عبير الذيب
الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 12:47
المحور:
الادب والفن
لمّوا الكرامة
عبير الديب / سوريا
لموا الكرامة يا أشتاتُ أو عودوا
عن جرح جلّق يا أحبابه ذودوا
وانضوا السيوف و خلوها مجردةً
يا عُربُ حبل الوفا والرحمِ ممدودُ
العودُ يزهر في جذعٍ وقشرتهِ
لكن يموت بدون القشرة العودُ
لا تخلعوا الثوبَ ثوبُ الشام يدفئكم
من يخلعِ الثوبَ في الأنواءِ مبرودُ
فسيفُ خالد قد ثلّت مشافرهُ
على يديكم وقد عاثت به الدودُ
والقدسُ ناحت ولم تُبعث عزائمكم
وناءَ من حملها صخرٌ وجلمودُ
أهل العروش وقد نامت عزيمتُكم
أنتم وديناركم هزلٌ رعاديدُ
أهل العباءات يا أجلاف أمتنا
تحت العباءات شيطانٌ ومقرودُ
صحراؤكم قرفت حتى عباءتكم
قد أكرمتكم وظنت أنكم صيدُ
على المنابر تستجلون وحدتنا
وفي المواخير خيط الخزي مشدودُ
ولو طرقنا لكم باباً لنازلةٍ
حلّت ، فبابكم يا عرب موصودُ
وكالأفاعي من الأوكارِ نافخةً
سماً زعافاً ولا يرقاه تفنيدُ
أهلَ الغواياتِ كفّوا عن ضلالتكم
عودوا إلى الرشد إن الرشدَ محمودُ
يا عربُ عودوا إلى القرآنِ فيه هدىً
إذ ليس ينفعكم يهوى وتلمودُ
جوزوا عن الغربِ غورو شد مشنقةً
لكن غورو بها حتماً لمزرودُ
إن الشعوب إذا سارت لنائبةٍ
أمدها الله عوناً وهو معبودُ
هذي دمشقُ على الأيام ما رضخت
ليلٌ طويلٌ وبابُ الفجر منشودُ
فالياسمين هنا الشفاف يعرفهُ
أهل الورى والليالي السود والبيدُ
إذا أطلّ من الماخور ذو جحدٍ
لفضلها فهو نكارٌ ورعديدُ
تشامخَ الوردُ في ساحاتها أُسُداً
في كل زاهرةٍ يشتاط بارودُ
والشام سكرى بكأسِ الموتِ تجرعهُ
والعربُ في نزهةٍ والسمع ُ مسدودُ
فهي الكرامةُ وهي الأصل في صلفٍ
وهي الحميّةُ فيها المجدُ مولودُ
وهي العروبةُ قد مدت جوانحها
والطهرُ من ثغرها البسامِ مرجودُ
إذا أضاع الهدى عن سمتها فطنٌ
لو حلّ في جنة الفردوسِ مفقودُ
لإن أضعتم أيا قومي خرائطكم
هذي الشآم و حبلُ الوصلِ موجودُ
عودوا إلى الشامِ حضن الشام يدفئكم
عودوا إلى المجدِ مجدُ الشامِ مشهودُ
يا دوحة الشام بعد الليلِ مصطبحٌ
وبعدَ صومك ما طال المدى عيدُ
في كلِ ركنِ يميس الوردُ مزدهياً
وكلِ داليةٍ يختالُ عنقودُ
لموا الكرامة يا أشتات أو عودو ا
عن جرح جلقَ يا أحبابها ذودوا
#عبير_الذيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