كلمة المنبر في المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية في المغرب

المنبر الديمقراطي التقدمي

الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 07:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

كلمة المنبر الديمقراطي التقدمي – البحرين

في المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية في المغرب


الرفيق العزيز الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله

الرفاق أعضاء وضيوف المؤتمر

اسمحوا لي أن أنقل إليكم تحيات الأمين العام وجميع أعضاء المنبر الديمقراطي التقدمي في البحرين بأحر التهاني بانعقاد المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية في المملكة المغربية تحت شعار "مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية" ليرسخ دور حزبكم العريق في الدفاع عن مصالح الشغيلة والشعب وإحداث التحويلات المستمرة على طريق الديمقراطية والتقدم الاجتماعي، صوب الاشتراكية – الهدف الثابت في مسعى حزبكم الشقيق، كما في حلم الشعب المغربي وشعوب العالم. إن نشاط حزبكم على مستوى النضالات الجماهيرية وفي تسيير شؤون الدولة لمصلحة الجماهير ليبرهن باستمرار على هذا الدور المتعاظم للحزب.

إن تتالي ضربات موجات الأزمة العامة للرأسمالية منذ عام 2008 في مختلف أنحاء العالم وآثارها التدميرية على الاقتصاد والمجتمعات والبيئة والسياسة والأخلاق ما هيأ المناخات لصعود اليمين المتطرف والفاشية، بل وتمكينها من الإمساك بمقدرات الشعوب كما يجري في أوكرانيا، التي نعلن من مؤتمركم تضامننا الكفاحي مع حزبها الشيوعي الشقيق الذي يتعرض لنوايا التصفية. هذه اللوحة القائمة تؤكد أن الرأسمالية العالمية تستنفذ إمكانياتها في حل مشاكل هذا العالم، بل تؤدي إلى تعميقها دافعة بعالمنا إلى أتون الحروب الإقليمية وتبديد آفاق الحلول العادلة لقضايا الشعوب كالشعب العربي الفلسطيني، ودفع العالم برمته نحو خطر الحرب الشاملة.

أيها الرفاق الأعزاء ..

منذ إعلان الإصلاحات السياسية في البحرين مع بداية الألفية الجديدة طرح المنبر الديمقراطي التقدمي وبقية قوى المعارضة والمجتمع المدني أَنْ لا سبيل إلى تجاوز الماضي إلا ببرنامج فعال للإنصاف والعدالة الانتقالية، الذي يدين كل أعمال مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان والشعب وإعادة الاعتبار لضحايا هذه الانتهاكات. ذلك لا من أجل الانتقام من أحد، بل لإنصاف التاريخ بتجريم تلك الانتهاكات للحيلولة دون عودتها وتهيئة الطريق أمام مصالحة وطنية حقيقية للمضي على طريق الإصلاحات بثقة. وقد استلهمنا ذلك من تجارب عالمية كتجربتي جنوب أفريقيا وإيرلندة. وعربيا فقد كانت تجربة المغرب الشقيقة حاضرة بقوة. غير أن كل ذلك لم يؤخذ به للأسف الشديد. وبينما تراجعت العملية الإصلاحية في بلادنا منذ منتصف العقد الأول فقد انعكس مسار الأمور نحو تدهور متزايد أدى إلى انفجار أحداث فبراير 2011 على خلفية الاختناق السياسي وتفاعلات الأزمة الاقتصادية الاجتماعية الداخلية مع الأزمة العالمية ومع أحداث ما سمي بالربيع العربي.

من جديد ضربت المملكة المغربية مثلا ساطعا في التعامل مع أحداث عام 2011 في بلادها، عندما جُددت المصالحة الوطنية بحوار وطني ذي مغزى، تتوج بإعلان الدستور الجديد الذي نص على الارتقاء بالمغرب إلى مستوى مملكة دستورية برلمانية ديمقراطية واجتماعية. وفي الوقت الذي تتطور الأمور في البحرين نحو مزيد من التأزم وانسداد الآفاق أمام الحوار الوطني المتعثر منذ عام 2011، فإن مثال المملكة المغربية يبقى في غاية الأهمية للتعلم منه والأخذ بمنحاه للمساعدة على خروج بلادنا من الأزمة الخانقة والتي تتميز في الفترة الأخيرة بتزايد ممارسة العنف من جانبي غلاة التطرف في السلطة وفي المجتمع على السواء. ويذهب ضحاياه يوميا كثيرون، أغلبهم من الشباب القصر في المواجهات أو كبار السن والأطفال المتأثرين بسموم الغازات. ويقبع الآن في السجون ما يقارب 3000 مواطن، وهو أكبر عدد عرفته البحرين في أي من الفترات السابقة. وقد خضع الكثير منهم لممارسة مختلف أشكال التعذيب. إن من مصلحة استقرار الأمن والسلم في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الخليج والعالم عموما، لما لهذه المنطقة من أهمية حيوية أن يُسْتأنف في البحرين حوار وطني حقيقي ذو مغزى يفضي إلى إصلاحات سياسية دستورية. وقد جئنا لندرس تجربتكم ونتعلم منها لكي تساعدنا في إنهاض بلادنا من كبوتها واستئناف السير على ما وعد به ملك البحرين والميثاق الوطني يوما – طريق الممالك الدستورية العريقة !

إننا إذ نعبر عن إعجابنا بنضالاتكم وإنجازاتكم، نشكر لكم تضامنكم الفعال مع حزبنا وقضية شعبنا

نشد على أيديكم بحرارة متمنين لأعمال مؤتمركم النجاح

عاشت الاشتراكية !

#المنبر_الديمقراطي_التقدمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات