنتم لا تملكون حق التفاوض لتشكيل ا ...
- السيد عمار الحكيم .. من شراكة الأقوياء إلى الفريق القوي المن ...
- الحزب الشيوعي العراقي .. مواقف متخاذلة بحاجة إلى إعادة نظر
- هل لأكراد العراق الحق في تقرير المصير ؟
- العداء لنوري المالكي لا يبرر هذا الصمت والتخاذل المخجل
- من هم خصوم المالكي وماذا يريدون ؟ الجزء الثاني
- من هم خصوم نوري المالكي وماذا يريدون ؟ الجزء الأول
- المالكي ليس جبانا ليخذل ناخبيه وأبناء شعبه
- عادل عبد المهدي .. لن تكون بديلا للمالكي حتى لو اجتمعت كل شي ...
- الخطوة اللاحقة بعد الفوز الساحق والعظيم
- عمار الحكيم يقود فتنة رفض نتائج الانتخابات وإشعال البلد بالف ...
- إلى عمار الحكيم .. ضع يدك بيد نوري المالكي وكفى استهتارا بإر ...
- التحالف الوطني الجديد برؤية بعيدة عن ابتزازات مسعود البارزان ...
- ملاحظات عابرة على لقاء السيد باقر جبر الزبيدي في قناة البغدا ...
- لماذا سينال السيد المالكي الولاية الثالثة ؟


المزيد.....




- الاحتلال يزعم إحباط تسلل قرب رام الله ويقتل فلسطينيا في نابل ...
- ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي لل ...
- ترامب يتوقع أخبارا -جيدة- من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتي ...
- إعلام: السلطات الأمريكية تخطط لفرض قيود على دخول المواطنين ا ...
- قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عرب ...
- ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل ...
- رجل أعمال يرفع دعوى ضد نائبة أمريكية اتهمته بـ-الاعتداء الجن ...
- روبيو: الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جد ...
- تعيين ملياردير أمريكي نائبا لوزير الدفاع
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أش ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - شيعة العراق .. إرسموا حدود إقليمكم قبل أن يرسمه لكم أعدائكم