رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 15:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في انتظار المخلص
مسألة انتظار المخلص لم تقتصر على الفكر الديني وحسب، بل تعدته الى المواطن العادي الذي نسمعه دائما يقول "نريد زيد مثل صلاح الدين، وعبيد مثل عمر بن الخطاب" فكان هناك حالة من الاستكانة وعدم الفاعلية عند هؤلاء الأفراد، وأيضا نجدهم يعيشون على وهم الخلاص الذي يكرس من خلال القول "بان الفرج قادم" وقد وجدنا نحن في المنطقة العربية، بان أي تغير حدث ويحدث هو تغير سلبي رجعي، ينعكس بشكل خراب ودمار وقتل وتشريد على المواطن.
طبعا هناك مجموعة من المسببات وراء هذه الحالة، منها عدم وجود قيادة واعية وصادقة مع ما تطرحه من أقوال، والمشكلة الثانية، تكمن في عدم وجود برنامج تحرري واضح المعالم، من هنا نجد كل طرف يدعي المعرفة والحكمة والحنكة، علما بان على ارض الواقع ما يحدث العكس تماما، فلا نجد سوى الخراب والموت الذي يلاحقنا.
هذا المرض ـ انتظار المخلص ـ لم يقتصر على الأفراد، بل تعداه إلى التنظيمات السياسية والأفراد ـ القادة والمنظرين سياسيا ـ فهم أيضا ينتظرون "ثورة" نقية جامعة وشاملة تخلصهم مما هم فيه، دون إن يكون لمهم دورا في أحداثها، وهم فقط يقوموا بنقد هذا التصرف أو ذاك، وكأنهم يعيشون في كوكب خارج الأرض، متجاهلين بأنهم يتحملون الجزء الأكبر عما يجري، فقد تم ترسيخ عقلية ـ الهروب إلى الأمام ـ في تفكيرهم، إن كانوا يعوا هذا الأمر أم لا يعوه، فهم فعليا لا يتميزون بشيء عن المواطن العادي، سوى إن هناك حالة فردية واحدة وهناك مجموع يدعي المعرفة، لكن في المجمل الكل يشرب من عين الماء الآسن.
الحالة العراقية تحديدا، والقول بان ما يجري فيها من أحداث ناتج عن تنظيم "داعش" وتوجيه اللوم بطريقة بائسة لهذا الطرف أو ذاك، متجاهلين دور الأحزاب، التي تنتظر الثورة المخلصة، الثورة النقية، والاكتفاء بتفسير ما يجري، تفسيرا أحول، وليس عقلاني، والداعين لدور رجال الدين في حسم المسألة بسرعة، يعد جريمة بحق هذه الأحزاب قبل إن تكون بحق الوطن والمواطن، فبأس لهكذا طرح ولهكذا أحزاب.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