|
التعصب العرقى والدونية القومية
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 11:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
التعصب العرقى فى المنظومة العربية الإسلامية بدأ بحديث النبى محمد الذى قال ((لا تكون العرب كفؤا لقريش والموالى لا يكونون كفؤا للعرب)) (شمس الدين السرخسى – أحد أئمة الفقه الحنفى- فى المبسوط – المجلد الثالث – دار المعرفة- بيروت – عام 86- ص 24) وسلمان الفارسى (أحد كبار الصحابة) عندما خطب بنت عمر بن الخطاب ، فإنّ عمر بعد أنْ وافق رجع فى كلامه لأنّ سلمان ((ليس عربيًا وليس قرشيًا)) (د. على حسن الخربوطلى فى كتابه " الكعبة عبر العصور" دار المعارف المصرية- سلسلة اقرأ- العدد 291- مارس67- ص 24) كما أنّ اللغة العربية فرّقتْ بين (العربى) و(الأعجمى) وكلمة (عجم) تعنى البهيمة - حتى المرأة العربية بهيمة (مختار الصحاح- المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص 440) وهو ما أكده القرآن فى التفرقة بين الأعجمى والعربى (فصلت/44 والشعراء /198) ولأنّ أم الخليفة المأمون فارسية كان المسلمون فى شوارع بغداد يتعرّضون لموكب المأمون صائحين ((يا أمير المؤمنين انظر إلى عرب الشام كما نظرتَ إلى عجم خراسان)) تعريضًا بأمه الفارسية. وتبارى الفقهاء فى تأليف الكتب عن (مناقب العرب) و(مثالب العجم) ومن أشهرهم ابن قتيبة فى كتابه (تفضيل العرب) وإذا كانت العنصرية العرقية سائدة قبل الإسلام ، فقد استمرّتْ بعده . ووصل التعصب لدرجة التفرقة بين (العرب) و(الأعراب) وهو ما أكده القرآن ((الأعراب أشد كفرًا ونفاقــًا)) (التوبة/97، 98، 120والفتح/11) وقال مجاهد وغيره أنّ آية ((إنّ الذين يُنادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)) (الحجرات/4) نزلتْ فى أعراب تميم وأطلق عليهم محمد بن إسحق ((حفاة تميم)) إذن انتقل العرف السائد قبل الإسلام إلى القرآن. وبالغ بعض الفقهاء فى التفرقة بين (العرب) و(الأعراب) لدرجة عدم أحقية (الأعراب) فى الفيىء (حصيلة المنهوب من الغزوات) وكذلك إسقاط شهادتهم وعدم إمامتهم (ابن عربى فى كتابه " أحكام القرآن" ج2ص 1005) وذكر القرطبى أنّ ((أبا ملجز كره إمامة الأعرابى)) وقال الإمام مالك ((لا يؤم الأعرابى وإنْ كان أقرأهم)) (القرطبى فى "الجامع لأحكام القرآن") وارتبط ذلك بالموقف من حضارات الشعوب المختلفة ، وهو ما عبّر عنه أحد الشعراء قائلا ((فمَنْ تكن الحضارة أعجبته/ فأى رجال بادية ترانا / ومن ربط الجحاش فإنّ فينا / قنا سلبًا وأفراسًا حسانا)) ومن تلك النظرة الرافضة ثقافات الآخرين ووسائل معيشتهم ، فإنّ العرب احتقروا العمل الزراعى ، وأطلقوا على الفلاحين (أعاجم) أى بهائم . وأطلقوا وصف (علوج) والمفرد (علج) وهى قــَـلـْب لكلمة (عجل) وأكد النبى محمد تلك النظرة المُعادية للزراعة فى حديثه الذى قال فيه ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) (فيض القدير- شرح الجامع الصغير- محمد عبد الرؤوف المناوى – دار النهضة الحديثة- عام 71- وكتاب الشيخ حسن البنا ومدرسته- تأليف د. رؤوف شلبى- دار الانتصار- عام 78- ص 480) وهذا الحديث الذى رواه أحمد وصححه الحاكم يدل على 1- الموقف المُعادى للمجتمعات الإنسانية التى