أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام - ج2















المزيد.....


خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام - ج2


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 08:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام - ج2

ورد في كتاب "سنن التّرمذي" الحديث التالي: "حَدّثَنَا مُحمّدُ بنُ إسمَاعِيلَ حدثنا الْحَسَنُ بنُ وَاقِعٍ الرّمْلِيّ حدثنا ضَمْرَةُ بن ربيعة عَن عبد الله بن شَوْذَبٍ عَن عَبْدِ اللّهِ بنِ القاسِمِ عَن كثيرٍ مَوْلَى عبْدِ الرّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ عَن عبْدِ الرّحْمَنِ بن سَمُرَةَ قالَ‏:‏ ‏جاءَ عُثْمَانُ إلى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم بأَلْفِ دِينَارٍ قالَ الْحَسَنُ بنُ وَاقِعٍ وكان في مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابي في كُمّهِ حِينَ جَهّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَنَثَرَهَا في حِجْرِهِ‏.‏ قالَ عبْدُ الرّحمَنِ فَرَأيْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يُقَلّبُهَا في حِجْرِهِ وَيَقُولُ‏:‏ مَا ضَرّ عُثْمَانَ ما عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ مَرّتَيْنِ‏‏‏". (باب في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه وَلَهُ كُنْيَتَانِ يُقَالُ أبُو عَمْرٍو وَأَبُو عَبْدِ اللّه). رواه الترمذي وحسّنه وإبن أبي عاصم في السّنّة والحاكم النّيسابوري وصحّحه.
وورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: "(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَفَرَّغَهَا عُثْمَانُ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا، وَيَقُولُ: مَا ضَرَّ عُثْمَانُ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ. قَالَهَا مِرَارًا. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ." وهذا إعتراف بأنّ الحديث صحيحٌ وبأنّ البخاري ومسلم لم يذكراه، وفي عدم ذكرهما له سبب وجيه، كما سنرى.
إذن، خلاصة ما ورد في الحديث أنّ عثمان بن عفّان، وهو أحد المبشّرين بالجنة، أتى لمحمّد بن آمنة بألف دينار ونثرها في حجره، فأخذ محمّد يقلّبها وقال مرّتين (أو مرارًا، حسب ما جاء في "المستدرك على الصحيحين"): "مَا ضَرّ عُثْمَانَ ما عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ". ولنا في ذلك بعض الملاحظات والأسئلة نطرحها كما يلي:
أوّلا، ما معنى ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم؟ أليس هذا وعدًا بالغفران الدّائم الذي لا حدود له؟ أليس هذا صكّ غفران مفتوح لا حدود له؟ وما معنى أن يقول ذلك اللفظ مرّتين أو أكثر إن لم يكن للتّأكيد؟ وبما أنّ الغفران في الإسلام يُفضي إلى دخول المغفور له الجنّة، أليس هذا بيعًا للجنّة من طرف محمّد بن آمنة لعثمان وثمنه ألف دينار...؟
ثانيا، من هو محمّد بن آمنة أصلا حتّى يَعِد عثمان بن عفان بالغفران الدائم مهما فعل في المستقبل؟ هل هو رسول فقط، أم الله الإسلامي نفسه، أم الإثنين معا؟ ألم يصرّح محمّد بن آمنة بلسانه أنّه لا يضمن الجنة حتى لنفسه، حيث جاء في صحيح مسلم: "حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لن ينجي أحدا منكم عمله قال رجل ولا إياك يا رسول الله قال ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ولكن سددوا وحدثنيه يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج بهذا الإسناد غير أنه قال برحمة منه وفضل ولم يذكر ولكن سددوا"(صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى)؟ فإذا كان محمّد بن آمنة لا يضمن الجنّة لنفسه، فكيف يَعِدُ بها غيره؟ ألا يدلّ هذا على أنّه ما كان يقولُ ذلك إلاّ ليتحيّل على النّاس ويبيعهم صكوك غفران لا تنفع بشيء ويعدهم بجنّة غير مضمونة حتى بالنسبة له، وهو خاتم الأنبياء والرّسل وشفيع أمّته أيضا، كما يدّعي؟ ألا يدلّ هذا على أنّ محمّدا لم يكن إلا تاجرا يبيع الأوهام بمقابل مادّي مغرٍ جدّا في بعض الأحيان، مثلما هو الحال في الحادثة المذكورة حيث كان يقلّبُ النقود في حجره فرحًا بها؟
ثالثا، إذا كانت صكوك الغفران في المسيحيّة لا دليل عليها في الأناجيل ولم تظهر إلا في القرن السّادس عشر ميلادي، ويعترف المسيحيّون بأنّها ليست إلا مجرّد هرطقة وبدعة لا علاقة لها بالمسيحيّة، فهذا النّصّ يدلّ على أنّ بيع صكوك الغفران بمقابل مالي وبيع الجنّة موجودان في الإسلام منذ بداياته، بل ومارسهما رسول الإسلام بنفسه. وكلّ المسلمين يعلمون أنّ ما قام به الرّسول سنّة نبويّة أي أنّه من تعاليم الإسلام، وذلك لإقتناعهم وإيمانهم بأنّ رسولهم لا يخطئ و"لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحي يوحى"... فهل يستطيع المسلم أن يتحلّى بالشجاعة اللازمة ويعترف بأنّ رسوله كان يبيع قولا وفعلا صكوك الغفران ويُعطي الجنّة لكلّ من يملأ يديه نقودا؟
أنا في إنتظار إجاباتكم، يا أعزّائي المسلمين. عودوا لمراجعكم وإفتحوا كتبكم وإستشيروا علماءكم ولكن قبل كلّ شيء إفتحوا عقولكم وفكّروا بمنطق وعقل، بعيدا عن العواطف وعن إبتلاع الكلام دون فحصٍ ودرسٍ وغربلة... ثمّ أجيبوا على أسئلتي، إن كانت لديكم إجابة مقنعة.

