|
داعش هل نزلت من السماء ؟
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 13:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تثار اسئلة كثيرة في المنطقة حول من يكون وراء داعش ومثيلاتها ،من يمولها ويمدها بالدعم ، فأذا كانت امريكا ، وحسب تصريحات قادتها ، غير راضية عن داعش واوربا كذلك والعرب، كعادتهم في الملمات ،دعوا الى عقد اجتماع لتدارس ما تعرض له العراق من داعش ،وايران على لسان رئيسها ادانة الأرهاب وذكرت انها ستواجه الأرهاب أينما حل ،وروسيا تذكر امريكا وبريطانيا بنتائج مغامراتهم الغير مسيطر عليها في العراق ، وتركيا تشعر ان الدولاب قد دار عليها وهي تهدد و تتوعد فيما اذا مس كادرها المختطف في الموصل بسوء . اذن السؤال المنطقي من اين جاءت داعش ومن يسلحها ويغذيها بالمقاتلين وينفخ بداخلها العقائد التكفيرية التي تؤمن بها ؟ هل تكون نزلت من السماء ؟
داعش وحش استولد ثم خرج عن السيطرة :
لقد كان اغلب المبتكرات الحديثة التي نراها اليوم بين ايدينا مجرد افكار في مخيلة علماء او مبدعون او عباقرة تهيأ لها متخصصون اخرون استطاعوا ان يضعوها موضع الولادة الحقيقية فأصبحت جزء من الحياة ، وقد شدنا بعض من هذه الأفكار ان الأنسان يحاول صناعة او استولاد مخلوقات سرعان ما يفقد زمام السيطرة عليها بعكس ما كان يتوقع وبالتالي يواجه ليس فقط الصانع بل العالم كله شرور مثل هذا الخلق او الصناعة ويصبح من الصعب العودة بالأمور الى الواقع الأول ،وأغلبنا قد شاهد أفلام تصنف على انها في عداد الأفلام الخيالية . يذكرني كل ذلك بتنظيمات الأرهاب المنتشرة اليوم بين دول العرب كالعراق وسوريا ولبنان وغيرها وبعضها قد تسلل الى دول اجنبية توصف بأنها صديقة ومساندة لتلك الدول التي استولدت هذه المخلوقات وجمعتها وسلحتها ثم اطلقتها ،وهي تشعر بالأسترخاء متلذذة بما تقوم به هذه المخلوقات المستولدة التي صنعت لها قلوب متوحشة اين منها قلوب وحوش الغاب ، ان هذه المستولدات الجديدة التي تغزو كوكبنا اليوم فتقتل وتؤكل الأحشاء وتنهب الممتلكات وتغتصب النساء وتتوسع وتتكاثر بصورة سريعة أشبه بتكاثر الحشرات وتنتشر في المحيط ، هي خطر ليس فقط على الدول التي نشرت فيها لأغراض مدروسة بل انها ستكون خطر على العالم بأسره وبضمنه الدول التي استولدتها ودعمت ولادتها وساندت تكاثرها ،وليس أصدق على ما نقول اكثر ما نشاهد ردود الأفعال من الدول التي كانت تساندها بالمساعدات والأعلام ، والتي أعلنت أكتوائها بنيرانها ووصول شرورها فقد شرعت الحكومة التركية في بناء جداريين امنيين فاصلين للحدود التركية السورية ،أولهما في منطقة نصيبين بالقرب من القامشلي ،والثاني في محافظة هاتاي القريبة من باب الهوى السوري ،واعتبر مراقبون الخطوة التركية بداية النهاية لسياسة الباب المفتوح التركية مع السوريين، وقبلها اشتكى الرئيس التركي عبد الله غل اثناء اشتراكه في اعمال الدورة ال 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة من تؤثر بلاده بالمجموعات الأرهابية التي تقاتل في سوريا ،وبان فقدان الأندفاع التركي الزائد عن الحد بأتجاه دعم الجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة السورية . وفي الجانب الأمريكي و الأوربي بدأت السياسة تجاه سوريا تتغيير جذريا ً وخاصة بعد بروز جماعات ورايات جديدة كراية داعش، الذي أخذ يقاتل الجماعات القديمة التي كان يدعمها الغرب ، ويكتسحها ، ومن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين نستشف خوفهم من هذه المجاميع الغير مسيطر عليها ،وانهم قد يساندون الحكومة السورية للقضاء على المجاميع التي بدأت تظهر على الساحة السورية بأفكار غريبة كتلك التي قامت بأنزال الصلبان من على الكنائس وعلقت راياتها بدلا ً عنها ، او تلك التي اخذت تحطم التراث الثقافي لسوريا بحجج القضاء على الأصنام ، كما فعلت طالبان في افغانستان ،ولا عجب فهي صنيعتها . ابرزت حادثة المجمع التجاري الكيني في نيروبي والتي استمرت اربعة ايام وقتل فيها اكثر من 130 رهينة بحسب حركة الشباب الصومالية ،و التي هزت الأوساط الغربية ان لا أحد يسلم من الأرهاب ، وان على امريكا والغرب الكف عن غض البصر عن هذه الجماعات ،اذا كانوا فعلا ًانهم ليسوا باللاعبين الرئيسين في استولادهاوصناعتها اول مرة .
حقوق الأنسان واكلة لحوم البشر :
في وقت يدعي الغربيون دعم حقوق الأنسان ،وحركات التنوير ،نجدهم يدعمون ويساندون الآف المرتزقة المتوحشة التي تأكل لحوم البشر وتنبش قبور أولياء المسلمين وتعتدي على كنائس المسيح ، في مشاهد فضيعة شاهدها كل العالم ، كما أكدت فصائل مهمة منهم انتمائها الى تنظيمات القاعدة وبصورة واضحة لا لبس فيها ، والغربيون اليوم يفضحون مبادئهم أمام العالم وأمام شعوبهم بمناصرتهم فئات ظلامية تنتهج أفكار متخلفة ليس لها وجود في المجتمع الغربي مادام هذا الطريق يخدم أهداف الغرب وحلفائهم الصهاينة ومصالحهم في المنطقة ، دون النظر الى ما يتعرض له الشعب السوري المبتلى واليوم شعب العراق وشعوب المنطقة الأخرى من قتل وتهجير وتخريب لبلدانهم ودون الأخذ بنظر الأعتبار خطرهم على السلم العالمي . ان على المجتمع الدولي التظافر اليوم للقضاء على الأرهاب بكل اشكاله والحد من حرية الدول الداعمة له تحت العديد من المسميات الغير مقبولة ،وتجفيف منابعة ،وهذا يتم اذا طبقت اجراءات صارمة في عموم دول العالم ،بعد أن أصبح الخطر يشمل الجميع .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليس داعش بل تقصيرنا
-
خط بارليف والأستيطان الصهيوني
-
حكاية كرسي الحكم
-
نهتم بالماضي ام بالمستقبل
-
عثمان علي ووحدة النسيج العراقي
-
عمال صغار في بلادي
-
تجربتي في الأنتخابات البرلمانية
-
العراقيون والفشل في التغيير
-
شعب يعشق خناقه
-
على مشارف الأنتخابات العراقية
-
قبل إعطاء صوتك
-
ما الذي يهدد التغيير
-
هل يحصل التغيير الكبير
-
تناقض الثروة والفقر في العراق
-
خروج الدعاية الأنتخابية عن المنطق
-
طباعة الدعاية في الصين هل تنفع
-
من يمثل الأسلام العظيم
-
القرارات الثورية وتفجير الطاقات
-
بوتين الثعلب
-
العراقيون غرباء في بلادهم أيضا ً
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|