|
اللعب بمقدرات الشعب ...ثمنه باهض
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتسارع المتغيرات ....ووطننا وشعبنا تتقاذفه الحمم والبراكين من كل حدب وصوب ، والناس لا ملجئ لديهم ، ولا يجدوا مفرا ولا مقرا ..ليهيموا على وجوههم اليه ! و ينجوا بجلودهم ...ويخلصوا الأطفال والنسوة والكهول ...من براثم هذه الحياة التي تعج بكل ما هو نافيا لها وللوجودها !! ، وكأن هؤلاء البشر ...ينتظرون مصيرهم ، فلا أمل للخلاص ..أو حتى الخروج من هذا الكابوس المرعب والمخيف ..في أنتضار ولادة شئ مختلف وجديد ؟..بعد اربعة عقود ..عاشوها وكابدوها !..وأنقضت بعد ان ذاقوا الموت الزئام على يد النظام السابق ؟ والثمن كان غاليا وباهضا. . حاولوا نسيان كل الذي مضا !...أو حتى تناسيه ...ولو بعض من الوقت ؟ ليخرجوا من قمقم القهر والخيبة والذل والهوان ، الى العالم الفسيح ...المفعم بالأمل والبشر والنجاة ، !...ولاكن حضهم العاثر أوقعهم مرة أخرى ، في مطبات وهوات ودهاليز لها أول وليس لها أخر ....بعد ما أعتقدوا بأنهم قد خلفوا ورائهم نظاما غير مأسوف عليه ، وأصبح في ذمة التأريخ!! ، ولم يجول بأذهانهم ..ولا في مخيلتهم !...بأنهم على موعد مع نظام أسوء من سابقه بمرات ، ولم يدور في خلدهم ؟..بأنهم سوف يترحمون على من سبق ، من تلك الأنظمة السابقة ....والذي هم فيه غارقون ، ومن بركاته !...من موت وجوع وخوف وحرمان ..ينهلون !!!؟ وصارو مثل هذا المثل القائل ( بليت بأعور فعجزت عنه ...فكيف أذا بليت بأعوريين ) . أستبشر الناس خيرا بعد أن تم تحديد موعدا لأجراء الأنتخابات البرلمانيةفي 30/4/2014م ، بالرغم من عدم توفر مستلزمات أنتخابات نزيهة وشفافة ، ولأسباب معروفة ، ولاكن المثل يقول تصل متأخرا أفضل من أن لاتصل ، وجرت الأنتخابات ...والناس قبلوا بالأنتخابات على مضض ، للخروقات الكبيرة وما الت اليه نتائجها ، على أمل أن يحدث أنفراج في العلاقة فيما بين الفرقاء السياسيون ، والتي يشوبها التوتر والأحتراب والتقاطع !..الى حد القطيعة بين البعض ، وكان يسود الشارع العراقي حراك وغليان متعدد الأوجه والصور والمرامي ، فمنه سياسي متمثل بالصراع على السلطة والمال والجاه ، ومنه ما هو على شكل أزمات مالية وأقتصادية ، والبطالة تضرب بأطنابها الشرائح الأجتماعية المختلفة وخاصة الشباب والخريجين ، التدني الكبير واللافت للخدمات من صحة وتعليم وطرق وسكن ، ونقص في الطاقة والمياه ، وتلكؤ في المشاريع وفي تنفيذها ، بالرغم من رصد المليارات من الدولارات سنويا على هذه المشاريع ، والتي تمس حياة الملايين من شعبنا وخاصة الطبقات الدنيا . وواجه العراق وخلال الأدارة الفاشلة لحكومة السيد المالكي مشاكل وعقد وأزمات متتالية ومعقدة ...أمنية وسياسية وخدمية ، والأنفراد في أدارة الدولة والمجتمع ، ودون الرجوع والتشاور مع الفرقاء السياسيون ، وأحتكار السلطة ، وأنتهاج سياسة طائفية مكشوفة! ، وحصر أدارة الدولة على الطائفة الشيعية وحزب الدعوة ، والأحتكار شبه الكامل للوظائف لحزبه ولطائفته ..والقفز على الدستور والقانون ، وحصر أغلب السلطات الهامة بيد القائد العام للقوات المسلحة ، والأختيار الغير موفق ..وغير المدروس لقيادات الدفاع والداخلية والمخابرات والأمن الوطني ، والذي نتج عنه أداء متخلف وضعيف ، مما أسهم وبشكل فاعل على التراجع المريع وتدهور كبير في الوضع الأمن ، ونتيجة لهذا الأداء مئات من الضحايا والمصابين وخسائر في الاموال العامة والخاصة ، وهي مسؤولية يتحملها القائمين على أدارة الدولة في الحكومة العراقية ، ومن نافلة القول ، بأن أخضاع كل هؤلاء الى المسائلة والحساب والمحاكمة ، على كل ماتسببوا به من أزهاق للأنفس والخسارة في الأموال العامة والخاصة وهناك مسألة غاية في الأهمية ، ألا وهي ؟...