سليم الحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 17:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ضياع العراق بين نظامين
مر اكثر من خمسين سنة على حكم العراق الجمهوري تحكمت فيه حكومات أدى نهجها الى سحق وعي الفرد العراقي و تحول حال معظم الشعب تحت دكتاتورية الحزب الواحد الى ما يشابه حالة قطيع من خراف بلا أصواف همه ترضية راعيه الذئب الدموي والتودد اليه ليسمح له بالحياة وتأمين علفه اليومي حتى و إن غطاه العفن بضمان الخنق الذاتي لكل صوت منه بالكرامة والحرية و قبوله العيش، في زريبة يتحكم بها خدام الدين السياسي تزامنا مع تحول الحاكم الذئب الى (عبدالله المؤمن) و وليا للأمر ، فتم تحول الدين من عقيدة شخصية ونهج للسلوك الإنساني الى حفنة من تعاليم بالتكفير وقتل الآخر المختلف في الرأي والعقيدة وتطويل للحى أو حمل مسبحة وخواتم تمنح أحجارها الصماء ما لايحصل عليه الإنسان بالعمل والكفاح ، ويتقدم كل ذلك تحجيب النساء فهن عورات الحياة!! وتخريس الرجال وتركيعهم خلف مرشدين امتهنوا الدين وسيلة للعيش و تأمين حياة قطعان التابعين لهم فتشرذم الحشد البشري الى زمر من فاقدي الإرادة والقرار ، المسيرة بإرادات أمراء الدين والمال والسلاح حاملي الألقاب والتسميات لم يحملها حتى أصحاب الدعوة الأول أو نبيه الكريم . هذه الصورة الكالحة هي نتاج نظام مفبور قد ضيع العراق شعبا وليكمل إطارها حل بديله بشكل نظام هجين فاقد الأهلية لكن يتبرقع بالدمقراطبة زيا ووسيلة للفوز بالسلطة والتحكم بالرقاب عن طريق نفس قطعان الخراف التي التصقت بمرشديها ورعاتها مقابل الفتا ت المقذوفة لها من دون أن يهمها العراق الوطن فليضع و ليحترق في جحيم التمزق الطائفي والمذهبي والقومي . فيالخيبة حظ العراق بين نظام ضيعه شعبا و نظام بديل مسخ يضيعه وطنا. فهل من يعي هذالحال من بين طلائع المناضلين!!
سليم الحكيم
2014-06-20
[email protected]
#سليم_الحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