|
داعش وبيانها الأخير حول جهاد النّكاح على سنّة ربّ الرّمال ورسول الإسلام
مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 00:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
داعش وبيانها الأخير حول جهاد النّكاح على سنّة ربّ الرّمال ورسول الإسلام
تداولت مواقع كثيرة، هذه الأيّام، بيانا مضحكا عن تنظيم "داعش" أو الدولة الإسلامية بالعراق والشام، ورد فيه ما يلي: "بعد تحرير ولاية نينوى وترحيب الأهالي بإخوانهم المجاهدين والفتح العظيم وهزيمة الجيش الصفوي في ولاية نينوى وتحريرها وبإذن الله سوف تكون هذه الولاية مستقر المجاهدين ومأواهم وبذلك نطالب أهالي هذه الولاية بتقديم النساء غير المتزوجات لكي يقمن بدورهن بجهاد النكاح لإخوتهم المجاهدين ومن تخلّف سوف نقيم عليه الشريعة وتطبيق قوانين الشريعة. اللهمّ قد بلغنا اللهمّ فإشهد."
وقد ورد على صفحات موقع أنباء موسكو المقال التالي، المنشور بتاريخ 19 جوان 2014: "اخُتطفت عشرات النساء في الموصل ثاني المدن العراقية سكاناً، مع عدد من الصبية الذين يتمتعون بالوسامة، على أيدي مسلحي تنظيم "داعش"، تطبيقاً لـ"جهاد النكاح". ولجأت أم لارا، سيدة عراقية كردية، إلى دار شقيقتها في بغداد، هرباً من وقوع بناتها الجميلات، وطفلين، بيد عناصر تنظيم "داعش" المُسيطر على زمام الموصل مُنذ أسبوعين، ضحايا للاغتصاب تحت ما يسمى "جهاد النكاح". وهرَّبت الأم (40 عاماً)، بناتها الأربع اللواتي تراوحت أعمارهن مابين 14 و23 عاما، والطفلين اللذان يتمتعان بالجمال أيضاً، من حي الوحدة في الموصل "مركز محافظة نينوى" شمالي بغداد، بعد اقتحام عناصر "داعش" عشرات المنازل لاختطاف النساء والأطفال بلا رجعة. وصلت أم لارا، منزل شقيقتها الكائن في منطقة "سكينة وكريات" الشعبية والتي تضم غالبية من الفقراء قاطني العشوائيات، دون أن تحمل شيئاً من منزلها، سوى بعض الملابس. وروت أم لارا لـ"أنباء موسكو"، أنه تم اختطاف الكثير من النساء في الموصل، ولم يتم إعادة أي واحدة منهنَّ حتى الآن، لافتةً إلى أن عناصر التنظيم يتربصون باللواتي يتمعن بمظهر حسن وجمال. ونوهت إلى أن الصبية الذين يتمتعون بالجمال، أيضاً يتم اختطافهم من قبل عناصر التنظيم.. "وعليه قدمت إلى بغداد برفقة أطفال وبناتي". ولا توجد حتى الآن إحصائية بعدد النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب على يد عناصر "داعش" مُنذ سيطرتهم على الموصل ثاني أكبر مدن العراق من الناحية السكانية." إنتهى المقال.
لكن، دعوني أقول لكم لماذا قلت أنّه بيان مضحك؟ أوّلا، هو مضحك لأنّه يعيد نفس الحكاية التي طالما كذّبها المسلمون حول جهاد النّكاح في سوريا وفي ميدان رابعة بمصر بعد خلع محمّد مرسي من الكرسي وغيرها من البلدان التي طالها الطّاعون الإرهابي الإسلامي في زمن "الربيع العربي" الزّائف. وهو بذلك يزيد في ترسيخ الأمر وإرهاق المدافعين عن الخرافات الإسلامية. ثانيا، هو مضحك لأنّه يبيّن أنّ الدّين الإسلامي مبني على شيئين فقط لا يمكنه أن يحيا في غيابهما: الإرهاب والنّكاح. وهو دليل جديد يؤكّد بطريقة غير مباشرة إعتماد الإرهابيّن المسلمين على القرآن والسّنة ومعرفتهم العميقة بالسيرة، ذلك أنّ جهاد النكاح ليس إلاّ إسما جديدا يُطلق على ممارسة قديمة أحلّها رسول ربّ الرّمال لصحابته خلال عمليات السطو التي مارسوها والمسمّات "غزوات": نقصد هنا ما يسمّى "زواج المتعة". وقد ورد في صحيح مسلم: "حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني حدثنا أبي ووكيع وابن بشر عن إسماعيل عن قيس قال سمعت عبد الله يقول كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء فقلنا الا نستخصي فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله "يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". (صحيح مسلم، كتاب النكاح، نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ ثم أبيح ثم نسخ وإستقر تحريمه إلى يوم القيامة). كما ورد في صحيح البخاري: "حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن إسماعيل، عن قيس قال: قال عبد الله: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا شيء فقلنا ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ علينا: "يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين". (صحيح البخاري، باب النكاح، ما يُكره من التّبتّل والخصاء). ثالثا، هو مضحك لأنّ أحد المدافعين عن خرافات الإسلام على موقع الحوار المتمدّن نشر تعليقا على مقال سابق لي عنوانه "خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام" كتب فيه ما يلي: "أما الكلام على داعش فليس في امكانكم فهمه اذ القضية في جوهرها هي قضية الديمقراطية وعدم الرضا بنتائجها فمنذ اعادة النتخاب المالكي رئيسا وهي قضية عامة منذ الانتخابات في الجزائر مع فوز الجبهة الاسلامية وفي فلسطين مع فوز حماس وفي مصر مع فوز الاخوان ومحمد مرسي وفوز حزب العدالة والتنمية في المغرب ومع فوز المسلحين الاسلاميين في الاطاحة بالقذافي واستمرارهم في محاولة الاطاحة بالأسد في سوريا. كل هذا لأن الاسلاميين لهم شعبية جارفة ولايملك العملاء الا الانقلابات. توقعوا في كل بلد داعشات وداعشات". ولعلّ القارئ أحسّ وهو يطالع هذا التعليق بدعم عبد الله أغونان لداعش وإرهابييها وفرحه بما فعلوه وإستحسانه لممارساتهم. وقد كان هذا إحساسي أنا أيضا. لذلك، عندما قرأت بيان داعش عن جهاد النكاح في نينوى تذكرت المدلّس عبد الله أغونان وتبادر إلى ذهني سؤال وددت لو كان بإمكاني طرحه عليه لمعرفة رأيه فيه. وهذا السؤال يمكن تلخيصه في الآتي: بما أنّك يا عبد الله أغونان فرح بإنجازات داعش في العراق وتوافق على إرهابهم وتعتبره شيئا جيّدا، فهل إذا وصل هذا التنظيم إلى بلدك و"فتحه" (أي، بلغة العقلاء: إحتلّه وإستعمره) وأصدر بيانا كهذا، هل ستوافقهم على ما ورد في البيان وتواصل دعمك لهم فتقدّم لهم بناتك وأخواتك غير المتزوّجات ليمارسن مع المجاهدين جهاد النّكاح، أم أنّك ستهرب من البلاد مثل كلّ الحمقى المنافقين الذين ينادون بالشريعة والإسلام في بلادهم وعندما يحسّون بأنّ الأمر سيطبّق عليهم هم أيضا يسارعون بالهرب أو الإختباء كالجرذان؟ هل توافق على إعطاء بناتك وأخواتك ليمارسن جهاد النكاح أم لا...؟ أنا عن نفسي، أنصحك بذلك، فقد يكون ذلك سببا لتدخل جنّة ربّ الرّمال الإسلامي وتكون مع رسولك خير الخلق ومعلّم أمّة "إنكح"... فما رأيك؟
----------------- الهوامش: 1.. بعض المواقع التي تحدثت عن بيان "داعش" حول "جهاد النكاح": صورة لنصّ البيان: http://0z.fr/QVZ93 موقع أنباء موسكو: http://anbamoscow.com/aworld/20140619/392085198.html موقع الدستور: http://www.dostor.org/631078 2.. تعليق عبد الله أغونان موجود على المقال "خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام" وهو التعليق رقم 15: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=419908 3.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته: http://utopia-666.over-blog.com 4.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية": http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام - ج2
-
خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام
-
أليس إرهابيّو داعش، رضي الله عنهم وأرضاهم، خير خلف لخير خلق
...
-
خواطر لمن يعقلون - ج21
-
صدام حسين وخرافة القرآن: وما قتلوه وما شنقوه ولكن شبّه لهم
-
فضح بعض أكاذيب الكاتب سامح عسكر الواردة في مقاله -حقيقة الحج
...
-
خواطر لمن يعقلون - ج20
-
خواطر لمن يعقلون - ج19
-
كتاب رياض الصّالحين في سيرة مسلم بن حبيب خاتم الأنبياء والمر
...
-
فصول من مغامرات عاهات الثورات الزائفة: مفتي الجمهورية التونس
...
-
خرافات إسلاميّة - خرافة بدء الوحي والفيلم الهندي من إخراج ور
...
-
خرافات إسلاميّة - من أين يأتي سُعارُ الأئمّة على المنابر؟
-
خرافات إسلاميّة - الإسلام دين حرّيّة بدليل آية لا إكراه في ا
...
-
فلما قضى زيد منها وطرا زوّجناكها - تحليل منطقي وأسئلة عقلاني
...
-
تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع
...
-
خرافات إسلاميّة - إنشقاق القمر. لكي لا يزايد علينا حمقى الإس
...
-
فليأتوا بحديث مثله - سورة المنافقون
-
خرافات إسلاميّة – خالد بن الوليد، سيف الله المسلول والبطل وا
...
-
خرافات إسلاميّة - عمر بن الخطّاب، العادل الرّشيد أم السّاقط
...
-
خرافات إسلاميّة - عمر بن الخطّاب، العادل الرّشيد أم السّاقط
...
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|