أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد خضر خزعلي - مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام :















المزيد.....


مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام :


محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 17:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لمناقشة مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام لابد من بعض المقاربات المنهجية المتعددة التي تساعدنا على التنبؤ بعمرها السياسي , وذلك من خلال عدة مستويات:
1-عدد اتباع هذه الدولة:
تشير عدة تقارير غربية الى ان عدد اتباع داعش يقدر بحوالي 7000 -10000 الالاف تابع لها , ويسعى هؤولاء الى بناء دولتهم الاسلامية القائمة على حكم الشريعة كما يفهمونها بتركيز اكبر من قتالهم للنظام السوري , حيث ان الهدف الاولي لهم هو اقامة الدولة , وهذا العدد يجعل من داعش تنظيما صغيرا مقارنة بالتنظيمات الاخرى والقوى الاخرى في كل من سوريا والعراق , وحسب رأي توماس بيريه خبير الحركات الاسلامية , فأن هذا التنظيم لن يقدر له طول الاستمرار او الانتصار نظرا لارتفاع عدد التنظيمات الاخرى مقارنة بداعش.
2-التعدد في القيادات :
حيث شهد تنظيم داعش على الرغم من العمر القصير نسبيا لهذا التنظيم عدة تغيرات على المستوى القيادة , ففي عام 2006 كان ابو مصعب الزرقاوي , ثم اصبح ابي حمزة المهاجر , ثم بعد عملية الاعلان عن دولة العراق الاسلامية اصبح ابو عمر البغدادي , ثم اصبح ابو بكر البغدادي هو القائدة للمسمى الجديد بين دولة العراق وجبهة النصرة المنضوية تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
هذا التغير المستمر نتيجة عمليات الاغتيال للقادة كما فعلت الولايات المتحدة بأبو مصعب الزرقاوي وابو حمزة المهاجر يكشف عن اختراق استخباراتي لهذا التنظيم على الرغم من اختفاء القادة عن الانظار , وقيادتهم للتنظيم من تحت الطاولة , ومن ناحية اخرى يشير هذا التغير المستمر على مستوى القيادات بأن الرؤية الاستراتيجية للتنظيم غير مستقرة , حيث ان التنظيم لا يتبع العمل المؤسسي الثابت للسير بخطوات ثابتة الى الامام , بل هو اقرب الى الدكتاتورية في اتخاذ الرأي وباسم الشريعة , ومما يدلل على هذا , هو حدة اتباع التنظيم مع مخالفيهم بالرأي من التنظيمات الاخرى او حتى من الناس البسطاء , فإذا كانوا حادين مع هؤلاء فكيف يكون الزعيم؟
3-موقع الدولة: تسيطر داعش حاليا على منطقة شاسعة جدا مقارنة بالتقديرات لعدد اتباعها , و تتموقع في اماكن ضعف كل من النظام السوري والنظام العراقي , حيث تتسع الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها داعش من حلب الى مشارف مدينة بغداد تقريبا , حيث ان الرقعة الجغرافية تكون في فائدة لاي كيان سياسي اذا ما حوى داخله مصدر طبيعي يعود بالدخل عليها , ويسمح لها بعمق استراتيجي كبير يعود بالفائدة عليها في عملياتها القتالية من خلال الكر والفر لكن بشرط توفر عدد مناسب للرقعة الجغرافية اولا , ثم امتلاك هذا العدد لعتاد تستطيع من خلاله الفر للأستعداد للضرب من جديد , وعلى الرغم من امتلاك داعش عتاد الجيش العراقي وحصولها على البعض الاخر بطرق مختلفة الا ان عتادها لا يقارن بما لدى البشمركة او الجيش العراقي , وما الاكتساح الذي حققته داعش في الموصل الا نتيجة اخفاق الوحدة الوطنية العراقية , لكن يبقى الخوف من هكذا تنظيم اذا ما قدر له الحصول على اسلحة غير تقليدية وهذا الامر غير منظور في الوقت الحالي نظرا للعمر القصير نسبيا لداعش وحاجتها لمصدر تمويل وخبرات ليست بحوزتها حاليا هذا فضلا عن الاستقرار.
4-مصدر التمويل : حيث تتخذ داعش من عمليات الجريمة المنظمة ومن السطو على البنوك كما حصل مؤخرا مصدرا ماليا لتمويل عملياتها , هذا بالإضافة الى سيطرتها على عدة ابار نفطية تمثل مصدر دخل من البيع المحلي لها.
