أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رشاد جبار السعيدي - المتعة..بين الشرعيةوالواقع














المزيد.....

المتعة..بين الشرعيةوالواقع


رشاد جبار السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 09:50
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


"المتعة"..بين الشرعية والواقع


المعروف عن الفرد العراقي, انه كان بعيدا ومعزولا فكريا وثقافيا لفترة عقودا أربع. وعاش تحت سياسة ونظام الحزب الواحد. هذا الحزب الذي جند الشعب بكل فئاته وطوائفه وقومياته, من اجل نشر فكر القائد الأوحد وبدون منازع. دون أن يكون هناك تطبيق لمفاهيم ونظريات وحتى مسائل شرعية هي بالأساس محللة. ولكنها لم تكن ظاهرة على السطح, لسطوة وقوة النظام البائد وسياسته الطائفية البغيضة, بمنع الطائفة الشيعية من ممارستها للشعائر الدينية الخاصة بها.
فكان الكثير من تلك المسائل, لم يتعرض لها المجتمع العراقي بصورة واقعية أو فعلية, وكان بعيدا كل البعد عن ممارستها. ومن هذه المسائل الشرعية هو "زواج المتعة", الذي كنا نمارسه أو بالا حرى يمكن القول, أقلية ضئيلة منا, قد مارسه في صورة واقعية في إيران, حيث كان وما زال معمولا به.
إننا هنا لا نريد أن نناقش هذه المسألة شرعيا. بل هي مشرعة فعلا من قبل جميع المراجع الدينية الشيعية ألاثني عشرية في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ولكننا سنحاول مناقشتها من الجانب الاجتماعي, والآثار السلبية التي ستتركها هذه المسألة الشرعية لدى الشارع والمجتمع العراقي عموما. والذي يمكن تعريفه "المجتمع البدائي", والإنسان البدائي هنا, هو الشخص النبيل الذي مازال في حالة النقاء. ولهذا فهو يمثل كل أو معظم الفضائل والقيم والتقاليد المتوارثة جيلا عن جيل. حسب تعريف عالم الاجتماع أشلي مونتاغيو في كتابه البدائية.
فبالإضافة إلى البدائية المذكورة أعلاه, يتصف الفرد العراقي بازدواجية التفكير الموجودة لدى الغالبية العظمى من العراقيين, مهما اختلفت أعمارهم ومهما اختلفت مستوياتهم الثقافية والاقتصادية. وهذه الازدواجية المتأصلة لدينا واضحة جدا في تصرفاتنا اليومية, داخل البيت وخارجه أو العكس. وإننا إذ نذكر ازدواجية الفرد العراقي هنا, ليس اعتباطا, وإنما هي متأتية عن دراسة واستنتاج لنظرية الدكتور علي الوردي, أستاذ علم الاجتماع العراقي.
هذا البدائية والازدواجية, ستعمل على إثارة المشاعر القبلية والعشائرية للفرد العراقي, إن هو رأى أخته أو ابنته تمارس زواج المتعة, مع شخص لاتمت إليه بأي صلة, أو هو مجرد شخص زائر أو شخص عابر. وستجلب العار والشنار لأهل البيت جميعا. إن هي أصبحت حاملا, أو إن هي ولدت رضيعا. وسيكون بالتأكيد بعيدا عن أبوه والذي لن يعترف به, وهنا تكمن الطامة الكبرى. وان هؤلاء الأطفال إن هم سلموا من القتل, (وبما إن الدولة غير قادرة على توفير التأمينات الضرورية لهؤلاء من ملاجئ وخدمات), فأن مصيرهم الشارع لا محال.
وهذه الحالة ظهرت واضحة وجلية للعيان, في الجارة العزيزة إيران. وبلغ عدد هؤلاء الأطفال ما يقارب(250000)طفل, يمكن أن نطلق عليهم أطفال الشوارع. الذين سيلتجأ ون حتما إلى الأساليب الغير قانونية والإجرامية, من اجل حماية أنفسهم وأعالتها. وسيكونوا مشروعا سهلا للأجرام والعصابات الإجرامية, ومثالنا على ذلك أطفال الشوارع في البرازيل.
ولو استغلت مسالة زواج المتعة لهف تجاري, وهذا بالتأكيد ما سيحدث. لان الظروف المادية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها الكثير من العوائل العراقية. ستدفع لامحا ل الكثيرات, وحتى من المتزوجات إلى استغلال هذه المسألة بقصد الكسب المادي. وهنا تتحول المسالة إلى مسألة تجارية بحتة, وستخرج عن إطارها المرسوم لها وتبعد كل البعد عن الأهداف الانسانية الدينية التي شرعت من اجلها. ولنرفع بذلك الرايات الحمر, التي رفعت قبل الإسلام, من قبل ذوات الرايات الحمر. ولتكون العملية برمتها, عملية "دعارة مشرعنة" ولتنحرف بالمجتمع عن قيمه ومبادئه. وما سيؤول إليه من عمليات قتل, لغسل الشرف المهان.
المطلوب من الجهات الرسمية, ومن منظمات المجتمع الإنساني, العمل على التوعية والإرشاد الإعلامي. إن أرادت هذه الجهات تطبيق هذه المسألة جديا. والعمل على توفير كافة المستلزمات الضرورية المطلوبة, لاستيعاب ما سينتج عنه من أثار اجتماعية. والتي إن تركت في بداياتها, ستتضخم بالتأكيد لتنتج عنها ماسي نحن في غنى عنها.





رشاد جبار ألسعيدي






#رشاد_جبار_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رشاد جبار السعيدي - المتعة..بين الشرعيةوالواقع