أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد هيهات - -ثورة- السيسي وانقلاب أوتشا














المزيد.....


-ثورة- السيسي وانقلاب أوتشا


أحمد هيهات

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ثورة" السيسي وانقلاب أوتشا

أوغل الجنرال السيسي برفق في مرقاة السلطة العسكرية إلى أعلى منزلة فيها ثم قاد ومن ورائه "خير أجناد الأرض" و"شعب الله المختار" ومن يدور في فلكه "ثورة شعبية عسكرية" في مصر ستلهج بها الألسن حينا من الدهر وذلك لحماية البلاد من التفتت والفساد والاستبداد و"الأخونة" و"السورنة" ومحاربة "الباطل" المنتفش المنتعش في الثالث من يوليو 2013 ، وقد تفرق الناس واختلفوا في وصف حركة الجيش بين الثورة والانقلاب . وبعد أقل من سنة قاد الجنرال برايوت تشان أوتشا تحركا عسكريا للجيش التايلاندي في الثاني والعشرين من ماي 2014 ،وقد تواطأ الجميع على نعته بالانقلاب العسكري و استغل "المغرضون" "الحاسدون" ممن تفصلهم عن الإنصاف أستار صفيقة وحجب كثيفة هذا الانقلاب لمقارنته بما حدث في أرض الكنانة ووصفه أيضا بالانقلاب .
وفي ما يلي مقارنة "بريئة" بين الحدثين للوقوف عند الفروق والاختلافات التي تثبت "تهافت" الاتجاه الذي يصف "ثورة" السيسي بالانقلاب ، وأول فرق يمكن الانتباه إليه بين البلدين هو طبيعة النظام السياسي ففي تايلاند ملكية يسود فيها ملك يوصف بأنه نصف إلاه تمنحه صفته وأتباعه وضع تشريعات بصيغة إلاهية ، أما في أرض الفراعنة فنجد نظاما جمهوريا قمة السلطة فيه لرئيس منتخب لا يخاف في الله لومة لائم ولا سطوة ظالم ولا سلطة حاكم ، وكل مؤسساته منتخبة تستمد شرعيتها من الشعب وتعمل على إنفاذ رغبته وإرادته.
وما يفسر هذا الكلام هو قيام قائد الانقلاب في تايلاند دون مهادنة أو مداهنة بالتصريح عبر التلفزيون الرسمي باستيلائه على كل السلطات ، أما في بلاد الأهرام فإن الجنرال السيسي قد أكد عبر التلفزيون عن عدم رغبته في نيل شرف حكم مصر الذي كان يحلم به منذ أمد بعيد بمباركة الزعيمين الخالدين قائدي انجازات 1967 وكامب ديفيد وإن كان أصبح مشيرا ثم رئيسا فالعبرة بالنوايا لأن الأعمال بالنيات وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، فهل يلام الرجل على ما لا يطيق؟
وبمراجعة إرهاصات ما قبل تحرك الجيشين نلاحظ أنه في تايلاند قد استمرت الأزمة السياسية الأخيرة حوالي ستة أشهر توسط الجيش فيها بين طرفي الأزمة السياسية ورعى جولتي حوار بين الطرفين، وقد كان الأمر مختلفا في أرض النيل فقد كان الجيش طرفا في الازمة السياسية حرصا على بقاء الدولة وفرض النظام، وقد اقترح مبادرة نقلها عن المعارضة للرئيس المنتخب محمد مرسي الذي رفضها بالموافقة عليها في آخر خطاب رسمي له مما فرض على الجنرال "المتدين" حمل نفسه على ما تكره في ساعة العسرة هاته فأمر "غير راض" الجيش بالتحرك و"الثورة" لانتشال الأمة من مستنقع الفتنة واتقاء نار الفوضى التي لا تصيب الذين ظلموا خاصة ، فهل بعد هذا يشكك منصف في "ثورة" الجيش المصري؟
ثم إنه بالنظر إلى لحظة تلاوة البيانين تتضح التفاوتات الآتية ;-;- في تايلاند تلا قائد الانقلاب بيانه جالسا بين أعضاء المجلس العسكري خالعا قبعته تغطي وجهه ملامح الطمأنينة ، أما في مصر فقد تلا السيسي بيانه مرتديا قبعته واقفا بين بين رفاق "الثورة" العسكريين والمدنيين تعلو وجهه سحنة الخوف والترقب على مصير الوطن فأعظم به من سلوك وأكرم به من رجل ، هذه صفات وأخلاق الجنرالين فهل يستويان مثلا ؟
قد يشتبه الأمر على البعض في مرحلتي إلقاء البيان وقبله ولكن الاجراءات اللاحقة لا تدع مجالا لارتياب المبطلين في اختلاف المشهدين ، فقد أعلن الجنرال أوتشا تعطيل الدستور جزئيا وحل مجلس الشيوخ واعتقل طرفي الأزمة وحوالي مائتي شخصية سياسية وجامعية وقد جاءت الإجراءات في مصر على خلاف ذلك فقد علق السيسي العمل بالدستور كليا وليس جزئيا لأن الثورة تنسخ ما قبلها كما أنه لم يحل مجلس الشيوخ وإنما حل مجلس الشورى واعتقل الرئيس المنتخب ومؤيديه فقط وبالمقابل تمت مكافأة أنصار "ثورة" العسكر وإكرام وفادتهم بجنيهات مرصودة ومناصب موعودة ، واعتقل حوالي عشرين ألفا من المعارضين ، فهل بقي من شك في البون الشاسع بين المشهدين ؟
ولعل ردود الفعل تجاه الحدثين من قبل أمريكا تزيل الغشاوة عن العيون والوقر من الآذان ، فقد هددت أمريكا باحتمال تعليق المساعدات المقدرة بعشرة ملايين دولار لتايلاند ، أما في الحالة المصرية فقد جمدت أمريكا جزءا من المعونة العسكرية بالفعل نكاية في "ثورة " السيسي ،وما نقموا منه إلا أن انحاز إلى إرادة أكثر من أربعين مليون مصري ممن لم تخب في نفوسهم بواعث الأمل خرجوا دفعة واحدة في الثلاثين من يونيو لأكثر من ست ساعات تحت قيظ الظهيرة ،ولأن أمريكا أخذت على حين غرة لأن مكالمات وزيري دفاع البلدين لم تكن بالطول الكافي .
أفبعد هذه الاختلافات البينة والفروق الواضحة بين المشهدين المصري والتايلاندي يصر المتربصون على اعتبار الثالث من يوليو انقلابا عسكريا ، ما لهم كيف يحكمون ؟
أحمد هيهات



