نحو مراجعات جذرية لنكبة فلسطين عام 1948 !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 09:28
المحور: القضية الفلسطينية
    

عندما تصاب الشعوب بنكبات حقيقية و هزات سياسيه عميقه تنبرى الامم تتساءل فيه عن الاسباب التى ادت الى الكارثه.
الهزائم العاديه مثل الهزائم العسكريه عادة ما تؤدى الى مراجعات ضمن الاطار العسكرى ,اى تحسين وضع القوات العسكريه من خلال الاعداد و التدريب و التزود بالسلاح.

لكن عنما تصاب الامم بكوارث بحجم كارثه فلسطين فان المراجعات تتعدى الاطار العسكرى ,اذ لا بد من مراجعة شامله .الذى قرا التاريخ الفلسطينى من خلال العديد من المؤرخين الفلسطينين من عارف العارف الى دروزه الخ سنجد ان غالبية التركيز كان يتم ضمن اطار ابراز فروقات القوه بين الطرفين سواء لناحية الوضع العسكرى او الدعم السياسى الدولى, و كلاهما كانا يصبان بوضوح لصالح الصهاينة ..و لا شك ان هذه عوامل لا يمكن تجاهلها لانها لعبت دورا هاما فى تحقيق النصر للصهاينة عام 48.

و لن ادخل هنا بهذه المقارنات لانها كتبت كثيرا لكنى اعتقد ان الامر لا يقتصر على العوامل المباشره .فهناك عوامل عدة لعبت دورا فى اضعاف قوة المجتمع الفلسطينى .

اولى هذه الاسباب هو فى راى ضعف الوطنية الفلسطينية التى كانت بداياتها قد بدات للتو تظهر خاصه بعد الانتداب البريطانى. بمعنى اخر ان مفهوم الكيانية لم يكن واضحا تماما فى اذهان الشعب الفلسطينى و هذا له اسبابه التاريخية بالطبع .و هذا الضعف لم يقتصر على فلسطين فحسب , بل وجد فى اماكن اخرى فى ما كان يسمى كان يسمى الولايات العثمانيه السابقه.و قد تحدث الملك فيصل ملك العراق بهذا المعنى عنما قال انها يحكم بلدا تحكمها الروابط العشائريه و ليس الوطنيه .

لقد ولدت القوميه العربيه من رحم النضال ضد العثمانيين فى اواخر القرن التاسع عشر و اوائل القرن العشرين.و قد تصادف هذا مع ولاده الصهيونيه.

و فى الوقت الذى امتلكت الصهيونيه الغربية عن المنطقه وعيا بالحدود الجغرافيه التى سيقيمون عليها دولتهم و تمت التعبئة على اساسها ,كان الشعب الفلسطينى ما زال واقع تحت تاثير الفكر القومى العربى لان المسافة الزمنيه التى كانت تفصل بين تبلور الفكر القومى العربى, و ظهور الوطنيه الكيانية (التى فرضت كامر واقع بحكم اتفاقيه سايكس بيكو ) مسافة قصيره لم يتح فيها للوطنية الفلسطينيه ان تنضج تماما . و بالتالى لم يتبلور وعى وطنى فلسطينى واضح تماما فى اطار حدود الوطن الكيان
لقد كانت ثورة العام 1936 بداية تبلور الوعى الوطنى فى فلسطين و الاحساس القوى بالخطر الذى بدا الناس يلمسوه من خلال الهجرة الصهيونيه . لكن هذه الوطنية ظلت فى اطار الزعامات العائليه و العشائريه الامر الذى يفسر ضعف الاحزاب التى تشكلت فى المدن الاساسيه .

.و هذا من الاسباب حسب اعتقادى التى منعت من ظهور حزب وطنى جامع لاهداف الشعب الفلسطينى الذى بقى موزعا على ولاءات عائليه و عشائريه الامر الذى ساهم حسب ظنى فى اضعاف قوه مقاومة الصهاينة .المجتمعات ذات الصبغة العشائرية قد تقاتل جيدا و قد تنتج ابطالا الخ لكن انتاج الاستقلال يتطلب وعيا عميقا بالانتماء للوطن ,و يتطلب قوى سياسية ذات بنية حداثية بعيدا عن منطق التقوقع المناطقى و العائلى. و للحديث صلة!

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات