أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!














المزيد.....

شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1268 - 2005 / 7 / 27 - 07:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شر البلية ما يضحك .. ولأن العملية الإرهابية الإجرامية التي استهدفت منتجع شرم الشيخ يوم السبت الماضي ينطبق عليها وصف "شر البلية" فإنها انطوت على بعض ما يبعث على الضحك، لكنه ضحك يدخل من باب الكوميديا السوداء.
من هذه الكوميديا السوداء "نكتة" بالغة السخافة أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون حيث عرض على الحكومة المصرية أن تقوم أجهزة المخابرات الإسرائيلية بمساعدة الأجهزة المصرية في مقاومة ما أسماه بـ " التطرف الإسلامي" و "الإرهاب الإسلامي"!.
و"النكتة" الثانية التي لا تقل سخافة أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية ، كوندوليزا رايس، حيث قدمت عرضاً مماثلاً، وإن كانت قد ركزت حديثها على الدعوة لعقد مؤتمر دولي لمناهضة الإرهاب تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية ومصر إلى جانب دول أخرى.
لماذا ندرج العرض الإسرائيلي والعرض الأمريكي في خانة الكوميديا السوداء؟
الأسباب كثيرة .. أولها وأهمها أن إسرائيل وأمريكا بالذات هما المسئولتان الرئيسيتان عن استشراء الإرهاب الذي ظهر في البلدان العربية والإسلامية.
بل إن الإرهاب "العربي" و "الإسلامي" – والذي هو في التحليل النهائي إرهاب "قطاع خاص" – يمكن اعتباره رد فعل على "إرهاب الدولة" الذي مارسته، ومازالت تمارسه ، إسرائيل وأمريكا.
فنحن لا ننسى أن "أمير الإرهاب" أسامة بن لادن – الذي تقول فيه إدارة بوش اليوم أكثر مما قال مالك في الخمر – كان الحصان الأسود الذي فرشت له المخابرات المركزية الأمريكية الطريق بالورود وزودته بالسلاح والعتاد وضغطت على النظم العربية والإسلامية لإمداده بـ "المجاهدين" من أجل محاربة الإمبراطورية السوفيتية في أفغانستان. ولا يعنى هذا أن "بن لادن" هو بالضرورة عميل للمخابرات الأمريكية، وإنما يعنى أن الإدارة الأمريكية استخدمته في حربها ضد السوفيت، وإنها – في سبيل هذه الغاية – غضت النظر عن الدعاية الفكرية التي أصبحت فيما بعد الأساس الفكري للإرهاب. بل إنها لم تغض البصر فقط بل استخدمت إمكانياتها وضغطت على حلفائها للترويج – في فترة من الفترات – لهذه الدعاية الفكرية الإرهابية طالما كانت تخدم مصالحها. ولم تعد لمناهضتها إلا بعد أن ارتد السحر على الساحر وأصبح بن لادن في الضفة الأخرى من النهر.
ولا ننسى بعد ذلك أن السياسات الإمبراطورية الأمريكية، الداعمة للسياسات الإسرائيلية الاستعمارية، كانت هي التي تكلفت بعد ذلك بتوفير المناخ المناسب لنمو الإرهاب. يستوي في ذلك "إرهاب الدولة" الذي مارسته أمريكا بوش فى أفغانستان ثم في العراق، و"إرهاب الدولة" الذي مارسته إسرائيل شارون، ولازالت تمارسه، ضد الشعب الفلسطيني. ولعل أكبر دليل على ذلك هو أن العراق الذي كان أبعد مكان على ظهر الأرض عن الإرهاب أصبح مرتعاً للإرهابيين بعد الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين.
وإذن فإن مناهضة الإرهاب لا تعنى فقط الوقوف ضد إرهاب بن لادن والظواهرى والزرقاوى وأقرانهم وإنما تعنى أيضاً ، وبالضرورة، الوقوف في نفس الوقت ضد إرهاب الدولة الذي تمارسه الإدارة الأمريكية وحكومة شارون.
وبدون ذلك تصبح مناهضة الإرهاب مجرد شعار أجوف تستخدمه واشنطن وتل أبيب من أجل أهدافهما الإمبراطورية والاستعمارية.
الأمر الثاني هو أن تعريفنا للإرهاب لا يتطابق مع التعريف الأمريكي ، والإسرائيلي، له. بل لعلهما يتناقضان تناقضاً جذرياً في كثير من الحالات ، خاصة فيما يتعلق بحركات المقاومة الوطنية التي تناضل من أجل حقوق شعوبها المشروعة والمغتصبة، وفى مقدمتها حق تقرير المصير، والتي تعتبرها إدارة بوش وحكومة شارون حركات إرهابية. والمثال الواضح لذلك هو حزب الله اللبنانى، وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
فكيف نقف تحت نفس المظلة نحن وإدارة بوش وحكومة شارون ؟!
هذا السؤال الاستنكاري لا يعنى رفض المعالجة "الأممية" لظاهرة الإرهاب، بل إنه يلح على ضرورتها بالعكس.
لكن هذه الضرورة تقتضي أن تكون الإطراف الدولية المشاركة في هذا الجهد المشترك المطلوب بإلحاح، متفقة على محاربة الإرهاب بـ"كل" أشكاله، يستوي في ذلك إرهاب بن لادن وإرهاب بوش وشارون.
الأمر الثالث هو أن تطورات الأحداث تبين أن المطلوب ليس هو تنسيق الجهود مع إدارة بوش، وحكومة شارون، في مكافحة الإرهاب، بل المطلوب بالعكس تماماً هو جعل المساحة أوسع وأوضح بين السياسة المصرية وبين السياسة الأمريكية، والإسرائيلية، فيما يتعلق بالمسألة العراقية والقضية الفلسطينية، ليس نزولاً على رغبة الإرهابيين أو تراجعاً أمام ابتزازهم، وإنما تحقيقاً للمصالح المصرية في المقام الأول. فالأمن القومي المصري لا يتحقق بالتورط في المخططات الأمريكية والإسرائيلية، الإمبراطورية والاستعمارية، وإنما يتحقق باستقلال وتحرر إرادة الشعوب العربية في العراق وفلسطين.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد
- مستقبل الصحافة.. أولي بالرعاية
- مصر والسودان
- نعم.. »ك« وريا.. وليست »س« وريا
- مبادرة هيكل
- الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة
- العالم يضبط البيت الأبيض متلبساً بالنصب علي القارة السوداء
- ! الأجانب يمتنعون


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!