--------------
الهوامش:
1.. الجزء الأول من السلسلة: "خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=419908
2.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
3.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام
- أليس إرهابيّو داعش، رضي الله عنهم وأرضاهم، خير خلف لخير خلق ...
- خواطر لمن يعقلون - ج21
- صدام حسين وخرافة القرآن: وما قتلوه وما شنقوه ولكن شبّه لهم
- فضح بعض أكاذيب الكاتب سامح عسكر الواردة في مقاله -حقيقة الحج ...
- خواطر لمن يعقلون - ج20
- خواطر لمن يعقلون - ج19
- كتاب رياض الصّالحين في سيرة مسلم بن حبيب خاتم الأنبياء والمر ...
- فصول من مغامرات عاهات الثورات الزائفة: مفتي الجمهورية التونس ...
- خرافات إسلاميّة - خرافة بدء الوحي والفيلم الهندي من إخراج ور ...
- خرافات إسلاميّة - من أين يأتي سُعارُ الأئمّة على المنابر؟
- خرافات إسلاميّة - الإسلام دين حرّيّة بدليل آية لا إكراه في ا ...
- فلما قضى زيد منها وطرا زوّجناكها - تحليل منطقي وأسئلة عقلاني ...
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- خرافات إسلاميّة - إنشقاق القمر. لكي لا يزايد علينا حمقى الإس ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة المنافقون
- خرافات إسلاميّة – خالد بن الوليد، سيف الله المسلول والبطل وا ...
- خرافات إسلاميّة - عمر بن الخطّاب، العادل الرّشيد أم السّاقط ...
- خرافات إسلاميّة - عمر بن الخطّاب، العادل الرّشيد أم السّاقط ...
- خرافات إسلاميّة: بين ساق الله في الإسلام وساق نجوى فؤاد


المزيد.....




- 130 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- جماعة يهودية متطرفة تعلن تسليمها -قائمة ترحيل- لمسؤولي إدارة ...
- دعوات لملاحقة اليهود التونسيين المشاركين في العدوان على غزة ...
- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام - ج2