|
ثقافة التنزيل
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 15:11
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ثقافة التنزيل تحتل اسماء المكان حسب نوعيتها و اغراضها مكانا هاما في الثقافات لاهمية المكان في حياة الانسان و هنا يلعب المناخ دورا مركزيا طبعا اضافة الى العوامل الثقافية و طريقة التنقل على ظهر الحيوانات (الجمل / الحصان / الحمار). لدى العربية موديلات خاصة بحل هذه المشكلة بصياغة اسماء من الافعال اضافة الى الاستعارات (البيت من الارامية) التي برزت بعد الاحتكاك بالثقافات المتطورة و هذا يعني ان الافعال هي اساس اسماء المكان وفق فعاليات الافعال الثلاثية لانها تسبقها و المكان ليس الا محل استراحة قصيرة وسط حياة تمتاز بحركة مستمرة لا تهدأ الا قليلا.
اهم الافعال العربية بامتياز في هذا البحث هو الفعل (نزل) الذي يعكس في طياته ثقافة قبائلية بدوية متحركة في حاجة ماسة الى (النزول) من ظهر الجمل و (المنزل) و الاهل (خيمة في السابق) و هذا ايضا يشرح و لو جزئيا ثقافة التنزيل الديني الاسلامي (جنات الفردوس نزلا / تنزيل من الرحمن الرحيم / تنزيل العزيز الحكيم) المتفشية في القرآن. لا يزال يتكلم الجندي العراقي عن (النزلة) اذا ما حالفه الحظ ان يترك المعسكر و يذهب الى بيته.
رغم اهمية (نزل) في الثقافة العربية البدوية المتنقلة فانني لم اجد لحد الان دراسات جامعية خاصة بهذا الفعل المهم. يرجى الملاحظة ايضا بانه و رغم هذا التركيز العربي الاسلامي على ثقافة التنزيل فان المنزل العربي بعكس (المسكن) لم يدخل ثقافة الشعوب المسلمة من غير العرب لربما لان المنزل بكسرة الزاي ليس الا مكانا وقتيا بالمقارنة مع المسكن الذي يعكس في طياته ثقافة الاستقرار و السكون و الهدوء.
اهم طريقة لصياغة اسماء المكان هي بواسطة السابقة (مـ): اولا لصياغة موديل او وزن مفعِل للاشارة الى الزمان و المكان مثل منزل و مجلس و مسجد و مغرب و مشرق و موعد و صياغات اضافية اخرى مثل ميعاد و ميلاد. لاحظ ايضا كيف ان (المنزل) بعكس (المسكن) يتحول بسهولة الى (منزلة) اي يتجرد المعنى المادي بمجرد اضافة تاء المربوطة اليه. ثانيا لصياغة موديل مفعَل مثل مسكن و مشرب و مقبرة احيانا لا يهم سواء كان الموديل مفعِل او مفعَل مثل موطئ / موطأ. www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مديرالعالم العام
-
اخيرا في سلة المهملات
-
نحن و افريقيا السوداء
-
ينتهي المستقبل في العربية
-
ليطيح حظي و يسود
-
هل كان محمد يفطر؟
-
بهلوان المفردات - محمد
-
الغرفة العربية في الفندق اليوناني
-
رائحة بول البعير
-
ما هي الحياة؟
-
ربنا لا تعفو عنا
-
يصبغها ليقف حافيا
-
هل هناك حق على الكسل؟
-
لغة البيع و الشراء بالجملة
-
من الاهل الى برج العرب
-
تسلسل العاطفة - اللغة - الفكر
-
الشخصية و اللاشخصية
-
اللغة المركزة و معجون الطماطة
-
بزر نستلة
-
بطريق في الصحراء
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|