أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اكذبوا عليّ أكثر














المزيد.....

اكذبوا عليّ أكثر


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 00:21
المحور: كتابات ساخرة
    


أنتم بدون أن تكذبوا لا شيء, أنتم تأكلون الكذب وتشربون الكذب وتتنفسون الكذب.. الكذب الذي تكذبونه هو الذي يبقيكم على قيد الحياة ويبقيني معكم كل هذه المدة من الزمن, ولو توقفتم لحظة واحدة عن الكذب فلن يصدقكم العالم وستتحول حياتكم إلى جحيم أبدي, بدون كذب لا تقنعون أي أحدٍ فيكم, الكذب عندكم طريقة حياة أبدية, الكذب عندكم غذاء للروح وللجسد,الكذب هو سلاحكم الفتاك, هل نظرتم مرة واحدة إلى وجوهكم في المرآة وأنتم تكذبون؟ هل رأيتم صورتكم؟ هل رأيتم أشكالكم؟ هل جربتم أن تفحصوا دمائكم وأنتم تكذبون؟ هل اختبرتم أنفسكم وأنتم تكذبون؟ إذا كنتم تستمتعون بأنفسكم وأنتم تكذبون فالناس أيضا يضحكون جدا منكم وعليكم وأنتم تكذبون عليهم وعليّ فليكن بعلمكم أنني أستمتع بكذبكم أكثر منكم, أنا لا استطيع أن أتخيل منظركم وأنتم صادقون, لست معتادا على صورتكم وأنتم صادقون, وإنكم مقرفون جدا وأنتم تحاولون الصدق , والكذب هو الذي يجمل وجوهكم , فما أجملكم وأنتم تكذبون !, وما أجمل منظري وأنا أبتسم لكل كلمة كاذبة تقولونها, وخصوصا حين تكذبون على الله شخصيا, فحتى الله لم يسلم هو نفسه من كذبكم, نسبتم له تأليف الكِتاب والروايات والقصص الخيالية التي لا تصلح إلا أن تقولونها للأطفال فقط لا غير قبل أن يناموا ويتبولوا على أنفسهم اثناء النوم ..ونسبتم له كل آية شيطانية نسجتموها من وحي خيالكم, كذبتم على كل شيء وفي كل شيء, كذبتم على الأموات وكذبتم على الأحياء, كذبتم على البسطاء والودعاء والرحماء, كذبتم على الشارع وعلى السماء والأرض, كذبتم على القمر وعلى النجوم وعلى الكواكب, وحزتم على أعلى الجوائز العالمية في فن الكذب, ولم تبتزكم أي أُمة في فن الكذب, تغلبتم في الكذب على الغرب وعلى الشمال وعلى الجنوب وعلى كل القارات, كذبتم على الأطفال وعلى الكبار وعلى الصغار, كذبتم على الريح وعلى المطر وعلى الصحراء, وأوقعتم كل الناس ضحية كذبكم الذي لم تملوه ولم يملكم هو أيضا.

أنا أستمتع جدا بكذبكم,أستمتع جدا بأساليب الدهلزة واللف والدوران التي تفعلونها أمامي, سأصاب بنوبة قلبية إذا بقيتُ مصرا على الحقيقة التي أعرفها عنكم,والأفضل لي أن أبقى مستمرا في تصديق أكاذيبكم وألاعيبكم المخزية... الكذب الذي تكذبونه عليّ أفضل بكثير من الحقيقة التي أراها أمامي, اكذبوا عليّ وسأصدقكم, جربوا أن تكذبوا عليّ كذبة كبيرة, أكبر من كذبة نيسان أو أيار, والناس والشعوب تكذب في حياتها كذبة واحدة في أول نيسان, وأنتم تكذبون في نيسان وفي أيار وفي أيلول وحزيران وتموز, اكذبوا عليّ وسأصدق كل شيء, أريد أن أشعر بشيء آخر غير المشاعر الصادقة التي أشعر فيها لذلك أرجو منكم أن تضللوني وأن تبعدوني عن معرفة حقيقتكم, لا أحب أن أرى وجوهكم بدون أقنعة, البسوا أقنعتكم وتنكروا في كل لحظة.. أنا لا أريد أن اصدق ما يجري أمامي من أحداث, لا أريد أن اصدق عيوني وحواسي الخمسة التي أراكم فيها أو بواسطتها, أنا في هذه اللحظة محتاج لمن يكذب عليّ, محتاج لمن يصور لي هذه الحياة صورة أخرى غير الصورة التي أراها أمامي, محتاج لأناس يكذبون عليّ, محتاج إلى كذبة قوية وكبيرة لكي أصدقها , مشكلتي أنني أعرف الحقيقة عنكم وأعرفُ عنكم كل شيء ثم ماذا سأستفيد أنا من حقيقتكم غير وجع الرأس!, الحقيقة تدمرني, لذلك أريد منكم أن لا تدمروا حياتي بسماع صوت حقيقتكم, أريد منكم أن تخدعوني أكثر, اخدعوني أكثر ثم أكثر, استمروا في خداعكم لي, استمروا في خداعي ولا تتوقفوا, فأنا أدمنت على سماع الكذب منذ مئات السنين, ولو قلتم لي الحقيقة اليوم فسأعتبرها أكذوبة ولن أصدق إلا الكذب والرياء, خدروني, بنجوني, نيموني, أعطوني الحبوب المنومة, أريد أن أنام, أريد أن أرتاح, لا أريد أن أستيقظ يوما على سماع الحقيقة, استمروا , اكذبوا عليّ أكثر, مثلوا عليّ أكثر, تفننوا في فنون الكذب,لا أريد منكم أن تعترفوا أمامي بحقيقتكم, لا أحب وجهكم الحقيقي, العبوا كافة الأدوار, لا أريد أن أعرف منكم حقيقتكم أو حقيقة غيركم, أروني كل الوجوه ولا تدعوني أرى منكم الوجه الحقيقي, فالحقيقة مؤلمة, الحقيقة توجع القلب وتوجع الرأس وتعمل على تضييق مجرى الأنفاس, احلفوا على كل الكتب, أقسموا بتراب الوطن الذي أكلتموه لحما ورميتموه عظما.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخترنا لكم(أبناء الزنا) الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.
- الإنسان الطيب
- ماذا يقول الإنجيل عني؟
- إسرائيل ليست عاهرة الشرق الأوسط
- أبيات للباحثين عن السلام
- رفع الرقابة شرط من شروط التقدم
- أريد إنسانا يشتري مني مملكتي
- تبادل الأفكار وتوالدها
- سيدة سويدية تتحدث عن مسلمي السويد
- موشح من أيام زمان
- ملاحظات على زيارة البابا فرنسيس للأردن
- شي بحير العقل!
- الرجل المسلم مريض أخلاقيا
- لكل كلمة معنى
- عشاق يسوع
- صناعة السلام في الديانة المسيحية وصناعة الحرب في الديانة الإ ...
- أين أنت يا مريم!
- موعظة المسيح على الجبل
- أنا أتألم إذن أنا مسيحي
- يوم ميلادي يوم السلام


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اكذبوا عليّ أكثر