أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة السابعة















المزيد.....

حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة السابعة


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 13:34
المحور: مقابلات و حوارات
    



9. المبدأ المادي الجدلي لو توفرت له الساحة والمساحة الفكرية في مجتمعاتنا العربية، أبالإمكان سيساعد على نمو الاشتراكية في كل مفاصله ، إلى شيوعية ؟

الجواب :
بالتأكيد ، فلا خلاص بغيره . و لكن المادية الجدلية أصبحت ، في المجتمعات العربية و أحزابها الثورية بالإسم ، مثل الدرّة بيد الفحّام ، لا تُدرَك قيمتها الحقيقية ، و قد ينبذها الفحام لتوهمه بكونها ليست درّة لا تقيَّم بثمن ، و إنما النواة لنبات شوكي . المشكلة معقدة . معلوم أن الفكر - مهما كان راقياً - يستمد قوته من القوى الإجتماسياسية المتبنية له كتجسيد لمصالحها . و لهذا ، فإن من شأن التطبيق الخلاق لنداء ماركس - إنجلز : يا عمال العالم إتحدوا ، دفع العملية الثورية إلى أمام من طرف أكثف الطبقات الإجتماعية عدداً : العمال و الفلاحين و المثقفين الثوريين ؛ أي كل الجماهير المسحوقة إجتماعياً ، عبر النضال الميداني المتواصل لتحقيق مطالبهم . المعضلة هي : كيف يتسنى لهؤلاء أن ينخرطوا ميدانياً في عملية التغيير الإيجابي ؟ الجواب : لا يوجد سبيل لذلك إلا من خلال النشاط التنظيمي العنيد للأحزاب الإشتراكية الثورية الديمقراطية الأمينة على المصالح الآنية و المستقبلية لكل هؤلاء الجماهير ، حيث تأخذ قيادتها التنظيمية-السياسية على عاتقها واجب تحويل هذه المصالح إلى مناهج عمل للنشاط الميداني التعاوني المتعاظم يومياً عبر قوة التنظيم في صفوف هذه الشرائح الإجتماعية ، و تشخيص الهدف العاجل كشعار ، و العمل على تحقيقه فعلياً ، مع تشجيع المبادرات الجماهيرية الخلاقة . و لكن الحزب الإشتراكي الثوري العاجز عن التحرك بفاعلية بين حواضنه الإجتماعية لدفعها للمبادرة و لتجنيدها في النضال اليومي بغية تحقيق أهدافها و تطلعاتها على الأرض لن يكون تأثيره الإجتماسياسي أفضل بكثير من مركبة قديمة صدئة عاجزة عن الحراك ، أو مركبة لا تتحرك إلا لتنفيذ "مشاوير" قادتها و محاسيبهم وسط فرقعات مكربنها المرعبة للسامعين من حوله .
سأكتفي بتقديم مثال عراقي واحد في هذا الصدد . عدد القوى العاملة التي تعاني من البطالة في العراق لا يقل - في أدنى التقديرات - عن مليوني عاطل . لو إستطاع الحزب الثوري التغلغل في أوساط هؤلاء العاطلين ، و التثقيف بواقع حرمانهم من حقهم في العمل ، و تنظيم صفوف طليعة من هؤلاء الشباب العاطلين : 5000 آلاف فقط اليوم ( أو حتى 500 أو 50 عاطلاً ) ، ليتظاهروا في بغداد مطالبين بحقهم في العمل - و هو مطلب شريف عاجل - لأصبح عددهم بعد مضي شهر : 500000 ألفاً ، يزيد أو ينقص ، و لتم تحقيق شيء مهم لهم يبقى محفوظاً في الذاكرة الجماعية . نفس الشيء يمكن قوله عن مشكلة الأرامل و اليتامى و مشكلة إنقطاع التيار الكهربائي و تردي الخدمات و الفساد المالي و الإداري ، إلخ . الموضوع الأخير ، لا يحتاج سوى إلى مبادرة محام واحد ، أو مجموعة محامين يقيمون الدعوات على الفاسدين ، و قاعدة فاعلة للبيانات و للدعاية ، لأن القانون يجيز للجميع الإبلاغ عن الجرائم . بالطبع ، يمكن أن تحصل الإنكسارات ، و أن تسقط الضحايا ، و لكنها ستكتسب شرف المساهمة في منع الفساد عملياً ، و تعبد الطريق للعابرين الجدد . في الحركة البركة ، و في السكون التيبس .
