سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 14:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- نحو فهم للوجود والحياة والإنسان (14)
إختمرت فى ذهنى فكرة أن أقدم مجموعة من التأملات فى الحياة والوجود والإنسان من خلال أسئلة أطرحها على قرائنا الأعزاء بغية تحقيق أفضل وسيلة لتوضيح أفكارى ,فإستقبال المعلومة جاهزة لا تكون ذات وقع مثلما تمر بها عبر سؤال يطلب التوقف والتأمل والتفحص والمشاكسة لتشارك فيه بجدية وجدلية لتخرج بفكرتك الحية بعد أن ساهمت فى إنتاجها بإثارتها وغربلتها بغض النظر عن توافقها مع أفكارى أو تعارضها معها فقد وصلت لفكرتك عن قناعة بعدما جاءت من مخاض العقل وقناعاته ..لا أتصور أننى أفلحت تماماً فى صياغة الأسئلة بشكل حيادى تام دون أن أمرر وجهة نظرى فى السياق ولكن يشفع لى أننى إعتنيت بالفعل أن أصيغها فى أسئلة تحث القارئ ان يناوئها ويشاكسها ويقدم إجاباته الخاصة .. لا يكون هذا الأداء فى الكتابة طالباً إثارة الجدل فحسب بل إحتراماً لعقول وأفكار ورؤى قرائى الذين أتشرف بحضورهم سواء أكان لديهم توقفات أمام كتاباتى أو قناعات .
فلنسأل ونتسائل .
- هل من العقل القول ان هناك فعل نظام وحكمة وتدبير فى الكون ,فما معنى تفرد الحياة على سطح حبة رمل فى صحراء شديدة الإتساع جرداء خربة ,وما معنى النظام والحكمة من إنهيار نجوم ,ومجرات تتصادم مع مجرات ,وثقوب سوداء تبتلع الكل ,أليس هذا يعنى تموضعنا فى ذاتنا لنحكم على الكل .
- لماذا يوجد للمشترى 64 قمراً بالرغم عدم وجود حياة عليه بينما الأرض التى تكتظ بالبشر لها قمر واحد ,ما معنى إنارة المشترى بأربعة وستون قمراً وهو مهجور ,فأليس من الحرى أن يكون للأرض أقمار المشترى..هل هذا ينم عن غاية وحكمة ونظام وتقدير أم هو وجود مادى عشوائى غير عاقل غير معتنى ليس لديه غاية لتخضع الأشياء لتوزانات المادة .
- بماذا تفسر من يتصور أن ملايين النجوم التى تعادل الواحدة منها مليون مرة حجم الأرض من اللهب المتأجج بل أكثر هى بمثابة مصابيح لنا فى السماء ,وبماذا تفسر من يتصور أن النحل الذى عاش قبل الإنسان ب150 مليون سنه إنتظرنا ليمنحنا العسل وأن البغال والجمال التى تواجدت قبل الإنسان بعشرات الملايين من السنين تنتظر الإنسان لكى يركبها فهل هذا غفوة عقل أم محورية الإنسان وغرور نرجسيته التى تعميه عن إدراك حقيقة وجوده أم هكذا مشهد جاء للإنسان فعلاً .
- لماذا نقول أن الكون بديع فهل رأينا أكوان أخرى غير بديعة لنحكم على كوننا أنه بديع .. كيف نحكم على لوحة بعينها أنها أجمل اللوحات في حين أننا لم نرى غيرها.. هل روعة الكون فى كينونته أم هو تقييمنا وإنطباعاتنا .
- هل الجمال والإبداع فى الأشياء ذاتها أم هى تقييمات بشرية.. هل لو حسمنا هذا السؤال ستسقط فكرة الإله وكل الأفكار والمعايير التى نراها منفصلة عنا وحاكمة لنا أم ليس لها علاقة .
