محمد هاكوهين
الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 00:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الصلاة والقبلة
الصلاة فريضة مرتان العشاء والفجر, وصلاة قيام الليل نافلة اي زيادة على الاصل المفروض وتطوعا في كل يوم وليلة.
يبدأ النهار حين يكتمل شروق الشمس في الافق ويرى قرص الشمس المستدير كاملا وينتهي النهار حين يختفي قرص الشمس في وقت الغروب, فيبدأ ميقات الليل حين يختفي قرص الشمس المستدير خلف الأفق و ينتهي الليل حين يكتمل ظهور الشمس كاملة وقت الشروق.
قال تعالى: " والشمس وضحاها, والقمر إذا تلاها, والنهار إذا جلاها, والليل إذا يغشاها " الشمس 91: 1-4
يقسم الله بالشمس والقمر والنهار والليل, وجعل الشمس دليل على النهار والليل, فالنهار يجلي الشمس و يكشفها ويبرزها والليل يغشي الشمس ويخفيها.
قال الله تعالى: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا, ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " بني إسراءيل 17 : 78-79
ميقات صلاة العشاء: تبدأ صلاة العشاء حين يرى قرص الشمس المستدير قد لامس الافق مستمرا في الدلوك الى الاسفل وهو الغروب ثم الى غسق الليل وقت عشق الليل ببقايا ضوء الشمس بعد غشيانها واختفاءها وسميت العشاء لأنها وقت العشي أخر النهار و"بداية الليل حيث يغشي الليل النهار", قال الله تعالى: " إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش, يغشي الليل النهار, يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين" الأعراف 7: 54
ميقات صلاة الفجر: هو نفس المدة الزمنية المقابلة لصلاة العشاء و لكن في الحركة المقابلة, أي من قبل شروق الشمس في وقت اختلاط بقايا الليل مع ضوء الشمس المختفية ولطلوعها ملامسة الافق دلوكا الى أعلى حتى ظهورها قرصا كامل الاستدارة مشرقا جليا ومكشوفا بارزا. في قوله تعالى: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان الفجر" هذا وقت صلاة العشاء و يخبر الله سبحانه وتعالى نبيه بوقت صلاة الفجر ويقول له " وقرءان الفجر" أي وقارن هذا التوقيت لتعلم وقت صلاة الفجر, " إن قرءان الفجر كان مشهودا " أي أن تلاوة القرءان في الفجر عليها شهود, وقرءان الفجر الاولى في الأية تعني قارن لميقات صلاة الفجر و قرءان الفجر الثانية في الاية تعني تلاوة القرءان في وقت الفجر.
الفقه التراثي لم يفرق بين توقيت الفجر الذي هو يبدأ من انبثاق اول ضوء في ظلمة الليل وحتى شروق الشمس وبين توقيت صلاة الفجر التي تبدأ حين يتمكن المشاهد تبيان الخيط الأبيض من الخيط الاسود في نسبة ضوئية تسمح بذلك و حتى شروق الشمس,
وبيان ذلك في قول الله سبحانه وتعالى: " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" البقرة 2: 187
فكان الدليل على بداية توقيت صلاة الفجر الكف عن الاكل والشرب حين يسمح الضوء الذي يسبق شروق الشمس بتبيان خيط أبيض من خيط أسود وهو الخيط كالذي ينظم فيه اللؤلؤ.
أما في الفقه التراثي وقولهم أن الخيط الأبيض هو بياض النهار و الخيط الاسود هو سواد الليل فهو مخالف مشاهدة الحق, لأنه لم يكن أبدا هنالك ذلك التمايز بين بياض النهار وسواد الليل في الفجر أو في العشي, فإن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل فيكون التحول تدريجيا من ظلمة الليل إلى وضح النهار والعكس وبحسب مقدار الضوء.
صلاة النافلة (صلاة التطوع) هي صلاة في أي وقت من الليل قد تسمى صلاة القيام أو صلاة الليل وهي ليست فريضة على الذين أمنوا, وقد بينها الله سبحانه في سورة المزمل. قال تعالى: " يا أيها المزمل, قم الليل إلا قليلا, نصفه او انقص منه قليلا , أو زد عليه ورتل القرءان ترتيلا " المزمل 73: 1-4 وميقاتها في أي وقت من الليل وفي مدتها كان النبي عليه الصلاة والسلام يصليها لمدة أقرب إلى خمس أسداس الليل ( نصف الليل و ثلثه ), ولكن الله سبحانه وتعالى خفف عليه وعلى المؤمنين الذين يصلون معه حتى قال في مدتها اقرءوا ما تيسر من القرءان, قال سبحانه وتعالى: " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل, ونصفه وثلثه, وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرءان علم أن سيكون منكم مرضى وءاخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وءاخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه و أقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " المزمل 73: 20
وتثبيتا من الله على اوقات الصلاة مرتان فريضة والثالثة نافلة في القرءان قال الله سبحانه وتعالى: " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين" هود 11 : 114
الصلاة طرفي النهار: هو صلاة الفجر في احدى الطرفين و صلاة العشاء في الطرف الاخر و الميقات زلفا من الليل هو صلاة النافلة قيام الليل في منازل ممتلئة من الليل أي ساعات من الليل, فمواقيت الصلاة المفروضة الفجر والعشاء و النافلة قيام الليل و كذلك القانون الرباني بأن الحسنات يذهبن السيئات ( ذلك ذكرى للذاكرين), أي فريضة محفوظة تذكر و يذكر بها و لن تنسى و تبدل ولم تلغى أو تتغير في الذكر الحكيم, ولم تكن الصلوات خمسين ولم تكن خمس!
و إحكاما من الله سبحانه على تسمية الصلاتان الفجر والعشاء و بيانا بأنه لم تفرض صلاة ظهر, قال تعالى: " يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات, من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم في الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الأيات والله عليم حكيم " النور 24 : 58
صلاة الجمعة الصلاة الوسطى فريضة كل أسبوع:
سميت الجمعة لأنها تجمع الذين أمنوا للصلاة جماعة في ذلك اليوم من كل أسبوع من بعد ان كان اسمه يوم العروبة قبل رسالة محمد عليه السلام, وفي وقت اقامة الصلاة من يوم الجمعة يترك الناس اللهو والتجارة مسرعين لتلبية نداء الصلاة وبعد قضاء الصلاة ينتشروا في الأرض من بعد الجمع ناظرين وطالبين لفضل الله وذاكرين الله كثيرا.
قال الله سبحانه وتعالى: " يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون, فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" الجمعة 62: 9-10
وسميت الصلاة الوسطى لأنها تتوسط الصلاتان الفجر و العشاء في يوم الجمعة, وسميت الصلاة الوسطى لأنها تتوسط صلوات الأسبوع.
قال الله تعالى: " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين, فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون " البقرة 2: 238-239
وقد احل الله اقامة الصلاة للذين امنوا ركبانا في حالة الخوف أي انهم يصلون وهم راكبين على الدواب او في وسائل المواصلات لقوله سبحانه: " فإن خفتم فرجالا أو ركبانا" , ولأن الصلاة في حالة الثبات تجعل للنهار طرفين فالصلاة في حالة الحركة تجعل للنهار أطراف زمانية بحسب اتجاه الحركة الى (المشرق أوالمغرب ) وسرعتها, قال الله سبحانه وتعالى: " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " طه 20: 130
الصلاة والقبلة
تحول القبلة من المشرق والمغرب الى المسجد الحرام:
كانت قبلة المسلمين الأولى (المشرق والمغرب), إلى جهة مشرق الشمس (المشرق ) وقت صلاة الفجر ثم تتحول الى جهة مغرب الشمس ( المغرب ) وقت صلاة العشاء.
وكان المسلمون يولون وجوههم مستقبلين المشرق والمغرب في صلاتهم قاصدين وجه الله, قال الله سبحانه وتعالى: " ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم". البقرة 2: 115
كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام يتتبع شروق الشمس ليقيم الصلاة جهة المشرق ثم يقلب مقصد وجهه ناحية غروب الشمس ليقيم الصلاة في الجهة المقابلة جهة المغرب حين يأتي وقتها, ويرى الله سبحانه وتعالى تقلب وجه النبي محمد وهو يتابع مشرق الشمس حين يظهر ضوء الفجر في الافق البعيد, ثم حين يأتي وقت الغروب كان يتجه ليراقب مغرب الشمس في الافق المقابل, فجاء الامر من الله بتولي قبلة أخرى يرضاها النبي و هي المسجد الحرام.
قال الله تعالى: " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" البقرة 2: 144
وكان المسلمون قد ألفوا قبلة "المشرق والمغرب", وحين جاء الأمر بقصد القبلة بالاتجاه الى المسجد الحرام , فكان الاختبار الصعب للذين أمنوا, هم الذين اعتادوا على تعاليم دينهم أن يصلوا قاصدين وجه الله حيث كانوا يولوا وجوههم في الصلاة اتجاه المشرق لصلاة الفجر و اتجاه المغرب لصلاة العشاء, قد وجدوا السفهاء من الناس يتسائلون ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فيقول لهم الرسول: لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.
قال الله تعالى: " سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" البقرة 2: 142
فقد كان تغيير القبلة من المشرق والمغرب الى المسجد الحرام اختبار من الله للذين امنوا ليعلم من سيثبت على اتباع الرسول و من سينقلب على عقبيه.
قال الله تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" البقرة 2:143
وينزل الله أياته للرسول والذين أمنوا ليثبتوا على وجه القبلة تجاه المسجد الحرام و أنها الحق من ربهم وأن لا يخشوا الناس و ان يخشوا الله وليتم نعمته عليهم لعلهم يهتدون.
قال الله تعالى: " وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ , وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" البقرة 2: 149-150
إن التعبير القرءاني ( ول وجهك , ولوا وجوهكم ) كما أتي في الأيات مستخدما لاستقبال القبلة " فلولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام, وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره , فول وجهك شطر المسجد الحرام , ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام , وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره" تأتي الاية لتؤكد باستخدام نفس التعبير أن القبلة الأولى هي " المشرق والمغرب", كما في قوله تعالى " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب".
قال الله سبحانه وتعالى: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" البقرة 2: 177
"ربنا أفرغ علينا صبرا"
#محمد_هاكوهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