|
قراءة سيئة النية لحادثة فقدان المستوطنين الثلاثة
عتريس المدح
الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 14:58
المحور:
القضية الفلسطينية
حمل العالم الاوروبي و أطراف بالادارة الامريكية وجزء ليس بالقليل من الشارع الاسرائيلي ضمنيا فشل استمرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لحكومة بيبي نتانياهو، خصوصا بعد رفضه الافراج عن الدفعة الرابعة لأسرى ما قبل أوسلو والذي كان أحد شروط ا الاتفاق والذي وعلى أساس شروطه أوستنفت المفاوضات، وكان تملص نتانياهو من الالتزام بشرط اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى متعمدا، نتيجة التجاذب والصراع بين الحلفاء الذين تتشكل منهم الحكومة والتي تميل للتطرف المفرط نتيجة خضوعها لابتزازات الاحزاب الاستيطانية في المقابل العجز الذي يعاني منه خط الرئيس أبو مازن على المستوى الداخلي وعلى مستوى تحقيق تحسن في شروط انشاء دولة فلسطينية ( بكلام مباشر فشل مشروع أوسلو) وانسداد أفق المستقبل أمام الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، و أيضا ذلك الفشل الذي تعاني منه حماس في قطاع غزة نتيجة الوضع المعيشي الصعب للشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة الحصار الخانق ونتيجة فشل المشروع المقاوم الذي تدعيه حماس، ونتيجة لفشل المشروع القطري للاخوان المسلمين في السيطرة على المنطقة العربية نتيجة صمود النظام السوري في وجه المشروع الاخواني والداعشي، وكذلك نتيجة الهبات الجماهيرية والانقلاب العسكري على حكومة محمد مرسي في مصر، حيث أوجب هذا العجز وذاك الفشل لكلا الطرفين الفلسطينيين فتح وحماس الهروب إلى الامام أمام تذمر الشعب الفلسطيني وفقدانه الامل بالمستقبل و أمام العنت الاسرائيلي في تحقيق تقدم في عملية السلام، خصوصا وأن غول الاستيطان الذي تشجعه حكومة اسرائيل يبتلع مساحات جديدة من أراضي الدولةالفلسطينية العتيدة والذي يمنع عمليا قيام دولة فلسطينية متصلة بشكل حر فيما بين أجزائها، قلنا أوجب هذا العجز وذاك الفشل إنتاج حكومة الائتلاف الوطني، حيث كان هذا الهروب محاولة إيحاء للشعب الفلسطيني بان كلا الطرفين الفلسطينيين يسعى مخلصا لترجمة هموم الشعب الفلسطيني من خلال الحرص على تحقيق الوحدة، وحيث حاول الطرف الاسرائيلي التصدي له عبر محاولات التهديد والوعيد بالحصار ومنع وصول أموال الضرائب ورفع وتيرة الاستيطان وعبر محاولات السعي لدى الاوروبيين والامريكان لمنع قيام حكومة اتفاق ووحدة بين الطرفين برغم إدراك إسرائيل بأن هذه الحكومة لا شأن لها في المفاوضات فهي ليست سوى حكومة إدارة ذاتية للشعب الفلسطيني داخل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما يتولى إدارة المفاوضات والتوجهات العامة للشعب الفلسطيني على المستوى العربي والعالمي هو م. ت. ف وليس حكومة السلطة الفلسطينية. إن فشل نتانياهو في تجنيد الاوروبيين لرفض التعامل مع حكومة الوفاق فشل حيث رحب الاوروبيين بهذه الحكومة و أعلنوا حرصهم على الاعتراف بها والتعامل معها، كذلك الموافقة الامريكية الضمنية بإعلاناتها الحذرة والخجوله عدم رفضها فاقم من الازمة المتصاعدة داخل صفوف الحلفاء في حكومة نتانياهو والذي بات يتهددها خطر الانهيار، حتى تهديداته بحجب أموال الضرائب عن السلطة لا يستطيع تنفيذها، لان اسرائيل ستكون المتضرر الاول من وقف التنسيق الامني الذي يهدد به أبو مازن. في مثل هذا الحال و كما عودتنا معظم الحكومات الاسرائيلية والتي كانت تهرب الى الامام بافتعال أزمات خارجية للهروب من استحقاق الفشل وسقوط الحكومة خصوصا و أن نتانياهو معلم ممتاز وسيد علَامة في هذا المضمار، فكان أن صعد نتانياهو من إجراءآته القمعية وتعنته في التعامل مع قضية الاسرى الاداريين، والذين صعدوا نضالاتهم باعلان الاضراب عن الطعام حيث إن سلاح الامعاء الخاوية من الطعام هو السلاح الوحيد للاسرى الفلسطينيين في ظل التلاعب القانوني للحكومات الاسرائيلية في التعامل مع موضوع الاعتقال الاداري، وكان هذا التعنت محاولة لارضاء شركائه بالحكومة وبالذات لارضاء أحزاب المستوطنين، لكن كان للصدى الدولي في رفض سياسة الحكومة الاسرائيلية إزاء قضية الاسرى الاداريين ما ساهم في مزيد من العزلة الدولية لسياسة نتاياهو الخاضع لارادات أحزاب المستوطنين حلفاءه في الحكومة، فحتى بان كي مون لم يكن أمامه سوى