ناصر ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 07:56
المحور:
الادب والفن
دربٌ طويل
شعر ناصر ثابت
نمشي على دربٍ طويلٍ، مُبهمٍ
غطى هدوءَ الليل
وانطلقتْ بنا سيارةٌ في رقةِ الأنثى،
تطاوَلْنا على شمس الغروبْ
عدنا إلى وطن السكونِ الصعبِ
أحضرْنا مدينتَنا إلى حفلٍ يُقدَّمُ فيه شايٌ فاخرٌ
وتبادرتْ في ذِهن هذا الدربِ أفكارٌ تطلُ على الشواطئْ.
عدنا إلى هذا اللقاءِ الصعبِ
غافلَنا المساءُ وغاصَ في بحرِ الظنونْ
وترقرقتْ فينا الشجون
في لحظةٍ خرقاءَ، طالبْنا القصيدةَ أن تحسِّنَ سيرةَ الأشياءِ
واخترنا السحابةَ والكآبةَ، والكتابةَ، والفراغَ المعنوي
جاءَ المكانُ إلى نهايته
وبادرنا لنقطفَ من ظنونِ الخبزِ ما يكفي جياعَ الوقتِ
حاولنا الدخولَ إلى مقاهٍ صعبةِ الميلادِ
والتمعتْ أمامَ الذهنِ أسئلةٌ بلا قلقٍ، وجمَّدَنا الوجومُ
هل أصبحت هذي المدينةُ قصةً مفتوحةً
تبكي على غدِها النجومُ
هي هكذا،
وأنا المسافرُ في الدروبِ من الجنونِ إلى الجنوبِ
كأنني أمشي ويمشي خلفيَ الماضي القديمُ
واحترتُ في ماضيَّ
هلى أنساهُ أم أرثيه أم أبكي عليه
وكان يختارُ المروءَةَ في تطفلهِ
ويشربُه السديمُ
والآن أخبرني المساءُ بسرهِ
واستوطنتْ لغتي القصيدةَ
واشتركتُ بلا وجودي في الوجودِ،
وأهملتْ ذاتي النجومُ
الليلُ يعرفُ أنني سهلُ القيادِ
لفكرةٍ نبتت، وذابت في سهولِ العنفوانِ
قصيدتي اختارت أناءَ الليلِ أن تبقى بلا وطنٍ
ستخذلني المدينة في ترددها، ويلفحني النسيمُ
ولسوفَ يدعوني صديقي المستحيلُ إلى منادمةٍ تعيد ليَ الحياةَ
وثمَّ يخذلني النديمُ!
6-6-2014
#ناصر_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