أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق














المزيد.....

نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرَّ عقد من السنين على إسقاط الدكتاتورية البعثية الفاشية والعراق ما يزال يقف اليوم ومن جديد عند مفترق طرق أكثر تعقيداً من أي وقت مضى وأكثر كارثية بالقياس إلى الكوارث السابقة والتي يمكن أن تقوده إلى حرب أهلية همجية تحرق الأخضر واليابس في آن. مرَّ عقد من السنين والطائفية السياسية ومحاصصاتها المقيتة تحكم بامتياز العراق المستباح من الإسلام السياسي ومن جنون النهج الطائفي الذي أدى إلى موت عشرات ألوف الناس الأبرياء وإلى تعطيل قدرات الكثير من الناس الأبرياء بين جريح ومعوق، وبين أرملة ويتيم، وخسارة المليارات من الدولارات الأمريكية وتعطيل عملية التنمية الوطنية ونقص شديد في الخدمات وصراعات سياسية واجتماعية متفاقمة وقتال يدور في أكثر من منطقة بالعراق. هكذا يعيش اليوم شعب العراق، وهكذا أريد له أن يكون حين قدم العراق على طبق من ذهب لإقامة نظام طائفي يأخذ بقاعدة المحاصصة الطائفية الناكرة لمبدأ المواطنة والوطن الواحد وإقامة دولة الطوائف بالعراق، رغم التسمية الجميلة المفرغة من محتواها التي أطلقت عليه الدولة العراقية الاتحادية.
مرً عقد من السنين والاستبداد الطائفي يحكم البلاد وعلى رأسه المستبد بأمره والطائفي الجائر وعاشق السلطة والتسلط رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية والأمن الوطني ورئيس قوات عمليات بغداد ورئيس جمهرة غفيرة من المخبرين السريين نوري المالكي. أنه رمز الاستبداد الجديد والمؤجج للطائفية السياسية ضد سنة العراق بصرخته المعروفة بكربلاء إن "المعركة اليوم هي بين أنصار الحسين وأنصار يزيد".
لقد كان في مقدوره ممارسة سياسة أخرى سياسة التفاعل والتلاقح الفكري والسياسي مع بقية مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية وتجاوز ما فعله الدكتاتور البعثي صدام حسين ورهطه بالعراق والبدء بإعادة بناء الدولة العراقية الحديثة بما تملك من موارد مالية هائلة وقدرات فنية وعلمية كبيرة واحتياطي بشري كبير للبناء والتعمير. ولكن نوري المالكي، ومن سبقه في رئاسة الوزراء، أصر على سلوك السبيل الآخر سلوك الانتقام، وكأن النظام البعثي المجرم كان يمثل سنة العراق، وبالتالي لا بد من حرمانهم من المشاركة الفعلية، لا الشكلية، في حكم البلاد ودفعهم باتجاه المعارضة. واستفادت الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية السنية من هذه السياسة غير العقلانية وغير الحكيمة لتعبئة الناس ضد سياسة المالكي وأن تمارس أساليب غير نظيفة وتتحالف مع قوى مناهضة للعراق أصلاً.
وحين طرحت الجماهير السنية الواسعة مطالب كثيرة، والكثير منها عادل وسليم، رفض الدكتاتور الجديد الاستماع إليها وإلى صوت العقل وراح يشحن ضد أهلنا، أهل العراق في الأنبار وغيرها. فحرك ليس الناس الطيبين أكثر فأكثر فحسب، بل حرك القوى الإرهابية التي تبنت تلك الشعارات وراحت تدفع بالأمور على الأسلوب ذاته الذي سلكه نوري المالكي. وكان في مقدوره حلحلة الأزمة السياسية كلها لو استجاب لتلك المطالب العادلة، ولكنه أصر على سلوك درب الصد ما رد، درب عناد المستبدين والمعبئين طائفياً ضد الطرف الآخر. وكانت أحداث الفلوجة واستباحة الموصل عو اقب تلك السياسة.
إن نوري المالكي ورغم حصوله على أصوات الكثير من الشيعة لا يمثل مصالح وإرادة الشيعة الفعلية، بل يمثل الإرادة المشوهة والوعي المزيف لهؤلاء الناس الذين منحوه أصواتهم، وهو أمر غاية في البشاعة. وهكذا في الطرف الثاني حين انتخبت ذات العناصر التي مارست السياسة الطائفية.
