أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!














المزيد.....


موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بات واضحاً أن موقف الادارة الأميركية، لن يكون داعماً للتدخل العسكري في العراق، أو حتى تأمين ضربات جوية تشلّ تقدم المجموعات العراقية التي تفرض طوقاً خانقاً على سلطة المالكي، وتقف على أعتاب المنطقة الخضراء.
يبدو قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما منسجماً مع تصوراته بشأن السياسة الخارجية الأميركية التي أعلن عنها في خطابه أواخر مايو / أيار الماضي، محدداً عدم ارسال جنود الولايات المتحدة للقتال من أجل أحد في أي مكان من العالم، والتزامه سياسة التوازن في القضايا الدولية، فيما تفرض الضرورة التعامل " المحدود " مع إيران.
وعلى رغم من تحريك واشنطن لحاملتي طائرات باتجاه العراق، والإقرار بإرسال 100 خبير عسكري وامني لمساندة الحكومة العراقية المنتهية ولايتها، والقيام بطلعات جوية لجمع المعلومات، فإن الولايات المتحدة أوضحت ان ذلك ليس دعماً يتصل بالمالكي وحكومته، وإنما يمثّل مساندة للعراق. وفي الواقع ينطوي هذا الأمر على موقف أميركي واضح، يحمّل المالكي مسؤولية التدهور الحاصل في العراق بسبب سياسة حكومته الطائفية، وفي الوقت نفسه تدرأ واشنطن عن نفسها التورط في دعم حكم نخره الفساد والولاء لإيران ولم يستطع انجاز تقدم في التوازن السياسي والمصالحة الوطنية، التي من شأنها ان تقود العراق الى الاستقرار.
بالمقابل تتحسب واشنطن من القيام بدعم أي عمل عسكري ضد مجموعات الحراك الوطني والعشائري ضد حكومة بغداد، بما فيها الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ). هذا يفسر انها لاتريد استعداءً مباشراً اليوم مع هذه القوى، بمعنى أن لاتقوم باستهدافها عسكرياً بصورة مباشرة، خشية أن يقود ذلك إلى تهديد مباشر للولايات المتحدة ومصالحها عبر العالم، في استحضارٍ لرهابِ هجمات أيلول / سبتمبر 2001 .
تدرك واشنطن جيداً حجم التعقيدات الهائلة التي ينطوي عليها الموقف في العراق، وأي تدخل سريع غير مدروس بدقة، قد يشكل انزلاقاً لها في أتون حرب أهلية – طائفية، يحشد لها المالكي والقوى الداعمة له: ايران وحزب الله ، بما تمتلكه هذه الأطراف من خبرات طويلة في الحروب الأهلية وفي إثارة الفتن، وتجييش المجتمعات تحت سقف الطائفية والمذهبية، والتي عبر عنها المالكي ثلاث مرات، الأولى حين رأى فيما يحدث " تكراراً لهجوم أتباع يزيد على أتباع الحسين"، والثانية في دعوته للنفير العام للمدنيين على أساس مذهبي، والثالثة اتهامه السعودية، بأنها تقف وراء دعم الإرهاب في العراق.
المالكي، وحلفاؤه يستنسخون التجربة السورية، في التعامل مع انتفاضة العراقيين، من حيث الأخذ بالاتهامات ذاتها، بأنها مجموعات إرهابية، مرتبطة بالخارج، وأنها مؤامرة خارجية بأدوات داخلية عميلة، والإستناد الى دعم ايران وحزب الله، واللجوء الى الحلّ الأمني والعسكري لمواجهة التطورات.
الولايات المتحدة، وهي تأخذ بالدروس التي مرّت بها التدخلات الأميركية بدءاً من فييتنام الى أفغانستان ولبنان والعراق، ومايحدث في سورية، يمنحها القوة في اتخاذ قرار مثير للجدل بعدم حماية اتباعها في المنطقة، وهذا لم يكن وليد اليوم، لنلاحظ مواقفها من بن علي ومبارك وعلي عبدالله صالح، وهي بالقطع لن تقف الى جانب المالكي. لم تقف في السابق مع أي ديكتاتور خدم مصالحها بكل قوة، وأخضع شعبه لسطوة حكمه واستعباده، والشاه لايزال مثالاً حيّاً على الاستغناء عنهم عندما تتحرك الشعوب المقهورة.
ترى واشنطن – كما يبدو – أن رحيل المالكي - هو جزء أساسي من آليات التوصل الى حل سياسي أكد عليه اوباوما مؤخراً فعل كبار مسؤولي البيت الأبيض.
منطقة الشرق الأوسط باكملها، هي في فوهة البركان، وتقف القوى الدولية التي ساهمت في الوصول الى هذه الحالة، عاجزة عن القيام باي شئ، سوى انتظار الأحداث عما ستؤول إليه. ولاتبدو في الواقع أنها تنتهج سياسات داعمة لإسقاط الديكتاتوريات بأقل التكاليف الدموية التي تدفعها شعوب المنطقة.
تمتلك الإدارة الأميركية، من القدرات والآليات، التي تمكنها من القيام بدور فاعل وحاسم في المنطقة بعيداً عن استخدام القوة او التلويح بها، وقد نجحت في الواقع في اجبار الأسد على تسليم الترسانة الكيمياوية، وهي قادرة اليوم على منعه، من مواصل القتل والتدمير ضد السوريين، وقد خرجت الأوضاع عن السيطرة في العراق. وليس من مصلحة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، امتداد الحرب وتداخلها في المنظقة الممتدة من غزّة وجنوب لبنان، حتى افغانستان، مروراً بسوريا والعراق.
___________________
كاتب وصحفي سوري
مدير مركز الدراسات المتوسطية



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية
- اتحاد الديمقراطيين السوريين / أفكار أولى حول التجربة
- دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية
- خليل صويلح في ” سيأتيك الغزال ” : سيرة العطش،وشغف الأحلام وا ...
- سُحب الغواية
- دمشق
- اجتماع اتحاد الديمقراطيين السوريين / نتائج وتوصيات
- حوار مع د.أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة
- شحّاذ التدخل


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!