أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - ناصر طه شاعر ومثقف ومن تعساء العراق!!















المزيد.....


ناصر طه شاعر ومثقف ومن تعساء العراق!!


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تناول المحور الرابع من الحلقة الحوارية الإسبوعية المعنونة "7 أيام" في فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 7/6/2014 - تناول نتائج الإستبيان الذي أجراه معهد "الغالوب بول" في (138) دولة في العالم وتصدر فيه العراقيون المرتبة الأولى في الشعور بالتعاسة.
أعلن السيد ناصر طه، مدير البرنامج المذكور، كونه من العراقيين التعساء وذلك أمام مُحاوره الدكتور أثير إدريس الأكاديمي والمحلل السياسي الذي، بالمناسبة، لم أشهد محللاً علمياً وموضوعياً وشجاعاً لا يبالي من قول كلمة الحق مثله في هذا البرنامج إلا القليلين جداً.
تأملتُ في إعلان السيد ناصر كونه من بين تعساء العراق خاصة بعد إستطلاع الرأي المحدود الذي أجرته مراسلة الفضائية المذكورة الآنسة صابرين كاظم في بغداد حول الموضوع ذاته أي: هل أنت سعيد أم تعيس ولماذا؟ تبين لي من ذلك الإستطلاع المحدود أن المستَطلَعة آراؤُهم كانوا بالفعل تعيسين ولكنهم حددوا السبب بكونه الخوف الناجم عن سوء الأوضاع الأمنية. إن هذه النتيجة التي أظهرها إستطلاع الآنسة صابرين قد أقنعتني شخصياً بإنسجام العراقيين البسطاء مع أنفسهم. فهم لم يناقضوا أنفسهم يوم أعلنوا قبل عامين في إستفتاء بريطاني بأنهم من بين الأكثر تفاؤلاً في العالم (والتفاؤل يحمل بعض السعادة ) كما أعلنوا يوم 30/4/2014 بأنهم قد إنتخبوا بكامل إرادتهم وبأغلبية كبيرة جداً من يُفترض أن يكون المسؤول عن تعاستهم وهو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي.
الخوف من التفجيرات الإرهابية، إذاً، يفسر تعاسة إبن الشارع البغدادي. ولكن ما هو تفسير تعاسة الشاعر والمثقف السيد ناصر طه؟
تأملتُ وتذكرت قولاً أطلقه السيد ناصر في المحور الأول من هذه الحلقة الحوارية وتناول فيه الموضوع الأمني في البلد بعد الهجوم على سامراء. أطلق السيد ناصر قولاً خطيراً إذ قال:
"إن تسييس الجيش كما هو الحالٍ في العراق لهو أمر خطير."
هنا حاكمت موضوع تعاسة السيد ناصر بإفتراضين محتملين هما:
1- أما أن يكون السيد ناصر رجلاً ذا ضمير ووجدان
2- وأما أن يكون فاقداً لكليهما.
فإن كان السيد ناصر يقع ضمن الإحتمال الأول فهو تعيس بكل تأكيد، لأنه شاعر مرهف الحس وصاحب ضمير ولكنه يجد نفسه في محنة حقيقية. إذ مقابل مغريات دنيوية يُضطر للإفتراء على وطنه ويطعنه بأخطر الطعنات بإتهام جيشه بالتسييس فهو بهذا يضرب في الصميم النظام السياسي الديمقراطي الذي يوجب أن يكون الجيش، في إطاره، مهنياً محايداً بعيداً عن التدخل في السياسة. فكيف بضمير السيد ناصر وقد إتهم الجيش بالتسييس، والإعداء وعلى رأسهم الإرهاب التكفيري والطغمويون، على أحر من الجمر لإلتقاط هكذا إتهامات، وخاصة من فضائية أمريكية ومن شاعر محترم، للتدليل على صحة بواعثهم لتمزيق أجساد الأبرياء بالمفخخات والعبوات الناسفة والكواتم بحجة عدم عدالة الدولة وتسييس جيشها كما شهد السيد ناصر على ذلك؟
بالطبع ما كان ليهمني أي شيء لو أن السيد ناصر نطق بأمر حقيقي. ولكن الأمر الذي تناوله هو بعيد عن الواقع. حتى الجيش الأمريكي يتمتع قادته بقدر كبير من الصلاحيات للإقتراب من تناول الأمور السياسية مقارنة بقادة الجيش العراقي الحالي. أما الإتهامات غير المسؤولة التي يطلقها "سفهاء الديمقراطية" فلا يجب الإلتفات إليها وإليهم. هل سلم جهاز من أجهزة الدولة العراقية من طعونهم: القضاء، المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، هيئة النزاهة، هيئة المسائلة والعدالة وغيرها وغيرها.
إذاً، فضمير الشاعر المرهف السيد ناصر قد جُرح بالعمق وهذا يسبب له التعاسة بطبيعة الحال.
أما إذا كان السيد ناصر منزوع الضمير فالتعاسة ستركبه بالضرورة مهما نسج من أبيات الشعر نظماً إنسانياً لكنه سيكون متكلفاً لا روح فيه ولا سعادة بل النفاق والتعاسة بعينها.
خلاصة فالسيد ناصر تعيس.
ولإنصاف السيد ناصر فهناك نفر من بين زملاءه في الفضائية من هو في حال أتعس من حاله ومع هذا فذلك النفر سعيد وإبتسامته العريضة الدائمة تعلو على وجهه، كأنها إبتسامة عماد جاسم، رغم أن المهمة المكلف بها من أصحاب عمله في الفضائية (ومنهم وكالة الإستخبارات المركزية سي.آي.أي.) تقتضي أن تجعله في غاية التعاسة إذا كان ذا ضمير فيه بعض النبض. إنه يريد أن يطمس الحقيقة ويقلبها تماماً. الدولة الديمقراطية ذات الدستور المدني القائم على مبدأ المواطنة لا يمكن أن تكون طائفية؛ ولكن وللأسف هناك طائفية فعلاً غير أن مؤجِجِيها هم غير الذين يذكرهم السيد عماد. الواقع هناك طائفية مضادة ضد الدولة والحكومة المنتخبة يثيرها الطغمويون* الذين ملأوا أرض العراق دماءً ومقابر جماعية ودموعاً . إنهم يريدون إسترجاع سلطتهم بأي ثمن وهذه من قوانين الجدل التي يريد السيد عماد أن يوهمنا بأنه ملتزم بها ولكنه يذهب عكس ذلك، فماذا عساهم يقولون: هل يقولون أحيينا وقد قتلوا أو يقولون بنينا وقد هدموا أم يقولون زرعنا وقد جففوا أم يقولون عظّمنا الثروة وقد أفقروا، إذ أطاحوا بقيمة الدينار بمقدار عشرة آلاف مرة (=3.34× 3000) ؟
للتبسيط والتشويش والخداع يلعبون على الوتر الطائفي فيقولون: النظام طائفي.
وشركات النفط وإسرائيل وحكام تركيا والسعودية وقطر واليمين الأمريكي تلقفوا هذه اللعبة وحولوها إلى سهام لطعن الحكومة ورئيسها المنتخبَين لأنهما إستعادا الإستقلال والسيادة الوطنية وحافظا على الثروات النفطية وطورا البلد بما لا يقبل الشك رغم ثقل التركة وهي الحقيقة التي لا ينكرها منصف ولا يذكرها عماد أو ناصر.
والسيد عماد يردد ويروّج لهم ذلك بكل سعادة فيما يقتضي أن يكون تعيساً!!!
لا أعرف سر سعادته. هل أقنع زملاءه في شارع المتنبي بأنه وضع صاحب قناة (الحرة – عراق) الإمبريالي في جيبه لصالح الحركة؟ عندئذ حُلَّ اللغز الذي حير لينين فسأل: "من يضع من بجيب من؟"
هل نستغرب أن تسيطر داعش وأخواتها على الموصل وهي مبتسمة كبسمة عماد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*):للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته: "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان والنجيفي وداعش وحلف الناتو
- مؤامرة واسعة على العراق
- أي تحالف يريد النجيفي؟4
- رد على تعقيب من مواطن سعودي
- حقيقة الصراع السعودي الإيراني
- أي رئيس وزراء وأية حكومة؟
- أي تحالف يريد النجيفي؟2/2
- أي تحالف يريد النجيفي؟(2)
- الناطقة بإسم الهيومان رايتس ووج الأمريكية غير مقنعة
- بلغ العراق مرحلة الحسم: فأما الإعمار وأما الإنهيار3/2
- بلغ العراق مرحلة الحسم: فأما الإعمار وأما الإنهيار3/1
- الإنتخابات هي فرصة الشعب لإنزال العقاب
- أفكار خطيرة لدى الجلبي3/3
- أفكار خطيرة لدى الجلبي3/2
- علاوي وماسترياني!!
- أفكار خطيرة لدى الجلبي2/1
- العراق وفنزويلا وأمريكا
- يزوِّرون حقائقَ التأريخ لإفشال الديمقراطية2/2
- يزوِّرون حقائقَ التأريخ لإفشال الديمقراطية2/1
- ماذا وراء إنسحاب السيد مقتدى الصدر؟


المزيد.....




- -45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام ...
- مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س ...
- -الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
- إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في ...
- أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
- -الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية- ...
- مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
- ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
- دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
- توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - ناصر طه شاعر ومثقف ومن تعساء العراق!!