أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!














المزيد.....

ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 13:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



أوردتُ في مقالاتي عن التحرش كمنتوج ثقافي ، ما المقصود بالثقافة بمعناها الانتروبولوجي ، وقد لفت إنتباهي تعريف قاموس اكسفورد للثقافة ، وهي كالتالي (حسب القاموس ) مع بعض الإجتزاءات : تنمية وتطوير المدارك ، الحواس ، التعامل إلخ ..التحسين والتلطيف (إرهاف الحس ) عن طريق التربية ،التعليم ودورات إستكمال(إثراء) ...تطوير ألعقل ، ألذوق والإتيكيت . (من كتاب "الدماغ المرن" ، تأليف نورمان دويدج ، بالعبرية ، مُترجم عن الإنجليزية ) .
وقبل أن أبدأ بجوهر الموضوع ، بودي أن أُشارككم بقصتين صغيرتين ، تدلان على ما أُريد قوله ..
القصة الأولى : مباشرة وبعد عودة زوجتي من العمل ، تبعتها إمرأتان ،إحداهما صديقة للعائلة ، وبعد تقديم واجب الضيافة ، "دخلت " الصديقة في الموضوع مباشرة قائلة ،سائلة : رفيقتي تبحث عن عروس لإبنها ، وجئنا نسأل : هل تُوافقون على "إعطائنا " واحدة من بناتكم عروسا للشاب ؟؟
لن أُطيل عليكم ، حاولت شريكة العمر تمالك نفسها لئلا تنفجر غضبا في وجه صديقة العائلة ، وأفهمتها بأن البنات في الجامعة وليس هذا هو الوقت المناسب لهكذا مواضيع ..!! علما بأن العريس "المعروض " أُمي ، لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، ويعمل في عمل غير ثابت ، وإبنتانا ألكبيرتان جامعيتان ، لديهما طموحات علمية ومهنية ،أبعد بكثير من الزواج في المرحلة الراهنة !!
ألقصة ألثانية : جمعتني مساء أحد الأيام جلسة مع قريباتي الصبايا وبناتهن ، وكلهن مُتعلمات ،بعضهن متزوجات ،تشعب بنا ألحديث ، وسألتني إحداهن هذا ألسؤال (وهي بالمناسبة حاصلة على الماجستير وتعمل في الجامعة ):لماذا على الفتاة التي لديها عمل ، سيارة وبيت أن تتزوج ؟ وأستمرت بالحديث ،بأن كل من حاول التقرب منها من الشباب بهدف التعارف الجدي ، كانت مُنطلقاته ودوافعه ،كونها مستقلة إقتصاديا ، وليس لذاتها!! وقد كان أحد هؤلاء صريحا حد الغباء ، إذ قال بأنه ُ يريدها أن "تصرف " أي تُعيل بيتها !! أما هو فماذا سيفعل ؟؟ الله أعلم ..
فالثقافة التي ما زال العرب يسيرون على هديها ، تنطلق من فرضية تقول بأن أقصى طموح الفتاة هو الحصول على زوج "يستر " عليها ، ولا يهم ، من هذا الشاب (زوج المستقبل ) ، هل يستطيع توفير أدنى مقومات الحياة ، أم إذا كان مكافئا من كل النواحي ، وخصوصا من الناحية العلمية ، للفتاة التي يبحث عنها!! ناهيك عن عدم التفكير ، مجرد التفكير في أن للفتاة مشاعر ، طموحا ورغبات . فهي أداة "يُعيرها " أو يسلمها أهلها له . وإختيار الكلمات التي ما زالت دارجة في مثل هذه المواقف دليل على ذلك : "إعطاؤنا إبنتكم " ، أو "إعطاؤنا " إحدى بناتكم !! واحدة منهن ، ولا يهم أيهن !!
ما الذي يدفع ، أو ما الذي يُشجّع سيدة على التوجه لطلب بنت للزواج من إبنها ؟ لأنها تعتقد بأنها كأُم لذكر فلها الأفضلية ، هكذا تفترض هذه الثقافة ، ولأنها تعتقد بأنها ، ومن خلال الثقافة أيضا ، بأنها تُطري على عائلة الفتاة لأنها أختارت بنتا من بناتها ،لتكون زوجة لإبنها !! فالبنت في المحصلة، وفي الموروث الثقافي، مهما تعلمت فإن مكانها المحتوم هو المطبخ !! فوظيفتها وما أُعدّ لها في الحياة واضح ومرسوم سلفا .. إنتظار العريس على أحر من الجمر .. لذا لم ترَ هذه الصديقة غضاضة في أن تطلب من زوجتي العزيزة ان "تُعطيها " إحدى البنات .