لكن الاستمرار بعمليات السطو والسرقة والجريمة المنظمة سيزيد من الصورة السلبية لداعش اكثر مما هي سلبية حاليا , ومع مرور الوقت سيتجيش الاخرون ضدها مما يضيق الخناق عليها , اما السيطرة على ابار النفط فأن هذا الامر لن يرضي الاكراد في اقليم كردستان ولا الحكومة العراقية ولا النظام السوري , ثم ان طمعها في التصدير سيكون ان حصل من خلال التهريب والبيع بأقل من السعر العام للنفط مما يعني عدم جدوى هذا المصدر على المدى البعيد نظرا للعداء الدولي لها.
5- الضجة التي رافقت الصورة المتخيلة عن داعش نابعة في الاساس لا من قوتها العسكرية والسياسية والفكرية بقدر ما هي نابعة من عنفها العشوائي ضد المحيط العام لها , هذا فضلا عن ان اي شخص قابل للانتحار في سبيلها نتيجة غسيل الادمغة , يزيد من الصورة السلبية لها لكنه يوحي بنفس الوقت بقدرتها على احداث اضرار مفصلية في الدول , من جانب اخر تعد العمليات الانتحارية كمصدر عنف يرهب الاخرين منها لكنه على المستوى الاستراتيجي سيلحق الضرر بها نفسها , نظرا لعدائها للجميع سواء انظمة كانت ام فرق جهادية مثلها , هذه الاعمال الوحشية لداعش لن تعود عليها بالمكاسب الاستراتيجية , لأنها تفتقد في كل يوم مشاعر المتعاطفين معها خصوصا من يتعاطفون مع البعث المتعاون معها من ناحية , ثم ان كل الفرق والقوى الاخرى ترى في دحرها مكسب جيد , فالقوى الشيعية وحتى المعارضون للمالكي يرون فيها نموذج لحركة سنية متسلطة تسعى لقتل وابادة الشيعة , ثم ان السنة انفسهم يرون فيها تهديدا لوجودهم وتمددا على حساب سلطتهم ثم ان ترى فيها اسرة النجيفي تهديدا واضحا واستراتيجيا لسلطتهم السياسية , وقد يعد سكوت او تعاطف السنة مع داعش من نوع الحركات التكتيكية للظغط على المالكي لا اكثر , ثم ان الاكراد لا يرون فيها الا تهديدا لأقليمهم خصوصا بعد التفجير الذي قامت به داعش في اربيل عاصمة كردستان عام 2013 , ومن ناحية اخرى ازداد استياء الاكراد لداعش بعد احتلالهم تكريت التي تعتبر منطقة متنازع عليها بين حكومة العراق والاكراد.
6-كيفية تعامل داعش مع القوى الاخرى : تعادي داعش حاليا كل من الجيش العراقي والجيش السوري وقوات الصحوة العراقية والاكراد وحزب الله اللبناني والجيش الحر والحزب العمال الكردستاني وجيش المهدي وجيش حزب الله العراقي والجبهة الاسلامية وجبهة النصرة التي كانت تعتبر منها .
فإذا كان صراعها ضد كل من النظامين العراقي والسوري والأكراد مبررا فكيف تبرر جهادها ضد الجهاد , حيث ان الصراع الجهادي الجهادي سيؤثر استراتيجيا عليها , حيث استقطابها للشباب المجاهد سيكون في موقع شك من قبلهم , فمن المؤكد ان يتساءل هؤلاء الشباب كيف نجاهد ضد المجاهدين , وما هي الاولويات بعد فتح منطقة ما أهي اقامة القصاص على المواطنين والسكان وام اعمار ما تم تدميره ؟, وبهذا العمل ستتضرر داعش كثيرا لحساب قوى اخرى مثل النظام السوري الذي يستغل هذا الصراع لترويج لنفسه دوليا في مكافحة الارهاب , مما يجعل منها كبش فداء للمساومات السياسية بين الحكومة العراقية والاكراد والسورين وغيرهم من القوى الاخرى.
7- الموقف الدولي تجاه داعش: في مناقشة الموقف الدولي تجاه داعش نشير الى القوى المؤثرة على الاقليم وهي الاتحاد الاوروبي , روسيا , الصين , الولايات المتحدة , ثم موقف كل من القوى المحاذية كتركيا , ايران , السعودية.
1-الاتحاد الاوروبي من الطبيعي ان يعتبر داعش منظمة ارهابية خصوصا بعد ان اعلن الاتحاد الاوروبي ان التنظيم احرق كل الكنائس في الموصل , هذا فضلا عن تجربته في حقوق الانسان , مما يجعل الاتحاد الاوروبي في حالة حرب ضد هذا التنظيم وعلى كافة المستويات , مما يعني خسارة داعش لأي مساندة اوروبية .
2-روسيا : نظرا لتجربة الروسية من القضية الشيشانية فأنها ستحارب وبكل قوة تنظيم داعش , حتى لا يقدر على التمدد دوليا وان لا يمثل حلما للشيشان من مد يد العون لهم للقيام بعمليات تخريبة في روسيا تهدد امنها.
