|
حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الثانية
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 20:39
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ " المثقف العضوي الفاعل" من " بؤرة ضوء" - الحلقة الثانية
أ. من شؤون الوطن
2. كيف ترى حين تغيّرت سياسة أمريكا منذ أحداث 11 سبتمبر، واتجهت على إنتاج " إسلام سياسيّ "تضرب به تطرّف القاعدة ربيبتها، وأي نشاط للحركات التقدميّة والوطنية . . تحت يافطة "محاربة الإرهاب " ، وإعطاء الضوء الأخضر لبقاء المالكي في السلطة بحجة مسؤوليته عن محاربة الإرهاب؟ الجواب : * لابد للإجابة عن هذا السؤال أن نعود للوراء . الرؤساء الأمريكان ، كلهم بلا إستثناء - منذ مبدأ آيزنهاور و إلى أوباما - أغبياء في التخطيط السياسي الستراتيجي ، لأن خططهم تستند على مبدأ واحد أوحد : العمل على إضعاف الأعداء المفترضين ( أي كل الدول التي لا تسمح حكوماتها لنفسها بالدوران في فلك أمريكا ) بأي ثمن كان ، مع تقوية الأنظمة التابعة ، كي تبقى أمريكا هي الأقوى في العالم . هذه السياسة الرعناء هي التي أنتجت كل الأنظمة العسكرية و الملكية الشمولية في بلدان إفريقيا و آسيا و أمريكا الجنوبية منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية و لحد الآن . و هي التي تسببت في عشرات الحروب المحلية ، آخرها ما يحصل و سيحصل في اليمن و ليبيا و سوريا و العراق و نايجيريا و السودان و أوكرايينيا . و عندما كانت الإشتراكية و القومية هما الموجتان السياسيتان الأقوى تأثيراً في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد تكفلت المخابرات الامريكية بشراء ذمم زعماء الأحزاب الإشتراكية في أوربا الغربية كلها ، و إقصاء الثوريين منهم . كما قامت بتأسيس الأحزاب الإشتراكية أو القومية الكرتونية في بلدان العالم الثالث (و منها حزب رستاخيز لشاه إيران ، و حزب البعث في العالم العربي ) لتسليطها على الأحزاب الثورية . و إلى جانب هذا ، فقد قامت بلغم الأحزاب الشيوعية ، حيثما أمكن ذلك ، خصوصاً في أمريكا الجنوبية (كولومبيا هي أقوى مثال) . و أخيراً ، فلم تتورع عن غزو البلدان الضعيفة القريبة أو ترتيب الإنقلابات العسكرية أو الإنقلابات المضادة في البلدان التي يقودها إشتراكيون أو ثوريون وطنيون ، مثل حكومات أربنيتز (في غواتيمالا ) و حكومة مصدق (في إيران) و حكومة باتريس لومومبا (في الكونغو) و خوان بوش (في الدومنيكان) و عبد الكريم قاسم (في العراق) و هشام العطا (في السودان) و سوكارنو (في إندونيسيا) و الليندي (في تشيلي) إلخ . في الثمانينات من القرن الماضي، تنبهت المخابرات الأمريكية للدور المتنامي للأحزاب الدينجية اليمينية في الدول الإسلامية ، فوضعت كل ثقلها معها لتقويتها لكي تصبح تابعاً أميناً لها يسهر على المصالح الأمريكية في بلدانها ، لكون هذه الدول تقبع على أكبر مصدر لطاقة العالم : النفط و الغاز . كما رحبت أمريكا بهذا المد الرجعي لأن من شأنه تحجيم الحركات الثورية الإشتراكية . و هكذا فقد تم النفخ في الأحزاب الدينجية ، و تولت السعودية و قطر و غيرها مهمة تمويلها بلا حساب ، فصعد نجم التطرف الرجعي المتمثل بالوهابية و السلفية وإلإخوان ، إلخ ، في العالم الإسلامي ، خصوصاً في البلدان ذات الحكم الإستبدادي القائم برعاية أمريكا نفسها ، و منها حكومة طالبان . كما قامت إيران - بالمقابل - بالنفخ الطائفي الشيعي المضاد . و حالما تستلم أي من هذه الحركات الرجعية المتخلفة الحكم في أي بلد غالبيته إسلامية ، حتى تنقلب على الديمقراطية و الحرية و الثقافة و التعليم و المرأة و حقوق الإنسان ، فتتسعر الخلافات الطوافدينية و الأثنية . كل هذا لم و لن يقلق السياسات الأمريكية ، التي تتعايش معه ما دام ينصب على تثبيت الأنظمة التابعة لها ، لكون أمريكا غير مهتمة بمن يحكم هذا البلد أو ذاك ، و لا كيف يحكمه ، ما دام هو دمية لها . المشكلة تحصل عندما تتفرخ أحزاب رجعية جديدة من أحزابها الأم (مثل تفريخ طالبان للقاعدة) ، فتعمل على زعزعة حكم حلفاء أمريكا أنفسهم ، فينقلب السحر على الساحر الأمريكي . عندها تعمد أمريكا على إزاحة عملائها السابقين المارقين أو المحروقين ، إما مباشرة بواسطة قوات الحلف الأطلسي (أفغانستان ، العراق ، ليبيا) ، أو بالنيابة (تونس ، اليمن ، مصر ، سوريا) ، لتنصيب عملاء جدد " متقنَعين و مُقنعين و مقبولين " بدلاً منهم . من هؤلاء ، تحوز القيادات الجديدة التي صنعتها المخابرات الأمريكية للأحزاب الدينجية قصب السبق - بعد إحتراق أشرطة أغلب الأحزاب القومجية في المنطقة - و منهم البشير و مرسي و الحكام الجدد في العراق و تونس و ليبيا و الجربا . و عليه ، فإذا كانت هذه السياسة قد نجحت في لجم العدد ألأكبر من المقارعين للإمبريالية الأمريكية في العالم الثالث عبر فرض الأنظمة الإستبدادية على بلدانها ، إلا أنها ستكون السبب الأول في إنفجار الموجة القادمة من ربيع التحرر في دول العالم الثالث ، المصدر الآتي للثورات الإشتراكية . نحن نعيش اليوم مرحلة أفول الإمبراطورية الأمريكية ، و حسناً تفعل هذه في أفولها ، فقد بقيت في القمة أكثر مما يجب .
انتظرونا والأديب ، المفكر الماركسي حسين علوان عند ناصية السؤال " الكفاح ضد المركزية الاستبدادية " والنظام " الخانق " في 3. أيلوح في الأفق بتوافر تجمعات ،أو طبقة قادرة على العمل بشكل منهجي ، منظم ثابت وحازم دون أن تبقى تحت رحمة الأحداث؟ " الحلقة الثالثة
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف
...
-
عباءة الحُلم
-
- سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة
...
-
- سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة
...
-
دهشة الشروع إليك
-
ذاكرة الغواية
-
- سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة
...
-
قراءة في رواية الدومينو - للروائي سعد سعيد
-
- سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة
...
-
- سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة
...
-
- سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة
...
-
- سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة
...
-
ترياق يستعبد ناصية الجسد
-
حوار مع المفكر اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في- العقلنة
...
-
- سحر جنون الشعر وتهويم الحكي- حوار مع المفكر التونسي ، اليس
...
-
- العقليّة الديمقراطيّة مفقودة في نقد النقد- حوار مع المفكر
...
-
أعلن إشهار صمتي
-
- الانفلات اللسانيّ و التلاعب اللغويّ - حوار مع المفكر التون
...
-
- المثقّف العضويّ وسلطة النص - حوار مع المفكر التونسي ، اليس
...
-
- طقوس مشرط النقد الديمقراطي - حوار مع المفكر التونسي ، اليس
...
المزيد.....
-
لحظات مرعبة عاشوها.. شاهد اشتعال النيران في طائرة ركاب أثناء
...
-
إسرائيل ترد على تصريح وزير خارجية لبنان بقبول نصرالله بوقف إ
...
-
يتامى غزة.. سرق القصف أحبتهم وأحلامهم فذاقوا وجع الفراق وكبر
...
-
ضاحية بيروت الجنوبية تشهد الليلة الأعنف: أكثر من 30 غارة وان
...
-
-دول عربية شاركت إسرائيل الدفاع الجوي خلال عام من حرب غزة--
...
-
نتنياهو يزور الحدود مع لبنان
-
صحيفة: -خطوات ملموسة- للانضمام إلى الناتو ستعرض على أوكرانيا
...
-
منظمة -بريكس- تشارك روسيا في مبادرة إنشاء جامعة تقنيات المست
...
-
الخبراء الروس يفككون أحدث نسخة من دبابة -ليوبارد 2 آ 6- الأل
...
-
أطعمة تخفض مستوى فيتامين ?1 في الجسم
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|