ماذا تفعل الأحزاب الثورية عندما يستمكن في قيادتها مرض البارونبة ( يمكن للقارئ العزيز الإطلاع على تفاصيل هذا الموضوع من موقعي الفرعي في " الحوار المتمدن " ) لحل المشاكل أعلاه ، و غيرها ؟ إنها تضحك على نفسها ، قبل غيرها من الناس ، عندما تكتفي بإصدار بيان - أو ما شابه - ينص على : " يناضل حزبنا .... من أجل الحل الجذري التام لمشكلة العاطلين عن العمل و اليتامى و الأرامل و إنقطاع التيار الكهربائي وووو .... إلخ " ! مثل هذا النضال الورقي غير المترجم لمناهج عمل ميدانية يومية تنخرط فيها كل المنظمات الفاعلة لكي تنصب في تحرك جماهيري مبادر و فاعل هو أقل قيمة من الورق و الحبر المدبج بهما . هذا هو نضال البارونات ، و ليس الثوريين . و من يصر عليه ، لا يفهم لا في المادية و لا في الديالكتيك و لا في العمل الإجتماسياسي ، و على مستقبل العراق السلام .
طبعاً ، متطلبات و دقائق النضال الإجتماسياسي يمكن أن يكون أعقد بكثير من مجرد العمل على تجنيد المندفعين للحراك السياسي المطلبي اليومي ، فهو يحتاج للموارد البشرية و المادية و للدعاية و التثقيف ، و تكتنفه الصعوبات التوعوية و اللوجستية و التنظيمية ، و غيرها . كل هذا صحيح ؛ و لكن أصح الصحيح هو واجب كل حزب الثوري في زج كل جماهيره و في تجنيده لكل إمكانياته لقهر و تذليل كل هذه الصعاب التي تعترض نضاله الشريف ، مهما كبرت ، ضمن مفهوم : فن تحقيق الممكن لشعار مشخص عاجل . حتى فشل المحاولة هي هنا الإنتصار بعينه . و لقد علمتنا تجاريب الحياة أنه ليس للمستحيل وجود . أهم ما يميز الحزب الثوري هو إندفاعه الثوري . الإندفاع الثوري هو الذي يخلق القاعدة ، و هو الذي يصنع التاريخ ، و ليس البيانات و الكراسات الرمادية و الندوات التلفازية . و لقد شاهدنا في الربيع العربي كيف أن الشباب الثوري - عندما تفشل الأحزاب الثورية (البارونية) في قيادته - يخسر ثمار ثوراته بسبب سرعة تحسس الإنتهازيين للفرصة السانحة أمامهم للتسلق على أكتافه و سرقة السلطة منه ، مثلما حصل في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا و العراق ...لتكتفي الأحزاب الثورية المتقاعسة بالإستنكار العاطل الذي لا يكفي حتى لترطيب شفاه العطشى ، و لتدور آلة طحن الفقراء من جديد .
الخلاصة ، إذن ، أن النظرية الثورية لن تقوم لها قائمة إلا بحزب ثوري ذي قيادة ثورية ديمقراطية حقيقية تكرس نشاط الحزب كله لمصالح جماهيره بروح رفاقية متجردة تلم الشمل ؛ قيادة جماعية خلاقة تنتأى بنفسها عن سلبيات مرض البارونية كافة ، هذا المرض اليميني الذي ينهش في بنية كل حزب ثوري ليحوله إلى مركبة صدئة عاجزة عن الحراك ، لييسر الفرصة للمتسلقين لسرقة الثورات و خيانة مصالح الشعوب . و لكي يتسنى للحزب الثوري التوفر على أفضليات مثل هذه القيادة التاريخية ، عليه أن يكون حزباً ديمقراطياً ، قلباً و قالباً . و أقصد بالقالب هنا النظام الداخلي الذي يضمن لكل الثوار الفاعلين المخلصين و المضحين من الكوادر الواعية للسيرورة السياسية و مقتضياتها تسنم قيادته