الاستيقاظ لمدة خمسة دقائق ليطلق تصريحا بضرورة معالجة موضوع الاعتقال والاسرى الاداريين. فكيف يمكن لبيبي نتانياهو أن يهرب من هذا الفشل فالعالم يحمله المسؤولية عن فشل المستوطنات والعالم يرفض سياسة الاستيطان والعالم يطالب بمقاطعة منتوجات المستوطنات وحركات المتعلمين والمثقفين في جامعات أوروبا تتزايد ويرتفع صوتها لمقاطعة الجامعات الاسرائيلية والعالم يتفاعل ايجابيا مع قضية الاسرى الفلسطينيين والفلسطينيون يردون بحكومة وفاق وحلفاء نتنياهو يطالبونه بمزيد من الخضوع لاراداتهم ولبرامجهم وهنالك فشل كبير لسياسة نتانياهو على المستوى الاجتماعي أي أن سياسة حكومة اليمين العلماني والديني والاستيطاني تلاقي المزيد والمزيد من العزلة على المستوى الدولي، وتواجه المزيد والمزيد من التفاعل الجماهيري الاسرائيلي الداخلي الرافض لاجراءاتها بالمس بقوت الفقراء ومتوسطي الحال
فماذا يفعل للتملص من الازمات والعواصف التي تحيط به وتكاد تميد بحكومته لقد جاءته على طبق من ذهب حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة، فهي ستعيد اللحمة بينه وبين شركائه على قاعدة معاقبة الفلسطينيين وعلى قاعدة أمن الجمهور الاسرائيلي أولا، و ستعطيه المبرر للانقضاض على حكومة الوفاق الفلسطينيية من خلال تعطيلها بفرض الحصار وتوسيع مدى الاعتقالات لاعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني ( البرلمان الفلسطيني ) من عناصر حماس أو ممن يسير في ركبها، وسيبدأ بعملية اجتياحات هنا وهناك لارضاء اطراف اليمين العنصري ولربما اطراف في اليسار الانتهازي الصهيوني ، بهذا سيظهر بمظهر حامي الحمى وسيحقق من جديد هدفه في افشال حكومة الوفاق الهزيلة أصلا ، بنفس الوقت الذي سيظهر فيه من جديد أمام العالم بثوب الضحية للارهاب الفلسطيني صائحا ألم أقل لكم بأن أبو مازن متطرف ويتحمل المسؤولية الاولى فهذه أول ثمار وحدته مع حماس اختطاف ثلاثة مستوطنين نعم فهذا النتانياهو يتصف بالميكافيلية والديماجوجية لا حظوا ماذا تفعل حكومة نتانياهو، فهي تركز في اعلامها على حماس وكذلك في اعتقالاتها ، وليس على أطراف أخرى كانت دائما مرشحة لاتهامات مماثلة أتذكر هنا حادثة قديمة، هي حادثة اختطاف باص اسرائيلي على طريق المفاعل النووي ديمونا حيث أكد الاعلام الاسرائيلي بأن الشاباك اعتقل أحد المهاجمين حيا لكن تمت تصفيته فورا وتوجهت أصابع الاتهام الى أن تصفية المهاجم بعد اعتقاله كانت لاخفاء معلومات لا ترغب اسرائيل بكشف الغطاء عنها، ولا حقا كانت هذه الحادثة سببا مباشرا لتصفية القائد الفلسطيني أبو جهاد ، حيث كان المخابرات الاسرائلية قد تقدمت عدة مرات بطلب تصفيته ، لكن كانت تجابه برفض المستوى السياسي في اسرائيل، الى أن صارت هذه الحادثة حيث جاء القرار بعدها بالموافقة على عملية التصفية، وحيث غمز البعض في الاعلام الاسرائيلي في حينه بأن هنالك مستويات باسرائيل غطت الطرف بل وسهلت عملية اختطاف الباص أليست هذه ميكافيلية فلم لا يمكن أن تكون حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة على نفس هذا النمط، وخصوصا و أنه وحتى اللحظة لم يعلن طرف فلسطيني عن مسؤوليته عن هذه الحادثة، وهي ليست في مصلحة حماس المأزومة أصلا بعد أن وصل حكمها لقطاع غزة الى طريق مسدود جاءه الفرج بالاتفاق على حكومة الوفاق هذا تساؤل مشروع لن تتم الاجابة عليه وتأكيده، حتى ولو كان حقا لحكومة نتانياهو يد بشكل أو بآخر في الموضوع
#عتريس_المدح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيفينيم وما يحدث الان
-
أمريكا وحش الكون بالكون عم تطمع بالقوة بالنيوترون بدها البشر
...
-
الشيوعيون الفلسطينيون والموقف من اليهود
-
الاذكاء الصهيوني العنصري لنيران الكراهية ويهودية دولة اسرائي
...
-
الجمود العقائدي لدى المتمركسين والتطورات العالمية
-
اليسار العربي الذي نريده
-
حصاد الجماعات الاسلامية لغراس الانتفاضات الجماهيرية
-
لماذا لم تتم المصالحة الفلسطينية حتى اللحظة؟؟!!!
-
ثورة..ثورة مضادة .. مع سوريا .. ضد سوريا.. كل هذا اللغط!!
-
الحل العادل والحل المنصف للقضية الفلسطينية بين اليمين واليسا
...
-
غضب الطبيعة والاحتلال الاسرائيلي
-
الهرطقة الصهيونية – الى يعقوب ابراهامي
-
سوريا الى أين ؟
-
الصهيونية اليسارية – مرة أخرى
-
الصهيونية اليسارية
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|