تم بناء الجيش والشرطة والمخابرات والأمن الوطني ، على اسس طائفية وحزبية ومناطقية ، وليس على أساس مهني ووطني ...ووفق العقيدة العسكرية ، ، مما أخل بقدراته وبتركيبته والتي كان من المفترض ان تقوم هذه على اسس وطنية خالصة ، لأنه منظومة تمثل العراق بكل مكوناته وأطيافه ...وليس حكرا لطائفة أو حزب أو قومية أو منطقة ، ويجب أن لا تشوب شائبة بمهنيته وأنضباطه وكفائته وأن يكون بعيد عن الصراعات والولاءات ويحصن من الفساد والأفساد المالي والأداري . بالرغم من هذه المؤسسة تعدادها الذي يزيد على المليون ونصف المليون منتسب ، وتم صرف ما يزيد على خمسين مليار دولار لأعداده وتجهيزه وتمويله وتدريبه ، بالرغم من ذلك لم يرقى الى مصافي الجيش المهني ويتمتع بعقيدة عسكرية تأهله للحفاظ على أمن وسلامة البلاد والعباد ، لأنه بني على أسس خاطئة وغير مدروسة ويقوده أناس تفتقر الى الخبرة والدراية والكفائة والمهنية ، ويفتقر لفن القيادة والطاعة الواجب توفرها لدي المنتسب ، ولكل المراتب كذلك ينقصه التدريب والترويض على مختلف الفنون القتالية من خلال تدريبه وتأهيله علميا وبدنيا لكي يصبح جاهزا لأداء واجبه بكل أقتدار وكفائة وأخلاص . أن الذي جرى قبل أيام يعتبر ضربة موجعة وهزيمة عسكرية ومعنوية، للضباط وللمراتب ، وبهذه الطريقة التي نالت من معنوياتهم القتالية ومن شكيمتهم وعزيمتهم وأدائهم ...حتى وأن كان بشكل أني ، والذي يجب أن يحاسب على هذا الأداء وقبل كل شئ هم القادة من الصف الأول لأنه أثر بشكل بالغ على معنويات وسمعة وأداء المنتسبين ، ويعتبر نصر لقوى الأرهاب والأرهابيين ، وهي أنتكاسة عسكرية خطيرة ،يتحملها القائد العام للقوات المسلحة . أنني أحب أن أشير هنا ...وأنقل هذه الصورة الحقيقية التي يعيشها الناس وخاصة في المناطق الغربية ، وفي ديالى على وجه التحديد ، فالناس يعيشون في رعب دائم ...ويوصلون الليل بالنهار ينتابهم الخوف والقلق ، وشعورهم بغياب الأمن والشارع يهيمن ويسيطر عليه الميليشيات الطائفية والتي تجوب القرى والقصبات والمدن وهم مدججين بالسلاح وبمرافقة الشرطة المتواطئة معهم ، وهذا هو ما يتوجسون منه، ويعتقدون بأن صراعا طائفيا يتم التمهيد له من قبل هذه المجاميع المنفلةوالطائفية ، وهم يناشدون الضمائر الحية منداخل العراق ومن خارجه ، ومن الهيئة العامة للأمم المتحدة والجامعة العربية والولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن والأتحاد الأوربي ، في الأسراع لوضع حد لهذا الصراع الدامي والمدمر ، ولهذه المجاميع الأرهابية والميليشيات الطائفية ، والدفاع عن سلامة المدنيين وعلى أمنهم وسلامتهم وهم يعتقدون بأن لا دور للسلطات في الحفاظ على أمن الناس وعلى سلامتهم ، ولا خيار لديهم سوى الأستنجاد بهذه المنظملت والدول ، على أمل أغاثتهم . أن سلوك الحكومة في التعامل مع الحدث ، ومحاولتها وضع اللوم على عاتق الأخرين فهو تصرف ينم عن كونه موقف غير مسؤول ، وهو قفز على الحقيقة وهروب من المسؤولية ، ومحاولته الهروب الى الأمام والقيام بخطوات تصعيدية وتجييش وتحشيد وأستنفار طائفي ...!ينذر بأفدح المخاطر وأكثرها تهورا وعنجهيةاوأستعراض لعضلات الحكومة الطائفية ، غايتها التأليب والتحفيز والأستثارة على الطائفة الأخرىوصوره واضحة للعيان والتي تراها في الأستعراصات المسلحة في مختلف المناطق ، وهو نهج يسوق البلاد الى حافة الحرب الأهلية!؟ ، وأن حدث هذا المحذور ...فتتحملها الحكومة بشخص السيد المالكي ، ومعه كل من يسير في نهجه ..ويسوق لسياسته ، من دون وازع من ضمير ! وقفز على الدستور والقانون ، وهنا يجب الأشارة اليه ..