ولنعد إلى تعريف قاموس اكسفورد ،هل يُمكن القول بأن العرب يملكون ثقافة ؟؟ فلا تطوير للمهارات ، المدارك والحواس ، لا إتيكيت ولا رهافة حس ، ولا برامج إثراء أو تطوير للعقل !!
بينما في حالة "إحدى بناتي " ، بحثت الأم لإبنها عن عروس ، دون أن "تُعير " الإستقلال الإقتصادي للبنت أهمية بشكل مباشر ، رغم علمها المُسبق بأن "البنت " ستعمل في مهنة محترمة ، مع تأكيدنا بأن كل المهن محترمة وشريفة (إلا غير الشريفة ، كالإحتيال والإستغلال) ، لذا "يختبيء " هذا التوقع في ثنايا طلبها "إعطائها " بنتا لإبنها ، لتضمن له "مستقبله " الإقتصادي أيضا .
وهذه الظاهرة ليست وليدة أليوم ،فالمرأة ألعربية تكد يوميا في أعمال البيت وخارجه ، فهي شريكة فعلية في أعمال الفلاحة والزراعة ، والنساء القرويات وحتى نساء المدينة يربين الدواجن ويزرعن الخضار لبيعها لاحقا لزيادة دخل الأُسرة . عدا عن الأعمال الأُخرى ألتي تقوم بها النساء والتي تصب في صالح الاسرة وتوفير وسائل عيشها .
فعمل المرأة مفروغ منه ، لكنه وبالمقابل لا يحظى بالتقدير اللازم ، لا من المجتمع ولا من "الشريك "!!.
ويهدف التبخيس للأنثى ولعملها ،في رأيي ،إلى "المحافظة " على صورة الذكر ، فهو في الثقافة المتهرئة ، المعيل والمُنفق على أهل بيته بما في ذلك زوجته العاملة أو الموظفة ، فما هي في النهاية إلا "عامل" عنده ، وبفضله فقط "تتوفر "للأُسرة حاجاتها !!
فالبنتُ ومهما بلغت من شأن ، لن "يُنقذها " من وضعيتها الإجتماعية سوى ذكر ولو كان أشعث ، أغبر خارجا من مجاهل التاريخ !!
ولو لم يرَ ذلك الغر ، الأحمق والجاهل ، نفسه أفضل من الجامعية المستقلة ، لما "تجرأ" على أن يشترط عليها ،أن تُنفق على الاسرة ، بعد زواجهما !! فالثقافة "تُصوره " وتُغذي في روحه بأنه الأفضل لأنه ذكر ، وإنما هو منقذ لمن يتزوجها !! والحقيقة بأنهاهي ، وفي حالة موافقتها التي لم تكن طبعا،هي التي ستُنقذه من بؤسه !!
أين الإتيكيت ؟؟ فالثقافة التي قامت على تبخيس وإستغلال الأُنثى ، خلقت رجالا أفظاظا ، غلاظا ، جهلة وكُسالى !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ومن ألحب ما قتل- ..مُهداة للأستاذ محمد حسين يونس .
- ألعائلة المثلية :جدلية أخلاقية ..
- بين ألكيفية وألماهية ..
- داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!
- ألتحرش ألجنسي : جدلية الإنتقام أو فكر ثقافي جديد ؟!(4)
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :ألخوف الإجتماع ...
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :(ألبهمنة) ( 2)
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة (1)
- المثلية بين البيولوجيا والتنشئة ..
- المثلية ، السياسة والدين ..
- -يعيش - الإحتلال ..!!
- ألأخلاق وألسياسة..
- إسرائيل : ما بين -عاهرة - وقديسة - !!!
- حزيران بين -ألمسيحية - الإسلامية و- المسيحية -اليهودية ..
- التستوستيرون بين ألقمع ،الإباحية والترشيد ..
- ألفقر والأخلاق ..
- شدو الربابة بأحوال الصحابة ..ألمُعاصرين !!
- حق تقرير ألمصير : تصادم ألطموح والواقع .
- نساء بيدوفيليات ..؟؟
- ألرجم للعُشاق ..!!


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!