|
داعش والبغضاء
حيدر حسين سويري
الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 00:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" داعش والبغضاء " ********************** بقلم الكاتب : حيدر حسين سويري
نشرت فيما سبق مقالين حول " داعش " وهذا المقال الثالث ولازال في جعبتي الكثير ، فظاهرة داعش تستحق من الجميع التأمل والوقوف بل الدراسة بجدية أكبر وبموضوعية ، والسؤال الأول الذي يجب طرحه ومحاولة ايجاد الجواب له هو : ما هذا الحقد والبغضاء الذي تحمله " داعش " نحو مجتمع الانسانية ؟!! ، ما نوع هذه الجرأة وانعدام العاطفة التي تصل بالانسان الى ذبح الرضيع وحرق الشيخ والمرأة ودور العبادة؟!! ، هل هؤلاء بشر مثلنا ام هم من سلالة أخرى؟!! ، قد يضحك البعض على منطوق سؤالي الاخير ولكني اميل الى أن هؤلاء غيرنا أو من سلالة أخرى !! ... يحلل البعض الموضوع وبكل بساطة ، بأن مشروع " داعش " مشروع سياسي مخابراتي صنعته سياسات دول للقضاء على دول اخرى او الوصول الى مآرب سياسية وأقتصادية ، ونحن وأن كنا نتفق معهم بهذا الرأي لكننا نقول : بان ليس هذا ما قصدناه وانما قصدنا كيف تمكن ذلك السياسي او رجل المخابرات الى تحويل هؤلاء الدواعش الى ماهم عليه من قساوة وبطش شديدين ؟!! ..... ما هي الايدلوجية التي تحملها " داعش "؟!! ماهي الغاية التي تسير نحوها ؟!! ماهي الوسيلة التي تركبها؟! وهل تتطابق وسيلتها مع ايدلوجيتها ؟!! وأخيراً : هل الاستراتيجية المعلنة هي حقاً الاستراتيجية الحقيقية لداعش ام لا ؟!! يعني : هل ان هناك استراتيجية اخرى ستظهر بعد حين ؟!! ..... هنا لي رأي ولكي أوضحه ارجو من القارئ الكريم ان يتحملني بعض الشئ ، سأبدأ من الصانع (السياسي ورجل المخابرات) ثم أعود الى المصنوع (داعش) ... إن لكل منا عقل باطن وعقل ظاهر(الشعور والللاشعور) ، تظهر مكنونات الفرد بعد تعرضه لحادث مريب وقوي فيتصرف لا شعورياً يعني تظهر المكنونات فتقود عملية رد الفعل ، ومن هذا نستطيع القول : بأن الدواعش ليس لديهم صدمة معينة وواحدة كونت لديهم نفس العقدة النفسية ظهرت لاشعورياً في تصرفاتهم البغيضة ، لأنهم من جنسيات وبلدان مختلفة ، أذن فالعقدة النفسية تكمن عند الصانع وبعمليه سحرية كبيرة استطاع ان ينقل هذه العقدة الى المصنوع ، والصراحة الكلام بسيط ولكن عمل الصانع كان شاقاً جداً ، استغل الصانع الفهم الخاطئ للقران والسنة النبوية عند بعض المسلمين وركز على جانب البغض والحقد الذي تحمله بعض الرويات لليهود ، الذين عادوا وحاربوا الرسالة المحمدية ، ثم قال وبكل بساطة ان من طوائف المسلمين من هم اشد على الاسلام من اليهود انفسهم!! مستنداً الى الحديث النبوي (...... يهود أمتي) ..... انا اعتقد وبنسبة كبيرة ان الصانع لداعش هو الكيان الصهيوني وان كان لكثير من مخابرات بعض الدول يداً في مكون داعش ، فاليهود وبعد محرقة هتلر والحروب التي خاضوها مع العرب بالاضافة الى كره الشعوب الواضح لهم ، تكون لديهم عقدة الخوف من الاخر فهم يشكون في نوايا كل انسان ولذلك فهم لايستطيعون ان يروا العالم يعيش بسلام لأنهم يعتقدون بأن العالم سيتجه للقضاء عليهم ، أنهم لايعرفون السلام ، لم ولن يعشيوا فيه ابدا لأنهم في (فوبيا) عميقة تخللت اللاشعور ..... كذلك نرى الدواعش يستخدمون مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) وهو مبدأ صهيوني صرف ، لذلك نرى الفتاوى المخالفة للاسلام تصدر بكل سهولة ويسر ... نقول في الدعاء ((اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين)) ، وكما هو معلوم فنحن نتكلم واليهود تعمل!! ، استغل اليهود هذا الدعاء وضربوا الاسلام بالاسلام عمليا من خلال داعش (صورة الاسلام المصنوع) ..... لكن هنالك خطأ فادحاً وقع به اليهود (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال : 30]) ، ذلك الخطأ الذي لن يستطيعوا ان يتداركوه هو (أن داعش يتصرفون بشعور ، انتباه رجاءاً !! اقول : يتصرفون بشعور يعني ان الحقد والبغضاء اصبح واقع عملي لديهم وليس عقدة نفسية) وبما انهم تربوا على كره اليهود وبغض النظر عن اي يهود (يهود امة محمد او امة موسى) ، فهم يتعاملون شعوريا وواقعيا مع الاخر (اليهود) على هذا الاساس وما أن تأتي قيادة جديدة تسيطر على داعش حتى يتجه داعش الى تل ابيب والقضاء عليهم وهو زمن قريب ..... يقول القران (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً [الإسراء : 7]) ، يظن الكثير ان من سيقضي عليهم هو نبي الله عيسى او الامام المهدي ، وانا اختلف معهم فأن من يريد القضاء على الكيان الصهيوني يجب ان يحمل حقداً وبغضاءاً كالتي عند اليهود فمن غير الممكن ان يكون رجل رحمة مثل عيسى او المهدي (عليهما السلام)!! ، انه السفياني ، كما تقول الروايات وأما جيشه فهم داعش ، هذا ما اعتقده ودليلي عليه (كما يحب البعض) قوله تعالى ( فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً [الإسراء : 5]) وقد جاء في تفسير هذه الاية ان الذي قضى على دولة اليهود هو جالوت أو نبوخذ نصر وكلاهما كافر ومشرك على ما جاء في الكتب التاريخية .....
#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة - أقبل المغول -
-
داعش والحدباء
-
العراق يدخل موسوعة غينس -سياسياً -
-
قانون - سويري - للانتخابات
-
الاضحوكة - قانون سانتيغو -
-
قصيدة - رواء -
-
وزير النفاخ سابقاً
-
الثراء وصباغة الاحذية
-
بين الكتاب والقارئ
-
قصيدة - وطن -
-
ثلاثة قصص
-
بين الغابة والاسطبل
-
ابتكارات مع اقتراب موعد الانتخابات
-
الشهيد
-
وداوها بالتي كانت هي الداء
-
زمن العجائب !!!
-
أكرام الضيف والتطور الحضاري
-
قصيدة - حيرة -
-
نقمة النسيان
-
قصيدة - صديقة -
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|