|
دولة الإسلام في العراق والشام وإيران
عمر البحرة
الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 12:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صديقي القارئ ابحث عن نفسك في هذه المقالة فقد تكون واحداً ممن صنعوا دولة الإسلام في العراق والشام من دون أن تدري. قد يقول قائل أن دولة الإسلام صنيعة المخابرات لإفشال توجهات الشعوب نحو الحرية ، نعم هي صنيعة أجهزة المخابرات ولكن المسلمين هم من صنعوها بأيديهم حين شكلوا من دون دراية البنية التحتية لدولة الإسلام. لم تكن دولة الإسلام في العراق والشام غريبة عن المجتمعات العربية فهي نتيجة حتمية لكل أساليب التفكير الموجودة في المنطقة ، فهي أيضاً نتيجة حتمية لكل أشكال التحريض الطائفي والتسخيف العقلي والفكري والعلمي وغسيل الأدمغة الناتج عن تأثير العدد الهائل من القنوات الدينية السنية والشيعية وصفحات ومواقع الإنترنت واليوتوب، ولا يزال رجال الدين والمشايخ مستمرون في عملهم المنهجي لتدمير العقل الإسلامي. دولة الإسلام موجودة في عقول المسلمين سواء كانوا سنة أو شيعة في الأمس كانت الدولة الإسلامية الشيعية في إيران مرورا بدويلات طالبان والجزائر والصومال والسودان،واليوم دولة البغدادي السنية.وغدا لا نعلم دولة من ستكون أهي دولة زهران علوش أم حسان عبود أم دولة الجولاني المجهول الوجه والهوية. كيف نشأت دولة الإسلام في العراق والشام دولة الإسلام في العراق والشام نشأت أولاً وبداية حين فهم الاستعمار البريطاني طبيعة الإسلام وقرر إنشاء اللبنة الأساسية للإسلام السياسي أي جماعة الإخوان المسلمين والتي خرج من رحمها كل أشكال الإسلام السياسي في المنطقة والعالم. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع استلام حزب البعث مقاليد السلطة، وقيام الديكتاتوريات البعثيه باستخدام الإسلام السياسي لتثبيت دعائم سلطتها. دولة الإسلام في العراق والشام أنشأتها أمريكا حين أعطت الشيعة حقوقهم السياسية على حساب حقوق السنة في العراق. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين صنف الإرهاب عالمياً بأنه صناعة سنية صرفة، بينما اعتبر الإرهاب الشيعي دفاع عن النفس ضد إرهاب السنة. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين نقل الشيعة لطمياتهم وشتائمهم لرموز السنة من الصحابة إلى مناطق السنة ومساجدهم مثل اللطميات المتكررة التي جرت منذ سنوات وحتى اليوم في المسجد الأموي بدمشق. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين دمرت كتائب الأسد والكتائب الشيعية المساجد العمرية ومسجد خالد ابن الوليد، وحين رفعت شعارات شيعية على المآذن السنية. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين رعت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة الفكر الديني وفتحت له مدارس تحفيظ القرآن ومدارس الدروس الدينية ورعت نشوء الجماعات الدينية لغسل عقول البشر. قد يقول البعض أن هذا الغسيل لصالح الأنظمة نعم هو لصالح الأنظمة فدولة الإسلام في العراق والشام تقدم أهم الخدمات للأنظمة الديكتاتورية وخصوصا حين يجد معارض النظام أن النظام أرحم بكثير من دولة الإسلام فيعود لأحضان من جديد لأحضان النظام. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين دافعت الأغلبية عن جرائم حماس وهم من الإخوان المسلمين في فلسطين ، ودافعت عن مزاوداتها على نضال الفلسطينيين طيلة العقود السابقة بينما كانت حماس في هذه العقود الطويلة الماضية توجه أنصارها للقتال في أفغانستان ولنا في الإخواني عبد الله عزام مؤسس القاعدة مثال صارخ على ترك النضال في فلسطين والتوجه نحو أفغانستان. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين فرحت الأغلبية بانتصار الحزب الأهلي حزب الله بانتصاراته الإلهية الخلبيه، واعتقدوا أن حزبا دينيا يمكن أن يجلب لهم الحرية والعدالة والنصر على الاستعمار. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين غضت الأغلبية المتعلمة عن سيطرة الإخوان المسلمين على صفحات الثورة السورية وبدأت في إطلاق مسميات دينية على أيام الجمعة وبدأت في إضفاء سمة طائفية على الثورة بالتزامن مع محاولات نظام الأسد اعطائها ذات السمة الطائفية. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين شارك بعض المثقفين والفنانين والسياسيين اليساريين والعلمانيين في دعم نظام الأسد الديكتاتوري الطائفي المجرم. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع مطالبة الدكتور والمهندس والقاضي والمحامي والفنان والمدرس بتطبيق حدود الشريعة، من دون أن يعلم ما هي أثار تطبيق تلك الحدود فهو يطالب بها فقط لأنها إسلامية، ولكنه يستنكر تطبيقها حين تقطع أيدي السارق ويقتل أو يصلب المرتد ويجلد الزاني في الطرقات. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع مطالبة الدكتور والمهندس والقاضي والمحامي والفنان والمدرس بتطبيق الشورى وإلغاء الديمقراطية وفي اعتقادهم أن الشورى سنجلب لهم خليفةً عادلاً، متجاهلين أن لا دوراً شخصياً لهم في الشورى وأن الشورى ستجلب لهم شخصيات بدون معالم مثل الظواهري والجولاني والبغدادي أو خليفة المؤمنين الأول الملا عمر وذلك قبل أن يقوم الخليفة البغدادي بعزله. ومتجاهلين أن البيعة ستتم بقوة السلاح وتحت تهديد الاتهام بالردة والموت صلباً. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت بعد أن بدأ الدكتور والمهندس والقاضي والفنان والمدرس بالمطالبة بدولة الخلافة وبدأت أيضا حين أنكر هؤلاء أن دولة الخلافة لم تكن دولة عادلة أبدأ، وبدأت أيضا حين أنكر هؤلاء نماذج الدولة الإسلامية الفاشلة في السودان والصومال وطالبان وفلسطين حماس وفي كل منطقة يبزغ فيها نجم الإسلام السياسي. دولة الإسلام في العراق والشام نحتت من تسطيح العقل العربي بسبب حشوه بأفكار الإعجاز العلمي في القرآن وإلغاء توجه الطلاب نحو البحث العلمي ذلك أن كل شيء جاهز وموجود في الكتاب، فقط ننتظر نتيجة البحث العلمي في الغرب ونقول أن كتابنا قد عرف هذا قبل 14 قرن. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع قيام مدرسي العلوم بإنكار النظريات العلمية الحديثة لصالح الفكر الديني. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع وقوف مشايخ ورجال الدين ضد تعديل قانون الأحوال المدنية وإعطاء أطفال المواطنة المتزوجة من أجنبي أو عربي جنسية بلادها. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع وقوف مشايخ ورجال الدين ضد حقوق المرآة.وضد مدونة الأسرة. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع قيام الدكتور والمهندس والقاضي والمحامي والفنان والمدرس بتداول ونشر الصور المزورة والمعدلة ببرنامج الفوتوشوب على أنها صوراً حقيقة تدل على الإعجاز العلمي في القرآن ، مع رفضهم وتسفيههم لأي إشارة إلى أن هذه الصورة غير حقيقة. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت مع انتشار حملات الحجاب وتسفيه و تكفير غير المحجبات. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين زاود المؤمنين على الله واعتبروا أن الحجاب غير كافي ودعوا للنقاب لأنه يستر أكثر متجاهلين حكم الله. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت حين بدأ المتعلمين العرب بنشر وتداول قصص سخيفة لا تصلح حتى للأطفال واعتبارها أنها قصص لا مثيل لها متناسين الكم الهائل من الأدب الروائي والقصصي العالمي والعربي. دولة الإسلام في العراق والشام نشأت عندما أصبح جل ما يفعله المتعلمون العرب على صفحاتهم هو تداول رسوم وجمل تدعو للصلاة على النبي و تطالب نشرها متوعدين من لا ينشرها بالعقاب والثبور. قد تنتهي دولة الإسلام من الناحية المادية عسكريا وتنظيميا ولكنها ستبقى في العقول المتحجرة التي نحتت بكل الوسائل السابقة. فهي باقية طالما بقي الفكر المتحجر ولذلك نراها تذهب من هنا لتعود هناك.
#عمر_البحرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معك رغم كل الدم المسفوك
-
ثارات النظام السوري
-
هذا الشبل من ذاك الأسد
-
قتلى في الحرم الجامعي
-
عقدة فصام أدونيس
-
سيدي وسيد الوطن
-
تمثال السيد الرئيس وولده المصون
-
أوباما أطلق حميدان
-
الاغتصاب في المجتمعات الإسلامية المعاصرة
-
ما وراء تصريحات عبد الحليم خدام
-
إعلان دمشق وبزور الحرب الطائفية
-
زعران البعث
-
عقلية القمامة
-
القبيسيات - الأمهات المؤمنات ومجمع أبو النور
-
العشوائيات السكنية
المزيد.....
-
القتلى صبي و4 نساء وأين المشتبه به السعودي الآن؟.. الشرطة ال
...
-
الصين تبني أكبر مطار في العالم على جزيرة اصطناعية
-
لبنان.. الاعتداء على عناصر أمن حماية السفارة السعودية في بير
...
-
مجرة -أضواء عيد الميلاد- تكشف عن كيفية تشكّل الكون
-
-نحفر للعثور على بلاط المنزل-.. سوريون يعودون إلى منازلهم ال
...
-
الحرب في يومها الـ 443: الجيش يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان و
...
-
صحيفة: قطر -ستوقف- مبيعات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي إذا تم
...
-
مستشار السيسي يعلق على موجة الإنفلونزا التي تقلق المصريين
-
-البديل من أجل ألمانيا- يطلب عقد جلسة عاجلة للبرلمان على خلف
...
-
دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع والتمسّك بوجهة نظره
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|