- هل ترى اللون الأسود جميلاً أم قبيحاً , البعض يراه جميلاً والبعض يراه قبيحاً والبعض يراه جميلاً حيناً وقبيحاً حيناً فما معنى هذا .. هل هى حالات تنتاب اللون الاسود أم حالات نفسية ومزاجية للإنسان , أليس معنى ذلك ان الجمال والقبح تقييمات بشرية , فهل بوعينا أنها تقييماتنا وانطباعاتنا سيقودنا هذا إلى أن الإله فكرة إنسانية إنطباعية أم لا .
- هل الفكرة يُمكن أن يكون لها وجود بدون وجود صور وجودية مادية تسبقها لتكون محتويات الفكرة ولتخلق المجال لوجودها أم الفكرة مستقلة عن الوجود المادى ,هل التفاحة موجودة قبل ان يتحسسها وعينا أم صورتها فى وعينا قبل أن نراها , ثم هل توجد فكرة فى الوجود خارج دوائر اللذة والألم .. هل يمثل حسم هاذين السؤالين ثورة تغير فكر البشرية وتحرره من كل الرؤى الخاطئة الجاثمة بلا معنى ,أم أنهما ليستا بذات أهمية .
- هل هناك تشابه بين وعينا المغلوط عن تكوين الأفكار مع رؤيتنا المغلوطة عن رؤية العين للأشياء فقد كنا نتصور أن العين ترى بإسقاط شعاع منها على الجسم فتراه ولكن الحقيقة أن العين ترى من إنعكاس الضوء عليها فهكذا من يظن أن الأفكار والصور تنتج من العقل بينما هى وليدة إنعكاس واقع مادى على الدماغ فأليست كذلك أم ان العقل ينتج صوره وافكاره مستقلاً ويسقطها على الواقع .
- هل الأفكار تعبير عنا أم أننا تعبيرعن الأفكار.. هل سر أوهامنا وخرافاتنا أننا جعلنا أنفسنا تعبير عن الأفكار .. هل سر تخلفنا وتجمدنا أننا نتعصب لأفكارنا نتيجة تغافلنا أننا من أنتجنا هذه الأفكار لتُعبر عنا .
- هل العقل يخلق موضوعه أم أن الموضوع والوجود المادى هو الذى يخلق المعطيات والمادة الخام التى يتعامل معها العقل .. هل الأفكار نتاج تأثير وإنطباع وإنفعال واقع موضوعى يعطى صوره ومحدداته لتدور آفاق الفكر وفق معطيات الوجود المادى أم أن الأفكار كما يُقال حرة بلا قيد .
- هل وعى الإنسان هو الذى يحدد وجوده وحضوره فى حالة مجتمعية تخلق وعيه أم أن وعيه يعين حضوره ووجوده .. هل الوعى والفكر نتاج واقع مجتمعى موضوعى تتشكل منه مفردات الوعى أم هى شرنقة ذاتية تنطلق منها الافكار .
- هل نحن نخلق الأفكار والمنطق للتعاطى مع الوجود والحياة بغض النظر كون منطقنا سليماً أم خاطئاً فهو ليس منطق الكون , أم أن الكون له منطقه وأفكاره وغاياته ومعانيه ونحن من نتلمسها , وعليه هل المنطق موجوداً بذاته منفصلاً عنا متحققاً فى الشئ أم هو علاقة تصورية تقوم بين الإنسان وذاته وبينه وبين ظروفه الخارجية .
- هل يمكن إعتبار العادة الذهنية أو القراءة المعتادة للمشهد الحياتى دليل صحة القراءة مثلما كنا نتصور أن سببية الليل والنهار من دوران الشمس حول الأرض لنعتاد هذه القراءة ونعتمد صحتها .. هل يعنى هذا عدم وجود سببية مطلقة أو حقيقة مطلقة فما نتصوره حقيقة هو قرائتنا نحن للمشهد الوجودى الذى من الممكن جدا أن يكون قراءة خاطئة فهل هذا يعنى عدم وجود حقيقة خارج فكر الإنسان فنحن من نمنح الأشياء الحقيقة أم الحقيقة خارج الوجود .
