حرب أهلية طائفية هي إرث الغرب المرير في العراق

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

.كتب سيمون عساف في Socialist Worker المقال التالي الذي اترجمه ادناه.
--------------
تم خوض حرب قدرت تكاليفها بتريليون دولار، كما قيل لنا، كجزء من "الحرب على الإرهاب" العالمي. ولكن غزو العراق بعد 11 عاما اصبح كابوسا للغرب والمنطقة.

ليس هنالك دليلا ابلغ من أي وقت مضى لتأكيد الجنون العارم المتمثل في غزو العراق عام 2003، الذي ادى الى خلق "دولة إرهابية عظمى" تمتد من حلب في سوريا إلى ضواحي بغداد في العراق.

ويحكم دولة العراق وسوريا الاسلامية داعش, وهي منظمة حتى تنظيم القاعدة قد ندد أيضا بها لكونها "متطرفة".

لقد اصاب المنطقة صدمة عارمة عندما استولت داعش بكل جرأة على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق وكذلك ايضا على مدن سنية اخرى.

العراق الآن على شفا حرب أهلية طائفية مروعة حقا بين الشيعة والسنة. وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا ايضا الى حرب بين العرب والأكراد للسيطرة على كركوك، المدينة المختلطة عرقيا في قلب أكبر احتياطيات نفطية في البلاد. الأكراد يريدون كركوك لتكون عاصمة لدولتهم المستقلة في المستقبل، واستولوا على المدينة بعد أن اخلى الجيش العراقي قواعده هناك.

بل هو صراع يمكن أن يورط تركيا، والاكثر غرابة من ذلك كله هو ان القوات الإيرانية تنسق مع القوة الجوية الامريكية ضد عدو مشترك. وهناك بالفعل تقارير اظهرت تواجد الحرس الثوري الايراني حول المواقع الدينية الشيعية الرئيسية في بغداد بينما تتحدث الولايات المتحدة عن تهديد بتنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار.

كما يتآكل الجيش العراقي أمريكي الصنع، والمحافظون الجدد واتباع بلير, الذين هم المهندسون المعماريون الحقيقيون لهذه الكارثة، لديهم الوقاحة للحديث عن "الخيارات العسكرية", حتى انهم يزعمون ان القوات الغربية لم يكن ينبغي سحبها في عام 2011.

انزلاق العراق إلى حرب طائفية جديدة هو نتيجة للاحتلال و للتكتيكات التي استخدمتها القوات الغربية لهزيمة الانتفاضة الوطنية عام 2004. في ذلك الوقت، سعت الولايات المتحدة وحلفائها لتأجيج التوترات الطائفية لتقسيم واضعاف الحركة المتزايدة من اجل تحرير الوطن.

بسبب مواجهتها بتمرد ضم الشيعة والسنة, فضلت ادارة الاحتلال تسليم مؤسسات الدولة الى أحزاب طائفية شيعية.

الجزء الثاني من الاستراتيجية تضمن حركة ما يسمى "أبناء العراق". فقد وعدت عناصر التمرد القبلي بحصة في مستقبل الدولة في مقابل تهدئة المناطق ذات الأغلبية السنية. ويبدو أن الخطة، إلى جانب زيادة عدد القوات الامريكية، قد آتت أكلها.

ولكن "استراتيجية الزيادة" أثارت الاقتتال الطائفي الذي بلغ ذروته في أعمال العنف في عام 2007, والذي رافقه نشر القوات الاميركية في البلاد، التي بلغ عددها 166،300 جندي في أكتوبر 2007.

كل هذا يكذب مزاعم الولايات المتحدة بجهودها في كبح زمام الطائفية.

الدولة العراقية التي اعقبت الاحتلال هي دولة فاسدة ومثيرة للانقسام. عمق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الانشقاق عن طريق مزيد من اثارة غضب السنة في البلاد وتهديد المناطق الكردية.

بدأ السنة المحرومون الاحتجاجات السلمية في ديسمبر عام 2012 في ما يعرف باسم "الربيع العراقي". هاجمت قوات الأمن الاشخاص في المخيمات, ثم أغرق المالكي المناطق السنية بقوات الامن التابعة له, وألقي القبض على الآلاف من الناس وعذب وقتل بعضهم.

ادى السخط العميق ضد المالكي الى تعجيل تفكك قوات الأمن في مواجهة داعش. الآن حكومته على وشك الانهيار.

في تطور قاتم ومقلق، دعا رجل الدين البارز في العراق آية الله السيستاني الشيعة الى حمل السلاح ضد السنة.

المصدر
http://socialistworker.co.uk/art/38360/The+spiral+into+sectarian+civil+war+is+the+Wests+bitter+legacy+in+Iraq

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات