أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الله خليل - ثقافة الإرهاب














المزيد.....


ثقافة الإرهاب


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وأعني بالثقافة: مجموعة القيم والمعارف والعادات والتقاليد والأعراف التي تنتج أخلاق الفرد وتحدد وسلوكه، وأولوياته، وأهدافه، وأسلوب حياته، وطريقة تفكيره،ورؤيته للأمور، وتعامله مع الآخرين.
وثقافة الإرهاب، ثقافة عريقة وأصيلة لدى الأعراب الأشد كفرا ونفاقا، ومن هم أجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله. وتاريخها ضارب في القدم، وأفعالها مشينة يندى لها الجبين.
بدأت هذه الثقافة بالانتشار منذ أن بدل الرعيان اسم المرأة من (آلهة الخصب والحب والجمال) إلى اسم مشتق من الأفعى - الحية، التي تعتبر رمزا للجهل والغدر والسم والشر، هو (حواء). واضطهدوها واتهموها بإغضاب (يهوه)، وإخراج آدم من النعيم الذي كان يرفل فيه، إلى جحيم الدنيا. ومنذ أن أمرهم يهوه على لسان موسى كما قيل (والآن فاقتلوا كل ذكر من الأطفال، واقتلوا كل امرأة عرفت مضاجعة رجل. وأما إناث الأطفال اللواتي لم يعرفن مضاجعة الرجال، فاستبقوهن لكم- سفر العدد 31/17).
واستمرت هذه الثقافة في التوسع والانتشار، واكتسبت حياة جديدة على يد رعيان - أعراب آخرين، ادعوا أن جميع آيات الرحمة والمجادلة بالحسنى والتعايش مع الآخر، قد أُلغيت (نُسخت) بآية واحدة تدعى آية السيف، تدعو لقتل المعارضين في الرأي - المشركين حيثما وجدوا.
لم يعد بإمكان أحد أن يدعي أن القتل والإرهاب لا يمت للمتأسلمين بصلة، والأحداث المتتابعة منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، مرورا بمذبحة الأقصر، ومذابح الجزائر، وجرائم (11سبتمبر)، وقطارات مدريد، ولندن، وصولا إلى جريمة شرم الشيخ التي قُتل فيها أكثر من ثمانين إنسانا. عدا عن التفجيرات اليومية التي تحصد بالجملة أجساد المدنيين العراقيين. كل هذه الجرائم تؤكد على الإفلاس والانحطاط الأخلاقي لهؤلاء الإرهابيين القتلة، كما تؤكد على احتقارهم للحياة البشرية التي خلقها الله وفضلها على الحيوات الأخرى، وتؤكد ولعهم بالذبح وسفك الدماء التي ربما يظنون أنها كالأضاحي تقربهم من الله، وعشقهم للانتحار الذي يتوهمون لجهلهم أنه يفتح لهم طريقا واسعة سريعة للجنة حيث ما يشتهون من خمر وعسل وحوريات.
لقد أصبح القتل والإرهاب مذهبا إسلامويا له قواعده وفكره ومرجعيته وشيوخه، وله مموليه وأتباعه وجنوده. لقد أصبح الإرهاب في عرف هذه الطائفة واجبا دينيا من جانبه وتركه ونبذه فقد كفر واستوجب العقاب، ومن اقترفه ينال عند ربهم الأجر والثواب.
لا يخفي هؤلاء الإرهابيون دوافعهم وأهدافهم المتمثلة بالقبض على زمام السلطة، بحجة تطبيق الشريعة الإسلامية، وإعادة دولة الخلافة، دون أن يوضحوا لنا بأي خليفة سيقتدون؟ بمعاوية أم يزيد أم الوليد أم السفاح؟ ولهذا أقاموا المعسكرات، والمدارس الدينية، وعبأوا الشباب ودربوهم على القتل والانتحار وتصنيع الأحزمة الناسفة والمتفجرات، وقسموا العالم إلى دارين، دار للكفر وأخرى للإسلام، ورفعوا شعار الولاء والبراء، وخدعوا الناس بمقولات ومصطلحات، منها أن الحاكمية لله لا للشعب، وادعوا أنهم يمثلون الله، وأن هدفهم نشر الإسلام، ووسيلتهم في نشره السيف، فمن أسلم على هواهم عاش، ومن رفض مات، ومن يقول بغير السيف، يدعو لإلغاء فريضة الجهاد، ومن يلغي الجهاد عدو لله دمه مباح!
لقد أصبح المسلمون جميعا بسبب حفنة من الإرهابيين في مواجهة مع العالم، وفي مواجهة مع الحضارة الإنسانية ومنتجاتها التي نرفل جميعا بنعيمها، وفي مواجهة مع قيم الحرية والحق والعدالة والجمال، وفي مواجهة مع حقوق الإنسان، دون أن يعي أكثرية العلماء – وبعضهم راضون مسرورون محرضون - خطورة ذلك وتداعياته على الإسلام والمسلمين.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آية السيف تصنع التاريخ وتنشر الإسلام
- الوحدة العربية من الحلم إلى الوهم
- خالفوا الكفار يرحمكم وينصركم الله
- الأحزاب الدينية والحرية وبناء الأوطان
- الرعيان يحتقرون المرأة، ويسفحون الملايين تحت قدميها
- الماكينة الإخوانية
- قانون الأحزاب السورية، وما تسرب منه
- التعصب الديني في البلدان العربية
- جماعات حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان...جعلوها مركوبا – نماذج
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2
- أبو زيد الهلالي بين التزويق والتلفيق والتجهيل
- الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 1
- مسيحيو العراق بين القتل والتهجير
- استثمروا في صناعة الإرهاب
- استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الله خليل - ثقافة الإرهاب