اعتمدتْ على نفسها وبرعتْ فى الزارعة 2- أنّ العرب يُفضـّـلون الغزو لنهب المحاصيل الزراعية من شعوب أخرى ، بدل الاعتماد على أنفسهم . ونظرًا لأنّ قبيلة بنى حنيفة كانت من القبائل النادرة التى عملتْ بالزراعة ، فإنّ القبائل الأخرى نظرتْ إليهم باحتقار مشوب بالحسد ، وقد عبّر شاعرهم (جرير الخطفى) عن ذلك فقال يهجو بنى حنيفه ((رأتْ حنيفة إذْ عدت مساعيها / أنْ بئسما كان يبنى المجد بانيها / أبناء نخل وحيطان ومزرعة / سيوفهم خشب فيها مساحيها / قطع الدبار وأبر النخل عادتهم/ قدمًا فما جاوزتْ مساعيها)) وهذا التعصب العرقى عبّر عنه معاوية بن أبى سفيان عندما زار مصر وقال ((وجدتُ أهل مصر ثلاثة أصناف : فثلث ناس وثلث يُشبه الناس وثلث لا ناس . فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب ، والثلث الذين يُشبهون الناس فالموالى ، والثلث الذين لا ناس المُسالمة يعنى القبط)) (المقريزى- المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار- دار صادر بيروت- ج1- ص50) وذكر الأزهرى المستنير عبد المتعال الصعيدى أنّ الفقهاء العرب والمسلمين انشغلوا بمسألة مقياس الكفاءة فى النكاح (= الزواج) بين الشعوب وكانت قمة العنصرية عند سفيان الثورى الذى قال ((إذا نكح المولى العربية يُـفسخ النكاح)) وبذلك قال ابن حنبل أيضًا (المُجدّدون فى الإسلام- هيئة قصور الثقافة- عام 2007- ص96) ونظرًا لرسوخ تلك النظرة العنصرية ، فإنّ العرب الذين عاشوا فى مصر بعد الغزو والاحتلال ، استباحوا لأنفسهم الزواج من المصريات ، ورفضوا أنْ يتزوّج المصرى من الإنسانة العربية ، لذلك قالوا هذا المثل الشهير((يأكلها التمساح ولا يأخذها الفلاح)) وتلك الكراهية للزراعة عبّر عنها عمر بن الخطاب عندما عاقب أحد جنوده العرب أمثاله (شريك بن سمى الغطيفى) لأنه فكــّر فى الاشتغال بالزراعة فى مصر. ثم أصدر أمرًا بمنع العرب من الزراعة (فتوح مصر وأخبارها- ابن عبد الحكم القرشى- دار التعاون بمصر- عام 74- ص 111 والقبائل العربية فى مصر- د. عبد الله خورشيد البرى- دار الكاتب العربى- عام67- ص49) ولكن هل اقتصرتْ العنصرية على الموقف من الشعوب غير العربية أم شملتْ العرب ضد بعضهم البعض؟ كتب د. عبد الله خورشيد فى دراسته المهمة عن القبائل العربية ((هناك ما يدل على أنّ العرب الذين عاشوا فى مصر كانوا يعون وبالتالى يعترفون ويتأثرون بالتقسيمات الجنسية العامة كعدنان وقحطان ويعرب ومضر، وما تستتبعه هذه التقسيمات من تقارب أو تنافر أو تعاون أو تشاحن . وفيما يلى نماذج لذلك : 1- فى أثناء الهجوم على حصن بابليون حدث سوء تفاهم نتيجة للتنافس بين الزبير بن العوام القرشى وشرحبيل بن حجية المرادى ، فعرض عمرو بن العاص على الزبير أنْ يستقيد (يرد عليه) من شرحبيل الذى أهانه. ولكن الزبير استكبر ذلك وقال ((أمنْ نفغة من نغف اليمن أستقيد يا ابن النابغة؟)) (النغف : دود فى أنوف الإبل والغنم ومنه قالوا للمستحقر: يا نفغة) 2- شهد تميم بن فرع المهرى فتح (غزو) الإسكندرية الثانى وبعد توزيع الغنائم لم يُحتسب له نصيب بدعوى صغر سنه. فتعصّبتْ قبيلته مهرة له. وكادتْ تقع منازعة بينها وبين قريش التى كانت تتولى تقسيم الغنائم. ولم يحل المشكلة سوى تدخل إثنين من الصحابة. وتلك