إن المناداة بالجهاد الكفائي من جانب المرجعية الشيعية جعلت نوري المالكي يتقوى أكثر ويعلن بعيداً عن الشرعية الدستورية بأن المتطوعين للقتال سيشكلون جيش العراق الجديد، إنها المحنة الجديدة التي تواجه العراق وهو لم يتخلص من محنته الراهنة. وخلال الأيام المنصرمة على بدء التطوع يمكن للمتتبع أن يتعرف على ما يجري في المدن العراقية التي فيها أغلبية شيعية وأقلية سنية من مضايقات واعتداءات حتى وصل الأمر إلى قتل العديد من أبناء العائلات السنية في البصرة وبعضهم بعيد كل البعد عن السلوكيات الطائفية بل هم من عائلات ديمقراطية وشيوعية، وقتلوا لكونهم من أتباع المذهب السني.
إن الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة في الموصل أو في بيجي أو في طوزخوماتو أو في أي مدينة أخرى، سواء أكان القتل الهمجي ضد أفراد الجيش العراقي أم السكان الآمنين، يجب أن يواجه بالحزم والملاحقة وطرد هذه التنظيمات الإرهابية من أرض العراق. ولكن هؤلاء لا دخل ولا علاقة لهم مع بنات وأبناء العراق من أتباع المذهب السني. إن من يزرع الريح يحصد العاصفة الهوجاء. إن المليشيات الشيعية في أنحاء مختلفة من العراق بدأت ترتكب الجرائم أيضاً وتقتل الأسرى والجرحى تماماً كما تفعل تنظيمات داعش الإجرامية،
إن بقاء المالكي وحزبه، حزب الدعوة الإسلامية، على رأس السلطة يعني استمرار الطائفية السياسية اللعينة ويعني عدم القدرة على معالجة المشكلات، فالمالكي المشارك الأول في الوصول إلى هذا الوضع, ولا ننفي دور الأحزاب والقوى الإسلامية السياسية الطائفية السنية من مسؤوليتها، لا يمكن أن يكونا الشخص والحزب المناسبين لقيادة البلاد بأي حال.
إن على العراقيات والعراقيين أن يحتكموا للعقل والمنطق. إذ إن الطائفية والمحاصصة الطائفية لن تجلب سوى المزيد من الصراع والنزاع والموت والدمار للعراق. إن الحل الوحيد للعراق هو الحياة المدنية الدستورية، الحياة الديمقراطية بعيداً عن الإسلام السياسي الطائفي وبعيداً عن تدخل الدين بشؤون الدولة والسياسة. إن العراق بعد هذه الأحداث المريرة لن يكون كما كان عليه قبل فترة وجيزة. لقد ضيع المالكي ورهطه وكل الطائفيين السياسيين الآخرين فرصة ثمينة على الشعب العراقي ببناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة وليس دولة الطوائف والنزاعات الطائفية والروح انتقامية.
20/6/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو نقاش هادئ مع السيد أياد عبد الرزاق حول رسالتي النقدية ال ...
- المجرمون القتلة من بعثيين وداعشيين .. يجب أن لا ينجو من العق ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد السيستاني وبقية المراجع والهيئات الدي ...
- حكومة الإنقاذ الوطني .. هي الحل الوحيد لوحدة الشعب العراقي!! ...
- لتتضافر الجهود لدحر الإرهابيين بالعراق ... لتتضافر الجهود لد ...
- لننتصر لأهلنا بالموصل والفلوجة ... ولكن من تسبب بالكارثة؟
- نعم لتوفير مستلزمات التعبئة الوطنية لمواجهة الإرهاب ... لا ل ...
- أليست المهمة الملحة .. توفير مستلزمات دحر الإرهاب أولاً؟
- هل هناك من هو أكثر بؤساً وفاقة في الفكر والسياسة من وزير الت ...
- وماذا بعد انتخابات 2014 بالعراق؟
- من أجل تعزيز المشاركة الواسعة في التحضير للمؤتمر الثاني لمنظ ...
- الأعمار بيد الله ... والموت حق، ولسنا مسؤولين عن موت العراقي ...
- نداء موجه إلى نقابة المحامين العراقية ومحامون بلا حدود والتح ...
- عبد الحسين شعبان يسيء من جديد للحزب الشيوعي العراقي وللمناضل ...
- الى أنظار الجميع: السفارة السودانية تصدر بياناً بائساً كحال ...
- قراءة في مسرحية -مهاجرون- للكاتب البولوني سلافومير مروجيك، ت ...
- حين تكون الفئات الرثة في الحكم تنتشر الرثاثة في كل مكان!
- قراءة في أهداف مجلة جديدة في عالم العقلانية: -العقلاني-
- وماذا بعد انتهاء مؤتمر -أصدقاء برطلة- ضد التغيير السكاني لمن ...
- ما هي مشكلة عراق اليوم؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق