أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين عجيب - نساء سوريا الغبيات














المزيد.....


نساء سوريا الغبيات


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 08:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أتقصد الإثارة المبتذلة في العنوان, ولا أقصد جميع النساء بل الأكثرية, وملاحظاتي واجتهاداتي في هذا الموضوع تقتصر على حدود خبرتي الشخصية, التي تمتد على 45 سنة في سوريا. وقد خصصت المرأة السورية لسببين, الأول أنني أفضل الكتابة ضمن حدود الخبرة والتجربة, والثاني يتعلق بظروف المرأة السورية التي تتيح لها المشاركة في إنتاج قيم وثقافة الحياة.
ما عايشته وخبرته وسمعت عنه, يبرر لي استخدام تلك الصفة الحادّة, بعد الرغبة المعلنة والمستمرة في تأنيث سوريا. الأنوثة تلك الطاقة الجوهرية في الحياة,المدفونة بفعل الثقافة السائدة ونظم الأخلاق,تحت مغامرات مجّانية
نعرف جميعا بعد فوات الأوان, أنها تركة الآخر الشبيه فينا,بلا أمل أو وعد.

إنه الصباح من جديد
البارحة كنت الأب والأم
في تفتح الزهرة
وفي ضوء النجمة الخالدة

اللذين نحبهم
واللذين علّقنا حياتنا على عودتهم
صاروا الماضي الجميل...
يا أمنا
يا أخت الله
كم كان الغروب يشبهنا


لا أستطيع أن أفهم, لماذا تحب المرأة السورية من يحتقرها, ربما في العبارة مباشرة وقسوة جارحتين, لكنها الحقيقة المكروهة التي تعرفها قارئة هذا الكلام أكثر مني, كما يعرفها كذلك الرجل الناجح وصاحب الحظوة في بلادنا.
تخلّت المرأة السورية عن أدوار كثيرة, أولها الاستهتار بالحب, والانحياز التام إلى جانب القوة الطائشة,حتى انكشفت الجذور الضعيفة المتمددة على الصخر, بلا رحمة أو غطاء.
كيف وصلنا إلى هذا الحال ولماذا؟
أظن في سيادة وشيوع نموذج"الرجل الشرقي" أكثر من إجابة, كما تحتاج لأكثر من جهد فردي, يقوم به رجل في منتصف العمر, يبحث عن متعته الخاصّة والأنانية, قبل المعرفة والرغبة في الوصول إلى الاحترام.

*

ترددت عبارة"الرجل الشرقي" في مختلف الأوساط الفكرية السورية أواخر القرن الماضي, ثم اختزلت إلى شتيمة أو مديح في طرق نسيانها المبكّر.
كانت صفة رجل شرقي, يجسدها الأب بممارساته وقيمه وثقافته, والمقابل لها ما كنا نرغب أن نكونه في مرحلة الرجولة وبعد تجاوز معيقات الماضي, ذلك ما تركها بدون مقابل أو بديل, خصوصا بعد تعقّد الصورة بدخول شخصيات مثل نزار قباني وعبد الله أوجلان إلى عمق المشهد بما يمثّلانه, الأول في الثقافة والإعلام والثاني في الثورة واليسار, لتدخل بعد ذلك القصص والمغامرات النسوية الكثيرة, لكبار المسئولين وأقاربهم في سوريا والعراق, بعدما كانت مقتصرة على أسطورة الرجل الخليجي وما يفعله في لبنان وسوريا ومصر, صار الحديث عن الرجل الشرقي إما بالسر أو بالتجريد.
يتعذر إجراء مقارنة بين نمط الرجل الشرقي وبديله في حياتنا, لأن الثاني بقي في إطار المتخيل ثقافيا وأدبيا, بينما تعمم الأول بصورته المحققة أو نقيضها, المحروم والذي امتزج بالتدريج مع الآخر المستهجن في الثقافة والأخلاق.
لذلك سأكتفي بمحاولة توصيف الرجل الشرقي بالممارسة والقيم, وأترك للقراء تحديد الموقع والموقف من ذلك, ربما يبرر لي قسوة العنوان ويفسّره.