الواقعة تؤكد أ- التفرقة العنصرية بين العرب أنفسهم. ب - أنّ الحصول على فىء الغزو المنهوب هو الأساس وليس نشر الإسلام. وكان من بين أسباب التعصب ضد قبيلة (مهرة) أنّ (المهريين) شعب قديم من شعوب جنوبىْ الجزيرة العربية. ويتكلمون لغة تختلف اختلافــًا أساسيًا عن اللغة العربية)) 3- بلغ من قوة العصبية العامة بين العرب فى مصر أنّ القاضى (توبة بن نمر) كان لا يقبل شهادة مضرى على يمانى ولا شهادة يمانى على مضرى . وهذا التعصب العنصرى له جذور قديمة حيث دار صراع بين مضر واليمن طوال العهد الأموى وأنّ هذا الصراع كان من أهم أسباب سقوط الأمويين (المصدر السابق – ص 236، 237) ولأنّ الحصول على (الجزية) و(الخراج) كان هدف الغزو والاحتلال وليس نشر الإسلام ، لذلك نشب الصراع بين القبائل حول (الجزية) وكانت القبائل العربية (القيسية) واليمنية المُـقيمة بالحوف تمتنع عن دفع الخراج وتحارب القوات التى ترسلها الدولة لتأديبها وجباية الخراج منها. وقد سجـّـل أبو عثمان السكرى إحدى تلك المعارك عندما انهزمتْ قبائل الحوف أمام قوة يحيى بن معاذ قائد الرشيد فقال ((قد جبينا قيسًا ولم تك تجبى/ وقتلنا أبا الندى وابن عابس/ وتركنا لخمًا وحى جذام/ لا يطيقون رفع كف تلامس)) وقال عبد الله بن قيس الشاعر القرشى يمدح عبد العزيز بن مروان ((أمك بيضاء من قضاعة فى/ البيت الذى يستظل فى طنبه / وأنت فى الجوهر المُهذب من/ عبد مناف يداك فى سببه)) وضاق ابن عفير بالحسين بن جميل أمير مصر فذمّه وذمّ أهله بما كان شائعًا عن بيئتهم فى جزيرة العرب منذ القِدم فقال ((أما الأمير فحناج ، وصاحبه / على الخراج سوادى من الأكر/ وما هناءة الأظلف ذى يمن/ والباهليون مأوى اللؤم من مضر)) وكان العرب يستنكفون الانتساب لقبيلة (باهلى) وفى ذلك قال أحد الشعراء ((وما ينفع الأصل من هاشم/ إذا كانت النفس من باهله)) وقال شاعر آخر((ولو قيل للكلب يا باهلى / عوى الكلبُ من لؤم هذا النسب)) (وفيات الأعيان - ج1- نقلا عن عبد الله خورشيد – مصدر سابق- 241- 246) وتمرّدتْ قبيلة (المعافر) ذات الميول المُعادية للأمويين ، فقال الشاعر (المعافرى) معبرًا عن النزعة العنصرية ((قومى الذين تبادروا / مدى الخليفة بالحجر/ وتحزبوا وتعصّبوا / وجثوا عليه فانكسر/ من بعد ما ذلتْ له / أعناق يعرب بل مضر)) وللتدليل على أنّ الغزو العربى كان هدفه نهب موارد الشعوب وليس نشر الإسلام ، فإنّ الفرقة العربية التى غزتْ فارس ثم توجّهتْ لغزو مصر، كان معها أحد (شعرائها) فقال وهو يتباهى بالغزو ((وبابليون قد سعدنا بفتحها / وحـُزنا (= حصلنا) لعمر الله فيئـًا ومغنما)) 000 كان من بين جرائم آباء الكنيسة المصرية أنهم لم يقودوا الشعب إلى مقاومة الغزو العربى . والجريمة الثانية الاستسلام التام للغزاة الجـُدد . أما أبشع الجرائم فهى الجريمة الثالثة ، حيث أرشد القساوسة (الأتقياء) عمرو بن العاص إلى طريق الفيوم وذكر المقريزى ((خرج سبعون ألف راهب فتلقوا عمر بن العاص بالطرانة مرجعه من الإسكندرية يطلبون أمانة لهم على أنفسهم وأديارهم فكتب لهم بذلك)) (المواعظ والاعتبار- ج1 ص 186) ولأنّ الشعب (أى شعب) بلا قيادة روحية تقود النضال ضد أى غزاة ، فإنّ العقل الحر يلتمس العذر للمسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام هروبًا من الجزية وغيرها من الشروط القاسية التى فرضها عمر بن الخطاب فى خطابه الشهير إلى عمرو بن العاص (التفاصيل : فتوح مصر وأخبارها – ابن عبد الحكم القرشى – مصدر سابق – ص 105) ولكن العقل الحر يرفض ما فعله بعض المسيحيين بعد أنْ أسلموا بوسيلة تدل على (الدونية القومية) إذْ تقدّم أهل الحرس للقاضى العربى ومنحوه رشوة سخية كى يُنسبهم لأى قبيلة عربية. وكان ذلك فى خلافة الرشيد وادّعوا أنهم من أصل عربى . فذهبوا إلى القاضى العمرى ودفعوا له مبلغـًا من المال ليثبت لهم نسبًا عربيًا. واستعانوا فى ذلك بنفر من عرب الحوف الشرقى ، شهدوا لهم بالانتساب إلى (حوتكة من قضاعة) ووافق القاضى على أنْ يُسجّـل لأهل الحرس هذا النسب. فثار لذلك عرب مصر. وهجا شعراؤهم القاضى العمرى هجاءً مرًا ومن هؤلاء (المعلى بن المعلى الطائى) الذى قال موجّها حديثه للقاضى ((تقضى نهارك بالهوى / وتبيتُ بين مغنياتك/ فاشرب على صرف الزمان/ بما ارتشيتَ من الحواتك/ إنْ كنتَ قد ألحقتهم/ عربًا فزوّجهم بناتك)) واستمرّتْ المشكلة حتى خلافة الأمين ، الذى طلب من القاضى البكرى أنْ يُحقق فى مشكلة أهل الحرس. وجاء شهود آخرون قالوا إنّ أهل الحرس من القبط فمزقّ القاضى نسبهم (د. عبد الله خورشيد – مصدر سابق – ص 152، 170 ود. إبراهيم جمعة- فى كتابه " القومية المصرية الإسلامية) وتكشف تلك الواقعة عن آفة (الانتماءات العرقية) المؤسسة على التعصب ، المُؤسس على التمييز بين شعب وشعب على أساس (الجنس) كما تكشف عن العلاقة بين (الغزاة) الذين فرضوا سلطتهم وسطوتهم المُـدعّمة بالقسوة والنهب ، وبين أهل البلد الأصليين الذين فرّطوا فى انتمائهم الوطنى والقومى (بتنازلهم عن جنسيتهم) بدلا من الدفاع عن وطنهم ضد الغزاة ، كما فعل (الأميون) فى ثوراتهم الشعبية ضد كل الغزاة ، من الهكسوس والفرس واليونان والرومان والعرب . وكانت أشهر تلك الثورات ثورة البشموريين (أهالى وسط الدلتا) بقيادة البطل القومى (مينا بن بقيره) والتى قمعها الخليفة المأمون (رضى الله عنه) بكل وحشية ، بعد أنْ عجز قائده (الأفشين) فى قمع الفلاحين الثوار الذين كانوا يشنون هجماتهم على قوات الخليفة ثم يختبئون فى الأحراش ، وكانوا يعتمدون على ما عُرف فيما بعد ب (حرب العصابات) وجاء الخليفة المأمون بنفسه على رأس جيش من مائة ألف ، ولكنه عجز عن الوصول إلى مكان الثوار، فلجأ إلى القساوسة (الأتقياء) وحكى ساويرس بن المقفع أنه بعد أنْ تم القبض على الأنبا ميخائيل الأول وبعض الزعماء القبط ، طلب الغزاة من البابا التدخل لتهدئة الثوار ((ففك قيوده واقتاده إلى رشيد ومن هناك استكتب البابا السكندرى خطابًا إلى البشموريين وأخبرهم بكل ما أصابه من آلام وحمّـل الثوار وزر عذابه. ولامهم على تماديهم فى (العدوان) (هكذا !!) ولكن الثوار اشتد غضبهم بعد قراءة خطاب البابا وضاعفوا هجماتهم على جنود الوالى . ومن بين مآسى شعبنا وجود (نخبة) متعلمة هى سبب كل الكوارث ، من ذلك الخطاب الذى وجّهه الأنبا يوساب لثوار البشموريين وقال يعظهم ((قال لسان العطر بولس كل من يقاوم السلطان فهو يقاوم حدود الله. والذى يقاومه يُـدان)) وعن موقف البطرك خايل كتب ساويرس ((وكانت فرقتا هاريس أصحاب مليتس قديمًا ويوليانوس ، فراسلهم الأب وكاتبهم فلم يجيبوه فمضى بنفسه إليهم (فى البرارى) فلم يقدر أنْ يُعيدهم بقلب مستقيم لأنهم أنكروا خلفهم وكانوا معتزلين فى الديارات منهم وفى البرارى فرفع يده إلى السماء وقال : إنْ كان هؤلاء الذين جحدوا قدامك وفعلوا ردية فاظهر فيهم آية قريبًا غير بعيد لينظرهم كل أحد ويمجد اسمكم . فبعد قليل أهلكهم الرب وأفناهم كما أهلك سدوم..الخ)) (ساويرس بن المقفع - تاريخ البطاركة - هيئة قصور الثقافة - تحقيق عبد العزيز جمال الدين- عام 2012- أكثر من صفحة- وخاصة ج3- ص 489، 490) فهل (الرب) هو الذى أهلك الثوار وأفناهم أم جيش المأمون؟ وهل توصل جيش المأمون إلى أماكن الثوار بمعرفة وإرشاد من الرب أم بإرشاد القساوسة (الأتقياء)؟ وهل مهمة (الرب) أنْ يكون مع الغزاة المحتلين أم مع أهالى البلد الأصليين الذين يُدافعون عن شرفهم وأراضيهم ؟ وانتهتْ المجزرة لصالح جيش المأمون بفضل 1- دور آباء الكنيسة فى تثبيط همم الثوار وإدانتهم لأنهم يُقاومون الغزاة المحتلين 2- دور آباء الكنيسة فى مساعدة الغزاة بإرشادهم على أماكن الثوار. وهكذا تحققت مشيئة الخليفة المأمون الذى قمع الثورة بوحشية . أما من تبقى من الأهالى من النساء والأطفال والشيوخ فقد ربطهم بالحبال وساقهم من مصر إلى بغداد حفاة ليُباعوا فى أسواق العبيد . ورغم أنّ المقريزى (مصرى) فإنه (بسبب ميوله العروبية / الإسلامية) كتب يصف ما حدث ((فألقى المسلمون النار فى عسكر القبط . وفى ولاية موسى بن على بن ربّاح على مصر، خرج القبط ببلهيب ، فخرج إليهم عسكر فهزمهم ثم انتفضوا فأوقع بهم الأفشين فى ناحية البشرود حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال وسبى أكثرهم)) ولكنه (= المقريزى) لم يتوقف عن هذا الحد ، وإنما أضاف ((ومن حينئذ أذلّ الله القبط فى جميع أرض مصر وخذل شوكتهم فلم يقدر أحد منهم على الخروج ولا القيام على السلطان)) (المواعظ والاعتبار- مصدر سابق – ص 79، 80) أى أنّ المقريزى (المصرى) ردّد كلام ساويرس (المصرى) عن أنّ (الله) هو الذى ((أذلّ القبط)) وليس الخليفة المأمون (رضى الله عنه) وهكذا تتأكد كارثة شعبنا فى المتعلمين والمؤرخين المُـفتقدين لأدنى درجة من الحس القومى . ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعر والثقافة العربية / الإسلامية
-
عبد الوهاب المسيرى والمدرسة الناصرية / العروبية
-
المعيار العلمى للهوية الثقافية
-
حدود العلاقة بين التراث والإبداع
-
الدين والحياة
-
الديانة العبرية ومعتقدات الشعوب القديمة
-
الديانة العبرية وأساطير بعض الشعوب (3)
-
الديانة العبرية وأساطير الشعوب القديمة (2)
-
حق الأقليات الثقافية فى الدفاع عن خصوصياتها
-
الديانة العبرية وأساطير الشعوب القديمة (1)
-
معوقات الحداثة المصرية
-
صناعة النجوم فى الميديا المصرية (5)
-
صناعة النجوم والميديا المصرية (4)
-
صناعة النجوم والميديا المصرية (3)
-
صناعة النجوم والميديا المصرية (2)
-
صناعة النجوم فى الميديا المصرية
-
المتعلمون المصريون و(الورم) العروبى
-
الزواج الثانى للمسيحيين المصريين
-
الُمُتنبى بين الشعر والنفاق
-
رد على الأستاذ يحيى توتى
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|