- هل يوجد معنى وغاية للأشياء فى ذاتها أم هى إسقاط الإنسان إنطباعاته وإحاسيسه على الأشياء .. هل يوجد معنى وغاية خارج نطاق الإنسان ..هل لو أدركنا أن الإنسان المتفرد الوحيد بإنتاجه للمعنى والغاية كفيل أن ينسف أفكار كثيرة مستوطنة .
- هل الخير والشر أشياء مادية مستقلة مطلقة أم معنوية وتقييمات بشرية. من الأهمية بمكان الإجابة على هذا السؤال فبحسمه إما تتساقط كل الميثولوجيات والخرافة أو تجد لها رئة للتنفس .
- ماهى المعطيات العقلانية والعلمية والمادية التى تجعلنا نتصور إمكانية تجميع جزيئاتنا بعد الموت بعد أن تبعثرت فى مكونات الطبيعة وذابت فيه لتدخل فى وحدات وجودية أخرى فلا نجافى الصدق إذا قلنا أن أجسادنا ليست ملكا لنا .. فهل توجد أى معطيات عقلانية أو دلائل علمية مادية تعطى امكانية التجميع أم هى حالة متوهمة نريدها هكذا .
- ماهى العقلانية التى تتصور أن حركتنا وحراكنا هو تحت تأثير قوة علوية مجهولة ,فما معنى إصابتنا بالمرض هل هى أوامر صادرة للفيروسات بأن تنطلق تجاهنا فى لحظة معينة .. وما معنى سقوط حجر من أعلى جبل على رؤوسنا فهل صدرت الأوامر للجبل أن يتحلل حجر منه وأوامر أخرى للريح والجاذبية أن تتحركا لتصوب الحجر على أدمغتنا فى لحظة معينة أم أنها طبيعة عشوائية غير عاقلة غير معتنية .. يُرجى الحرص والتمهل عند الإجابة .!
- هل يوجد فعل إنسانى واحد لاتكون خلفيته البحث عن اللذة والراحة وتجنب الألم مهما كانت خلفية المشهد بعيدة عن الفعل المباشر .. هل الإنسان يفكر حصراً من خلال إلحاح الألم واللذة كحافز وحيد لآلية التفكير أم لا .. هل جوهر الأفكار والمعتقدات والفلسفات الإعتناء بقضية اللذة والألم حصراً .. هل يمكن أن نحصل على مشهد حياتى يكون حراكه بدون دافع يطلب الراحة واللذة أو تجاوز الألم .
- هل يوجد أى معنى وقيمة فى لذة دائمة بلا وجود للألم أو ألم دائم بدون أى صورة للذة .. أليس من الألم ندرك معنى وقيمة اللذة والعكس صحيح فما معنى جنه أو جحيم .. هل تتفق فكرة الجنه والجحيم مع كون الإنسان كائن يدرك معنى اللذة والألم أم أنه حلم إنسانى شط فإبتعد عن وعى صاحبه .
- هل معنى الحياة ولذتها فى المجهول والمرتقب الذى يحمل اللذة أو الألم .. هل معنى الحياة أننا نحمل فى أعماقنا فكرة " ماذا بعد". فماذا بعد هذا المشوار من الحياة الحافلة بالألم واللذة .. ماذا بعد هذا السيناريو المكرر الممل من السعى نحو الإشباع فى مسلسل تتكرر مشاهده على الدوام لينتهى بالموت الذى يعنى أنه لم يعد "ماذا بعد" مما سيصيبنا بالعدمية واللامعنى لنخلق وهم "ماذا بعد" .. فهل ابداعنا لفكرة الخلود والجنه والجحيم هو إعطاء جواب ومعنى "ماذا بعد" .. هل يتلاشى سؤال "ماذا بعد" عندما ندرك أننا وحدة وجودية كأى وحدة فى الوجود لا نختلف عنها سوى انه طاف على وعينا سؤال " ماذا بعد" أم يظل سؤال " ماذا بعد " قائماً .
