رائد محمد نوري
الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 17:49
المحور:
الادب والفن
سأعْرُجُ في عيدِ مِيلادِها للسَّماء
هُنالِكَ تَغْمُرُني بِمَفاتِنِها،
وأغْمُرُ سِحْرَ مَفاتِنِها بِحُضورِي.
سأعْرُجُ.....
هذا هوَ الحُبُّ
يَحْمِلُني فَوْقَ ثَغْرِ القَصيدَةِ غَيْماً
إلى جُرْفِ مَرْمَرِها اللُّؤلؤيِّ الشِّفاه،
إلى الشَّفَقِ المُشْرَئبِ على وَجْنَتَيها
يَبُوحُ بلا كلماتٍ:
"على رِسْلِكَ،
القَلْبُ يُوْشِكُ أنْ يَنْفَجِر".
سَأعْرُجُ طِفْلاً
إلى نَوْرَسَينِ حَبِيسَينِ خَلْفَ القَمِيصِ المُضَمَّخِ بالعِطرِ؛
عِطْرِ الأُنُوْثَةِ،
يَشْتَعِلانِ سؤالاًظَمِي:
"مَتى يُطْلِعُ النَّبْضُ وَرْداً نَدِيّاً
يُعالِجُ أزْرارَ أحلى السّجُونِ
بِسِرِّيَّةٍ"؟!
لِكَيْ يُشْرِقَا
في سماء اللِّقَاءِ الحَمِيم
كأنَّهما كَوْكَبَانِ عَجِيبَانِ مِنْ فضَّةٍ
يَمْلآنِ الفَضاءَ سُرُوراً،
ويَنْعَكِسانِ على الشَّوْقِ في قُبْلَتي،
فَيَخْتَلِجَانِ وَيَنْتَفِضَانِ،
ويَخْتَصِرانِ المَسافاتِ ما بَيْنَنا،
إذْ يَقُوْلانِ للشَّمْعِ في عِيدِ مِيلادِها:
"لِتُغادِرْ مَكانَكَ،
لا تَنْتَظِرْ،
شاعِرِيَّتُكَ انْطَفأَتْ،
نَحْنُ أبْلَغُ مِنْكَ ضِياءً".
على الضَّوْءِ في تَوْأمَيْ صَدْرِها
سَوفَ أمْحو الزَّمان،
وأُنْسَى؛
لِأعْرُجَ في جِسْمِها الغَضِّ؛
ما لا أعُدُّ مِنَ اللَّحَظاتِ السَّخِينَةِ،
حَتَّى إذا قِيلَ لي:
"إنَّكَ الآنَ تَدْنو مِنَ الانْصِهارِ بِنَجْمَتِكَ المُشْتَهاة"!.
أُقَبِّلُ ما تَحْتَ سُرَّتِها،
وأقُولُ لها:
"عِيدُ مِيلادُكِ اخْتارَني؛
لِتُعَمِّدَني بالنُّجُومِ سماؤكِ،
فَلْتَرْشُفِيني على مَهَلٍ
قُبْلَةً قُبْلَةً،
وَلْتَذُوْبِي مَعِي في وِصالٍ كَبِير
يُفَجِّرُ فينا الأحاسِيسَ خَمْراً
تُحَطِّمُ كُّلَّ السُّدود،
وتَمْضِي بِنا
إلى مَوْتِنا المُشْتَهى،
إلى لَحْظَةٍ جَنَّةٍ خَضِلَة
تُعَتِّقُنا
ونُعَتِّقُها
فَرَحاً عارِماً.
هَكَذا /يا جُنُونِي
ويا مُنْيَةَ القَلْبِ
يا سِدْرَةَ المُنْتَهى
حَيْثُ لا شَيْءَ غَيْرُكِ أنْتِ يَدُلُّ عَلَيْكِ-
أجَل، هكَذا /يا حَياتي-
يَكُونُ اللِّقاءُ الحَمِيم.
فَكُلَّ لِقاءٍ حَمِيمٍ وأنْتِ سمائي"*
#رائد_محمد_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