|
أميركا تعود للعراق من بوابة داعش
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 08:30
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بقلم/ مريم عبد المسيح لا يمكن فصل ما يجري حاليا علي الساحة العراقية، من تحركات مفاجئة وعمليات إرهابية واسعة النطاق قام بها تنظيم “داعش” الإرهابي، عن صفقة تبادل الأسري المثيرة للجدل من حيث التوقيت وهوية المفرج عنهم ومصلحة أطراف هذه الصفقة، والتي أعلن عنها البيت الأبيض الأميركي، بالإفراج عن خمس من أكبر وأخطر قادة حركة طالبان الإرهابية، في مقابل موافقة الأخيرة علي الإفراج عن الجندي الأميركي الذي كان محتجزا لديها، والمدعو “بو بيرجدال”.
وبالنظر إلي هوية المفرج عنهم من معتقل جوانتانامو، بقرار أميركي – طالباني مشترك، وبوساطة قطرية، نكتشف أن هؤلاء الخمسة يمثلون هيئة أركان عسكرية متكاملة، ربما يكون لها الضلع الأكبر في الانتصارات المفاجئة والسريعة التي حققها تنظيم داعش في العراق علي قوات مسلحة ومنظمة.
وهؤلاء القادة الأفغان ليسوا مجرد أعضاء عاديين في طالبان – أفغانستان، ولكنهم من كبار مسئوليها بكافة الأفرع المسلحة، وتورطوا بقتل الآلاف من الأبرياء، وهم بالترتيب؛
الملا خير الله خير خواه – وزير الداخلية في نظام طالبان، وأحد ابرز مؤسسي الحركة عام 1994
الملا محمد فاضل أخوند – وزير الدفاع في نظام طالبان وأحد أهم قادتها العسكريين.
الملا نور الله نوري – مسئول ولاية بلخ في نظام طالبان.
الملا عبد الحق وثيق – نائب مدير الاستخبارات في نظام طالبان، وهو أيضا أحد مؤسسي الحركة.
الملا محمد نبي – وهو الأقل شهرة بين الخمس المفرج عنهم.
وبالنظر إلي توقيت وملابسات صفقة الإفراج المتبادل بين حركة طالبان الإرهابية، وبين الحكومة الأميركية، والتي تمت دون علم النظام الرسمي الأفغاني، يمكن وبسهولة إدراك أن من الطبيعي أن امريكا تعرف أنهم لن يخرجوا لكي يزاولوا حياتهم الطبيعية كأناس عاديين بل سيعاودون، ممارسة أنشطتهم الإرهابية، فقط هذه المرة ليس في أفغانسان، ولكن في العراق، وهو ما يمكن التنبؤ به بسهولة، في ظل إصرار أميركا علي عدم الإفصاح عن وجهتهم الحقيقية عقب الإفراج عنهم.
تأتي هذه الخطوة الجديدة – المشبوهة – من جانب الولايات المتحدة الأميركية، لتصب في المسار ذاته، الذي يستهدف ضرب الإسلام بالـ”إسلاميين” الذين باعوا أنفسهم لأجهزة الاستخبارات الغربية، ( CIA – M16) وتحولوا إلي سلاح مميت موجه لصدور جميع العرب، لا فرق بين مسلمين وأقباط.
ليس سراً
المشهد العام للمنطقة، يشي بالكثير من التفاصيل التي لم تعد سرية بمكان، بل أصبحت واضحة للعيان من الوهلة الأولي.
ومن المؤكد أن الصعود المفاجئ لقوي الإرهاب ممثلة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، إلي حد احتلال مدن كبري كالموصل ونينوي والتهديد باحتلال بغداد، (!!) له علاقة بمن عجزوا عن إسقاط النظام السوري، ومن قبله فشلوا في تمرير مخططهم الإخواني في مصر.
فإن ميليشيات “داعش” الإرهابية لم تتمكن هكذا فجأة من دحر قوات الجيش (العراقي) الأكثر عتادا وعدة وتدريبا، إلا بطريق الخيانة.
إنها رائحة ذات الخيانة التي دفع ثمنها العراق حينما تم طعن جيشه من الظهر، تمهيدا وفتحا للطريق أمام الغزو الأميركي، الذي لم يترك العراق إلا بعد أن أعاده إلي العصور الوسطي، تنفيذا لوعد السيدة “جين كيركباتريك” المفوضة الأميركية في الأمم المتحدة وقتئذ.
ضربات صهيوأميركية
ويكتمل المشهد، بصدور تسريبات من أروقة صنع القرار الأميركي، بشأن مطالبات سرية جاءت علي لسان بعض القادة العراقيين، وعلي رأسهم رئيس الوزراء “نوري المالكي”، بتدخل عسكري أميركي عبر ضربات جوية لمواقع الإرهابيين، دون تدخل علي الأرض، بدعوي إنقاذ العراق من الإرهاب، بأيدي غزاته السابقين!
ويزداد المشهد دراماتيكية، بما نشر بموقع “ديبكا” الصهيوني، بشأن احتمالات إعلان “إسرائيل” عن توجيه ضربات جوية لمواقع الإرهابيين في سورية والعراق، بدعوي حماية أمنها الاستراتيجي.!
جيش صدام
بينما وبالمقابل، تشير تقارير عدة، إلي أن قوات المقاومة العراقية التي تشكلت بالأساس من بقايا جيش صدام حسين، والتي أذاقت جيش الاحتلال الصهيوأميركي قسوة ضرباتها المسلحة في الفلوجة وغيرها، هي التي تقود الآن عملية تحرير أرض العراق من ميليشيات داعش الإرهابية، في الوقت الذي هرب فيه جنود نظام المالكي تاركين أسلحتهم وزيهم العسكري في واقعة مشينة لن يناساها التاريخ العسكري.
كما يذكر وقائع عدة لقيام قوات المقاومة العراقية بإعدام الجنود الهاربين من شرف أداء واجبهم العسكري، في عدة مدن ومناطق، عقب تطهيرها من قبضة الإرهابيين.
مقاربة ومقارنة
يبقي أخيرا، الإشارة إلي مقارنة لابد منها، بل لا مقارنة أصلا بين جيش نظامي يتجرد من زيه الذي هو جزء من شرفه العسكري، وبين جيش، هو خير أجناد الأرض، يفضل جنوده الموت واقفين كأشجار السنديان، علي الحياه هربا من الدفاع عن الوطن.
المقارنة تتحول إلي مقاربة مع كل من يتجرد من وطنيته ويصر بعد كل ما شهدته المنطقة من تنام مخيف لنفوذ الإرهابيين، أن يسيئ إلي جيش مصر وشرطتها، أو يهتف مع خونة الأوطان “يسقط حكم العسكر”.
حفظ الله مصر - جيشاً وشرطةً وشعباً
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيدة التحرير
-
أحمد ماهر.. قائد ثورة الإخوان
-
عبدالفتاح السيسي.. مولد نجم
-
أبيدوس: كلمة السر في حرب ال-هارب- علي مصر
-
الماسون يحاولون تقسيم مصر جيولوجيا بأسلحة الكيمتريل وH A A R
...
-
ماسون الدولة العميقة والإرهاب.. أخطر أعداء السيسي
-
عودة الأفعي .. ANNE PATTERSON
-
إلي المتأسلمين قتلة المصريين: الدين والوطن منكم براء
-
-عبدالرحمن- ل-المغرب-: -إعدام الإخوان- الرد المناسب لاستحلال
...
-
اليسار فى انتظار جودو؟؟
-
وائل المر: أول شهيد للعدوان الماسوني علي مصر
-
حكومة الانقلاب علي ثورة يونيو!!
-
منظمات ماسونية تخطف أطفال مصر
-
الشيخ ريحان: شارع الماسون في مصر!
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( كلنا السيسي )
-
صَبَّاحِيْ مُرَشًَّحِ الإخْوَانْ
-
الذين يريدون أن يرجموا البابا: ويلٌ لكم من مصر!
-
كيف تصبح صحفياً محترفاً في عام واحد؟
-
حسن حمدي: سقطت رأس وبقيت رؤوس
-
يا مصريين: الإخوان من أمامكم والنيتو من ورائكم
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|