3-الصين : تراقب الوضع في الشرق الاوسط حيث صرحت المتحدثة باسم الخارجية الصينية قائلة ان لصين تدعم الحكومة العراقية في سعيها لإقرار الامن والاستقرار في المنطقة , حيث ان الصين لا تريد لأي تنظيم اسلامي وخصوصا ارهابي داعش الاستمرار مخافة من الاقلية الاسلامية في الصين وذلك حفاظا على امنها في مقاطعة سيكيانج.
4-الولايات المتحدة : على الرغم من الموقف غير الواضح للولايات المتحدة للتدخل لضرب التنظيم حسب طلب المالكي الا ان الاتجاه يسير نحو تقرير اوباما بإرسال مقاتلات لضرب التنظيم جوا.
5-ايران : صرح وزير الخارجية الايراني ان ايران تدعو الشعب العراقي الى اللحمة والوقوف ضد هذا التنظيم الارهابي لاحقاق الامن والاستقرار في العراق وان ايران تدعم الجهود العراقية في القضاء على الخطر التكفيري الذي قد يهدد المنطقة بتدخل خارجي.
6-تركيا هددت تركيا التنظيم بقصفه جوا ضمن مباركة من اغلب القوى السياسية التي تحاربها داعش , حيث قامت ايضا بضرب بعض مواقع داعش جوا في الجمهورية السورية.
7-السعودية:على الرغم من اعلان السعودية تنظيم داعش بأنه تنظيما ارهابي الا ان اغلب التقارير تشير الى ان السعودية هي التي تدعم هذا التنظيم في صراعها على الشرق الاوسط مع ايران , حيث ترى السعودية ان دعم التنظيم في سوريا والعراق سيؤدي الى تشتيت الجهود الايرانية لمد اذرعها في المنطقة من خلال استنزافها على كافة الصعد , فإيران أفعى شيعية يجب قطع رأسها , دون ان تدري ان كل العمليات التدميرية تلحق بالدول العربية دون ايران.
ولهذا فأن الاتجاه العام يشيرالى ان داعش لن تعمر طويلا كتنظيم واحد منظم , وسيتوقف عمر داعش والقضاء عليها بأحد الاحتمالات التالية:
1-تنظيم دولي او قوة دولية تضربها جوا بالنيابة عن المجتمع الدولي على غرار ما حصل لتنظيم "ازواد" الدولة المتمردة في شمال مالي التي اعلنت استقلالها عن الدولة الام وتم القضاء عليها بقوة دولية تقودها فرنسا.
2-حدوث تغير في القيادة السعودية او اضطراب على السلطة يعيق تحرك المملكة خارجيا ويهدد بأمتداد دعش لداخلها و حيث ان موت الملك اذا ما رافقه اضطراب على السلطة واقتسامها بين الامراء او تغير في توجهات السياسة الخارجية السعودية تجاه ايران سيؤثر على تنظيم داعش بكل تأكيد , مما يعني موتها تدريجيا.
3-حصول اتفاق بين القوى الشيعية والسنية في العراق بقيادة كل من المالكي والنجيفي , فأذا ما تم اعطاء القوى السنية بقيادة النجيفي حصة في السلطة تكون صلاحياتها مفتوحة فأن هذا كفيل بتشجيش القوى المختلفة ضد داعش و ومما يزيد من احتمالية هذا التشجيع هو حصول اتفاق بين هذه القوى على اقامة منطقة ادارية سنية في المحافظات دات الاغلبية السنية على غرار ما حصل في اقليم كردستان.
4-استنزاف قوة داعش نظرا لدمويتها وعنفها الامر الذي سيجيش القوى المختلفة ضدها بالاضافة الى المواطنين والسكان التي تحتلها داعش , مما يعني ان امرها لن يطول نظرا لضيق الناس بها .



#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام
- العلاقات الهندية الاسرائيلية : الجزء الثاني
- العلاقات الهندية الاسرائيلية: الجزء الاول
- الى من يحاربون باسم الله
- ارهاب استفحل مبكرا
- ارهاب استفحل مبكرا :
- الاغنية والطابع العام لشخصية الفرد
- بدكن حرية
- السنة 24 من العبودية
- انهيار الاتحاد السوفيتي بسلاح الغذاء : هل ستنهار العرب
- الصعود الصيني.. هل سيكون سلميا
- الصعود الصيني.. هل سيكون سلميا..؟
- جدوى التجسس الفرويدي
- اسرائيل ووجهتي نظر اميركية:
- الخليج دول هندية محتملة:
- علم الفلك النفسي:
- خوف وجودي واحد , الدين يسأل العقل:


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد خضر خزعلي - مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام :