صفوت سابا
الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 10:35
المحور:
الادب والفن
كَان النَّهَارُ مُظْلِماً
سَاعَاته مُتَفْحَمَة
يَوْمٌ حَزِينٌ
الليْلَةٌ كانت بالكَأْبَةُ مُفْعَمَةَ
لَبَسَتْ ثِيَاب الثُّكْلِ
آنَّات قهْرٍ مُزْمِنةٍ
عَقَدَتْ وشَاح الظّلْمِ غَمَامَةً
فى سوادٍ والغيامةِ نَائمةْ
بَيْنَ اللصوصِ
جَرَّوا البَرِئَ داخل جِيُوب المَحْكَمة
رَبَطُوا القُيُودَ
أمَّا قيودِ المُوتِ كَانَت مُحْكَمَة
فوق القلُوبِ
بالرَّياءِ والشَّرورِ مُحْجَمَة
عنْ حبِّ ربٍّ ارْتَضَى
بأن يكون مُلَكَّمَةُ
نَسْيُوا ربَاط المَوْتِ
أنَّا الرّوَائح كانت مُزْكِمة
يدٌ شَفَتْ وأبَرَّأْتْ
قَدْ كبّلتْها الأحْزمَةُ
يَدُّ لِوَاهَبِ ذِى الحياة
ها أوْثَقَو بمُسَمَّرة
اقْدَام جَالَت فِى الْبِقَاعِ
تَوَقَّفت
تبَكَّمَت
عُيُونٌ ما تَكَلَّمتْ
نَفَذَتْ لصَخْرَةِ أَنْكَرَتْ
وَجْهٌ جَمِيلٌ غطُّاه بصَاقٌ مُرْسِلٌ
فم كليمٌ لبس البصاق أَكِمَّةٌ
نَزَعُوا ثِيابَه مرّ وعطْرٌ مع أنّهُ
كُرْسِيه بَاقٌ للدَّاهِرِيَّن
جَسَدِ الوَحِيدَ الجِنْسُ
عَرَّوه بِخَزْى للنَّاظِرِين
لمَّا اتْجَلَدْ ، وَقَفَ المَسِيحْ
يُنْظَر وِجُوه الغَاضِبِينْ
يالَلْعَجِبْ !
مَلِكٌ فَصِيحٌ
زَيَّن صفوف الصامتين
مِثْل النَّعَاج الصَّامتة وَقْتَ الجَّزْزِ للْجَّازِزِينِ
وَهْوَ الحَمَلْ خَالِ العُيوبْ
صَامَتْ امَام الذَّابِحِينِ
لظَّلْمِهم لمْ يفْتَحُ فَاه
لَكِنْ تَذَلْل للظَّالمِين
والثَوْبُ كان القِرْمِزٌىْ
نَقَّى قلوب المؤمنين
والدَّمُّ مِثْلُه قِرْمِزى
بَيّضَ ثياب المُفْتَدِيْنِ
*******
بَيَّضْ ثِيَابىِ ياحَمَلْ
إخْرجْنِى منْ ضِيقَ السِنِينِ
#صفوت_سابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