|
Fucked up situation ، أمام الجامع!
محمد النعاس
الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 08:19
المحور:
كتابات ساخرة
(1)
كان الزروق وسليمان الملقبان بالبوبريس والزرزور يعبثان في نواحي المدينة، استوقفتهما الدوخة فقرر البوبريس أن يفرك القليل من الحشيش، اتصل بالمعبي تاجر الحشيش المعتاد لهما، يقال أن المعبي كان دائما مستيقظاً، لم يضع لا حشيش لا حبوب ولا دخان ولا حتى خمر في فمه منذ أن وُلِدَ، ولكنه وُلد وبيده سيرية عشرين فتدرج في تجارته من صبي لوالده، لصبي لأحد التجار فسط حيْ المراغنة حتى استقل مؤخراً بعمله الخاص وفتح بزنساً بعيداً السوق ومؤرقاته، أصبح تاجر طلبية، لا يبيع إلا للذين يثق بهم، الزبائن الذين تعرف عليهم طيلة سيرته، تجده دائماً بالعقرب المغلفة خاصته في إحدى انقوليات المدينة المشبوهة دائماً، المعبي لا يتذكر صديقيْه البوبريس والزرزور الذين عرفهما منذ المراهقة حيث كانوا صبيان لتجار مختلفين، تركا الأولان العمل لأنه حرام ولأن الله سيحرق أجوافهم بكل قرش يصرفونه في بيع الحشيش والبوخة والحبوب، لكنهم يؤمنون إيماناً واثقاً بأن الحشيش حلال وصحي ولا يمكنك أن تربح معهم أية مناظرة حول هذين الأمريْن، المهم، اتصل البوبريس بالمعبي، الأمور معقدة عندما تتصل بتاجر حشيش، فهو غالباً ما يكون منياكاً، وعادة ما يتجكتر وخصوصاً عندما يعرف أنك بحاجة إليه، قال الزرزور للبوبريس عندما لم يرد المعبي على مكالمته، تحركا باتجاه الأزقة التي قد توجد فيها العقرب الزرقاء اللون المصمتة النوافذ، وجدها، قرأ البوبريس عبارة " البحر مالح، والناس مصالح"، ضحك بشدة، قال للزرزور " ها ها ها ... يلعن دينه معبي وخلاص، غير شوف شوف، يلعن دينه!"، ابتسم الزرزور.
(2)
بعد ساعة تقريباً، كان الصديقان يتبادلان البافرة الثالثة يسافران بعيداً في مجرات متوالية وأكوان متوازية ومصدرهما الوحيد لهذا، سيجارة البافرة المشتعلة حد الحقد على الهدوء الطاغي، سافر كل منهم إلى كونه الخاص، في الهضبة عالياً أمام البحر خلف رأسيهما، كحّل البوبريس في مرآة السيارة فنظر ضريح المرابطي الفلاني عالياً ينظر إليه والشرر يقدح من صومعته، رأى المرابط ينظر إليه من أعلى الهضبة وهو يبكي تارةً وتشتعل عيناه غضباً تارة أخرى، فزع البوبريس، لأول مرة يرى فيها الضريح مشتعلاً هكذا، خاف، ارتبك، قال للزرزور: - يا حويج، عمك الحاج ناكلي ضميري. - من؟ بوك؟ - لا لا، عمك الحاج اللي ورانا، سيدك الفلاني، ناكلي الضمير! - الزب! هذا وين ورقتله. - لازم ما نغيروا العكسة يا زيرّو ره! - لا لا.... العكسة مليحة، فوت الموضوع وانساه. حدق البوبريس في الضريح، زاد تحديقه في كل المكان، كان يتصبب عرقاً وهو يسف ما تبقى من ثالث بافرة في الليلة، دارت به أفكاره حول طريقة يمكنه بها أن يسبس الحشيش بسلام بدون أن يغضب عليه المرابط.... أتته فكرة، ضحك، ضحك بشدة، كانت الهلوسة في دماغه تبعث على الضحك، الفكرة التي جاءت في رأسه بدت تافهة لأول مرة، ولكن بعد ذلك أدرك ذكاءها وقوتها. قال: - اسمع، شن رايك انيكوه! - من؟ - المرابط، عندي كم جلاطينة فاضلة من أيام التحرير، انجو مع الفجرية وانيكوه، وما حدش سمع، ومش حيعرف حد. ركب الخنس الزرزور، قال: - سيعرفون أننا من قمنا بهذا. - لا، حيدفوها في الزنادقة! - فكرة معكوكة يا حويج...
(3)
صباح اليوم التالي: انفجار ضريح المرابط الفلاني، واتهامات أولية تظهر أن جماعات متطرفة هم السبب وراء التفجير.
(4)
قرر الزرزور تغيير العكسة، حيث أن الخنس الذي ركب البوبريس كان معكوكاً، وكان يؤدي بحياتهما للأبد، قرر الزرزور أن تصبح العكسة مقابل إحدى زقق المدينة، وعندما قال له البوبريس أن الأمر في المدينة غير مريح وأنه سيكشف أمرهم، ضحك الزرزور، وقال: - علي أساس مافيش حد يعرف إن البوبريس يسبس! تي شن حالك، سامعة بيك الشعبية كلها، وكانك عالطبة معاش ادور، حرية توا... حتى البوفتات يسبسوا فيه! - الدنيا اخخخي يا شامية. استجاب البوبريس على مضض، وسبس أولى بفراته، الثانية والثالثة، وطالت الأيام والعكسات، كان ما يجذب انتباه البوبريس مرور رجل الخمسيني في نفس الموعد الذي يمرون به، يختلس نظره إليه فيظن أنه ينظر إليهم، في اليوم العاشر، قال البوبريس عندما مر الرجل: - يا حويج، الراجل هو ناكني! - كيف يا بوبريس؟ ما نحسابكش ... - لا حويج، فهمتني غلط... قصدي ناكلي ضميري، منظره ما يعرفش حتى شن العفن اللي في يدي. - نيك فرغ فيه رصاصة الموضوع يا بوبريس! - كلامك فيه وجهة نظر، انيكوا نقتلوه باش نستريح!
(5)
عاجل: مقتل الرائد عبدالسلام على أيد مجهولين!
(6)
- حلها الشط يا بوبريس، ماحد يدورك! - كلام واقعي، خلاص يا حويج! - تم! -.......... وبعد أيام: - يا زرزور، الناس هذي كلها اللي في الشط. - خيرهم؟ ما تقوليش حتى هما؟ - مش عارف، مش مستريحلهم يا حويج.
#محمد_النعاس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطائر اللقلاق، في وصف شعب ليبيا من الأعماق
-
الأبراج الليبية
-
شبشب المحامي
-
حكيم كوكب كرو
-
ليلة القبض على خشيم.
-
الحذاء المقلوب
-
مدمن الجزر
-
البصاق
-
من النافذة
-
مؤامرة مفضوحة!
-
الحياة من وجهة نظر بيضة
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|