#أحمد_هيهات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليمنا والسكتة القلبية
- محنة القوارير مع فتنة التحرير
- -مسار-إصلاح -مثالي- للتعليم
- التعليم المغربي ورحلة البحث عن لغة
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(2)
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(1)
- الانقلاب الحكومي وغزو جيوب المغاربة
- ثورة الانقلاب العسكري
- -حكومة قيصرية برداء بلشفي-


المزيد.....




- مُتراجعًا عن سياسة بايدن.. ترامب يعتزم توقيع أوامر تنفيذية ت ...
- تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.. جاريد كوشنر يعود للواجه ...
- زوجة أوباما تغيب عن حفل تنصيب ترامب.. لماذا؟
- رئيس الوزراء الفرنسي يحذر: على أوروبا الوقوف في وجه سياسات ت ...
- ماذا حدث في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار في غزة؟
- بالتهليل والتكبير.. فلسطينيون بالضفة يحتفلون بالإفراج عن 90 ...
- بعد وقف إطلاق النار: أسيرات إسرائيليات يلتقين بأسرهن وسط أجو ...
- محمد نبيل بنعبد الله يستقبل وفدًا عن الجبهة الوطنية لموظفي ا ...
- +++ تغطية مباشرة لتنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمري ...
- تركة بايدن.. ملفات شائكة تنتظر ترامب


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد هيهات - -ثورة- السيسي وانقلاب أوتشا