*
الرجل الشرقي مسلّح بالميراث المشترك أولا, تعزز نموذجه في الممارسة والقيم والأفكار مختلف مصانع الرأي في بلادنا من النكتة إلى التلفزيون.
سأحاول تحديد شخصية الرجل الشرقي,بالخطوط العريضة, عبر موقعه وموقفه ودوره, على أمل فتح حوار في هذا الشأن الشائك والمعقد والمليء بالألغام.
أ_موقع الرجل الشرقي: يمثّله الأب والأخ والزوج والابن بعد طول العمر, وهو مطلق وأحادي لا يحتمل المختلف أو الآخر بكافة مستوياته, شخصية الرجل الشرقي تعبير مباشر لصيغ الأب المختلفة: السيد والقائد والأول والرائي والعارف... إلى آخر عناصر نسق الذكورة الموروث والخالد كالماء والهواء, كما تختصر تعبيراته في الثقافة والأخلاق منظومة التكفير والتخوين.
ب_موقف الرجل الشرقي: التناقض سمة وبنية بنفس الوقت لشخصيته, تناقض في الفكر والسلوك يصل إلى درجة الفصام الصريح. موقفه من المرأة إما أو, صنف الحريم وصنف موضوع الرغبة اتجاهان متناقضان في السلوك الفردي والعام دوما. موقفه من الرجل الآخر كذلك إما تابع أو منافس وعدو.
ج_ دور الرجل الشرقي: التثبيت والتكرار يختصران الدور الفعلي لشخصيتنا المشتركة, التي يسميها البعض هوية أو خصوصية أو..,كما كنا نسميها في طور المراهقة: الرجل الشرقي.

*

ازدواج المعايير والقيم تكررها ممارساتنا أكثر من بقية الثقافات, مظاهر الكذب والخداع بصيغها القديمة والمباشرة محور أصيل في أخلاقنا. حتى كلمة الديماغوجيا كمصطلح وممارسة متوفرة وشائعة في جميع مفاصل الثقافة والحياة, بصورة تبدو معها ممارسات الإعلام الغربي طفولية وزاخرة بالسذاجة وحتى البراءة إذا ما قورنت بفنون الحيل والخداع التي نكتسبها في طفولتنا الأولى. وبرهاني على ذلك في السؤال الاتهامي لأي وسيلة إعلام رسمية من المحيط إلى الخليج, عن الصدقية والمصداقية للقراء والكتاب معا.

ما هو دور المرأة في ذلك؟
المشاركة في إنتاج ثقافة الموت, المشاركة في عزل وحصار نموذج الرجل الآخر, مع أنه مازال في طور النشوء من جديد, بعدما قضت على أسلا فه جميع الدول والسلطات التي قامت في شرقنا العتيد.
المفارقة في العنوان, أنني لا أعتقد بوجود أمل, سوى بمشاركة نساء سوريا الذكيات والمبدعات,لتكون هذه البلاد مكانا يصلح للعيش.
من يدّعي أنه لا يريد شيئا هو الكاذب الذي يريد كل الأشياء.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مهرجان جبلة الثقافي
- المهرجان والوعد
- الليبرالية تحت الشعار
- الارهاب مسؤولية مشتركة
- جميلة هي البلاد التي أغلقت أبوابها
- خاتمة أشباه العزلة
- رالف
- ظل أخضر
- أبواب متقابلة
- ورق الخريف_ أشباه العزلة
- لا يوجد طريق لا تمشي عليه امرأة عاشقة
- الفصل بالفأس بين الديقراطية والثقافة الليبرالية
- قوس قزح على الأرض
- الأقرب من الألم..الجزء الثاني لأشباه العزلة
- عشب أزرق
- أوهام يقودها رجل
- انكسارات الظل_
- يا تفاحا يغسل الذاكرة المريضة_
- أبراج العدم
- هل يمكن أنسنة الوجه اليساري من جديد؟


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين عجيب - نساء سوريا الغبيات