-هل يخرج الوجود عن الأربعة الإحتمالات التالية : إما وجود نظامى , أو عشوائى , أو نظامى يحتوى على فوضى , أو عشوائى يحتوى على نظام فأى وجود هو الصحيح .؟!
لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية تثقب عيوننا ,ولو قلنا عشوائياً فنحن نرى حالات نرى فيها نظام .. إذن هل هو وجود نظامى يحتوى على عشوائية ولكن هذا مرفوض أيضا , فالنظام وضعية لن تستثنى فلا تنتج إلا نظام بينما العشوائية يمكن أن تتحمل نظام لأن من إحتمالاتها النظام فلو ألقينا 5 مكعبات فيمكن أن تحصل بعد عدة رميات منهم على رقم سته للمكعبات الخمسة بغض النظر عما نبذله من محاولات .. إذن هل يعنى هذا أننا فى وجود عشوائى انتج صيغ أطلقنا عليها نظام .
- هل نشأة اللغة والكتابة تحمل أى معنى نظامى فأليست كل حروف الكلام نطقاً وكتابة هى أصوات ورسومات عشوائية تم الإتفاق عليها فصارت لغة نطقاً وكتابةً , فألا ندرك من هنا معنى العشوائية وكيف أن الوجود عشوائى لنصيغه نحن فى علاقات نتفق عليها نطلق عليها نظام .
- هل يوجد خط مستقيم فى الوجود منفرد متفرد بذاته أم أنه جزء من خط مقفل .. هل يكون وعينا المغلوط للوجود أننا نتصور وجود خط مستقيم ذو بدايات ونهايات ..هل فكرة الله جاءت من وعينا ببدايات ونهايات ونقاط على الخط المستقيم .
- هل يوجد فى الوجود شئ اسمه صفر رياضى مطلق أم هى فرضية تخيلية .. من الأهمية بمكان إيجاد إجابة قاطعة ,فمن الصفر الرياضى تشوهت أفكارنا عن الوجود .
- هل نستطيع أن نجد صورة تتطابق مع أخرى فى الوجود والحياة على مر الزمان والمكان .فهل توجد ورقة شجر تطابقت وليست تشابهت بكل مكوناتها وجزيئاتها وذراتها مع ورقة شجرة اخرى أم أن هذا المستحيل بعينه .. ماذا يعنى عدم التطابق وعدم جريان الماء فى النهر مرتين .
- هل مشكلتنا فى فهم سر الحياة والوجود هو أننا ادركنا الحركة وتوهمنا السكون فتصورنا وجود مُحرك للأشياء حيث الأشياء لا تتحرك بذاتها ليكون السؤال المبدئى هل الحركة مقصورة فى المشهد الميكانيكى ليجاوره سؤال هل يوجد سكون حقاً أم هو نسبى وبذا سينطلق السؤال الجوهرى هل فهمنا المغلوط الحياة والوجود وخلقنا للخرافة أننا لم ندرك النسبى .
- ماذا بعد أن أدركنا إدراك تام وحقيقى أن المادة والطاقة لا تُفنى إلى العدم ولا تُستحدث من العدم وبذا المادة أزلية أبدية فهل يحق لنا بعد كل هذا القول الخلق من العدم .
- لماذا نقبل أننا جئنا من عدم ولا نقبل أن مصيرنا للعدم .فهل العقل الذى سمح بقبول فرضية وجود جاء من عدم لا يسمح بالرجوع إليه ثانية.
- لماذا "سامى" إسم يبقى نطقاً "سامى" بكل لغات العالم مع تباين كتابته لتكتبه كل شعوب العالم بحروفها ولكن ستنطقها جميعا "سامى" بنفس التردد الصوتى ... لماذا الله ليس كذلك .
دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