جماعياً و دورياً على نحو صارم و مؤثر في إزاحة القيادات الفاشلة و تمكين القيادات الفاعلة ( مثلما حصل في تمكين قيادة الشهيد سلام عادل لحشع و التي وحدت الجميع ) بعيداً عن الشللية . أما القلب ، فهو الوعي الخلاق في التبني الحقيقي و الفاعل لكل كوادر الحزب للفكر الثوري الملتصق بمتطلبات الواقع على نحو خلاق تحت شعار واحد أو شعارين قابلين للتحقيق . مثل هذا الحزب لا وجود له اليوم في أي بلد عربي ، مع الأسف ، ناهيك عن العراق . و لأعطي مثلاً من عراق اليوم الذي توجد فيه الآن على الأقل تسعة أحزاب "شيوعية" أضعف من الضعيفة . هل إستطاعت كوادر أي حزب منها أن تفرض على قيادتها في مؤتمر عام واجب توحيد الصفوف مع رفاقهم الشيوعيين الآخرين في نفس البلد ، ما دام الفكر و الهدف واحدًا ؟ بالطبع لا ! لماذا ؟ بسب تفشي الإحن والشلل و النحل و مرض الزعامة البارونية القاتل و لصق اليافطات المجانية برفاق الدرب بقصد الإقصاء ؛ و لقولبتها لأنظمتها الداخلية لتكريس الشللية فيها . بعضها ، يكرس كل "نضاله" المزعوم للتسقيط السياسي لأقرب و أقوى المنافسين من حاملي نفس الفكر تحت يافطات بالية أو قذرة . بعضها الآخر يدين بوجوده نفسه لمجرد معارضته الإسمية لرفاقه ، ليس أكثر . هكذا يكون النضال ؛ و كل قوم بتشرذمهم فرحون ! و المؤلم ، أن نداءات التوحيد تأتي من خارج هذه الأحزاب ، و ليس - مثلما يجب - من داخلها " المحصن فكرياً " ( كذا ) حسب قواعد تخلف الفكر السياسي عبر التطرطر . هكذا هي الروح الأممية الخلاقة للماركسية عندنا ! و لهذا ، فلا يوجد عندنا الآن فهد و لا الشبيبي ، و لا سلام عادل و لا جمال الحيدري ؛ لأن مثل هؤلاء القادة سيبترون قبل أن يتاح لهم المنبر لقول كلمة الحق داخل أحزابهم لكيلا يتكاتف معهم الجميع . حتى قيادات الأحزاب الدينجية الطائفية و القومجية العراقية أوعى سياسياً منهم ؛ فهي على الأقل تجتمع مع بعضها ، و تتفق على برامج عمل مشتركة مؤثرة . بل أن علاقات بعض الأحزاب "الشيوعية" العراقية مع الأحزاب القومجية و الدينجية أفضل بكثير من علاقتها مع الأحزاب "الشيوعية الشقيقة" من حملة نفس الفكر المُدَّعى .
كل هذه الأمراض ما هي إلا الإنعكاس لأمراض إجتماعية متأصلة تنتقل من المجتمع إلى صفوف الأحزاب الثورية كافة . و ما دام واقعنا العربي متخلفاً و متشرذماً ، فكذلك ستبقى أحزابنا ، سياسياً و فكرياً .

انتظرونا والأديب ، المفكر الماركسي حسين علوان عند ناصية رواق - ب. شؤون فكرية -وسؤالنا" 10. هل أنت مع الرجل في العائلة هو البرجوازي و المرأة تمثل البروليتاريا. ؟" الحلقة الثامنة



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- وجع الأمنيات
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- عباءة الحُلم
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- دهشة الشروع إليك
- ذاكرة الغواية
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- قراءة في رواية الدومينو - للروائي سعد سعيد
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- ترياق يستعبد ناصية الجسد
- حوار مع المفكر اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في- العقلنة ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة السابعة