والتأكيد والطلب من مرجعياتنا الدينية والروحية ، ومن السيد على السيستاني بأن يتخذ مايوئد الفتنة في مهدها ؟,,، ويمنع التجييش والمظاهر المسلحة خارج أطار الجيش والشرطة المحلية ، ومنع حمل السلاح خارج أطار القوات المسلحة والشرطة ، ومنع عسكرة الطوائف ...وعسكرة الشارع وبأي ذريعة كانت أن فتوى السيد على السيستاني ضرورية وملحة وعاجلة لوقف التدهور المتسارع في المشهد العراقي ، وبذلك يكون السيد السيستاني وكما عود شعبنا ، وفي مثل هذه الضروف المفصلية والمصيرية بأتخاذه القرارات التي تصب في مصلحة ووحدة شعبنا ...بكل مكوناته وأطيافه ومذاهبه ...وهذا ديدنه ونهجه دائما ، وليغلق كل السبل التي يمكن ان يتسلل منه الذين يريدون بعراقنا الشر والهزيمة . على كل القوى الخيرة في بلادنا وعلى الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والجامعة العربية وكل الخييرين في العالم الضغط على الساسة العراقيون ليصار الى تشكيل حكومة أنقاذ وطني ، من أناس أكفاء ووطنيون ، أمينين على مصالح البلاد والعباد ، ولهم خبرة ودراية في ادارة الدولة ، لكي يضطلعوا بأدارة الدولة ..لفترة أنتقالية محددة ..لخمس سنوات قادمةعلى سبيل المثال ، ليعيدوا بناء الدولة ومؤسساتها ، بما في ذلك المؤسسة الأمنية ، وأعادة كتابة الدستور وعلى أساس دولة مدنية علمانية ديمقراطية وموحدة ، والمواطنة هي الفيصل في التعامل مع مكونات مجتمعنا العراقي ، وهو الطريق الأقصر والأصوب والأسلم ، ومن أجل عبور هذه الأزمة الخطيرة ، والوضع السياسي والأمني لا يحتمل التأخير ولا التسوف أو التأجيل ، والجميع رأى بأم عينه ...ماذا فعل هؤلاء الأرهابيون والقتلة بمنتسبي قواتنا الأمنية في القاعدة الجوية في تكريت ...كذلك نهيب بكل هذه القوى والدول والمنظمات الدولية بمد يد العون والمساعدة الفورية والعاجلة بالأيعاز بقيام حكومة أنقاذ وطني ، فهي المخلص والمنقذ وبعكسه ...الطوفان . صادق محمد عبد الكريم الدبش 16/6/2014م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل من سبيل للخروج من خطر الحرب الطائفية
-
ما هي دستورية التدخل الأمريكي في التطورات الأخيرة في العراق
-
كيف السبيل للخروج من النفق المرعب
-
أزمة النظام الرأسمالي
-
لا تجربوا المجرب
-
تساؤلات مشروعة حول الحزب الشيوعي العراقي
-
تعليق حول ما جاء به الرفيق حميد مجيد موسى
-
الارهاب يطال ارواح المناضلون
-
لتتوجه جماهير شعبنا للتصويت للتحالف المدني الديمقراطي
-
بيدكم التغيير
-
رد على سؤال لأحد الأصدقاء
-
متى تغاث محافظة ديالى
-
حول الجريمة النكراء التي حدثت في ناحية بهرز
-
تحية للذكرى الثمانون لميلاد حزب الشيوعيين العراقيين
-
المجد لشهداء بهرز المنكوبة
-
لا تدعوا الفاشيون يعبثون في بلدنا وبامن المواطنون
-
ليتوقف الرقص على دماء الضحايا والأبرياء
-
الا فليسقط التأريخ ...والنصر للطائفية والطائفيين !؟
-
عاجل ....عاجل ...أستغاثة لأنقاذ ارواح الأبرياء في ناحية بهرز
-
ماذا يجري في مدينتنا الجميلة بهرز ؟
المزيد.....
-
تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري
...
-
إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
-
سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
-
روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
-
عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا
...
-
أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف
...
-
ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
-
العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو
...
-
مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
-
من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|