أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف














المزيد.....

انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 02:01
المحور: الادب والفن
    


انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرة الألف


كلما ارى مسرحا مهملا او صرحا ثقافيا مقفرا أو متحفا مغلقا يصيبني الهلع والخوف من مستقبل مظلم آتٍ بخطى مخيفة وجِلة وكأني اشيّع الثقافة والوعي والجمال الى مثواه الاخير
اقول هذا الكلام بعد ان تعمدّت المرور في الشارع الرئيسي لكرادة مريم لأرى حال مسرح الرشيد وتمنيت في نفسي لو أفاجأ بمن يمدّ يده الى ذلك الصرح العتيد ليرفع الانقاض عن كاهله فقد ضاق صدر هذا المسرح من ركام الحجارة التي أثقلت أضلاعهِ والأتربة التي تخنق انفاسه ويبدو انه سيبقى رهين الاهمال واللامبالاة بالرغم من الوعود الكثيرة والمتكررة من لدن دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة لاطلاق حملات مكثفة لاعادة اعماره ولم نلمس ايّ بادرة جادة بشأن اعادة تأهيله حتى وقتنا الحاضر
فخلال السنة الماضية احتفلنا ببغداد عاصمة للثقافة وسمعنا بان الوزارة قد خصصت اكثر من 30 مليار دينار عراقي لاجل ترميمه واعادته الى ماكان سابقا مسرحا راقيا منذ تأسيسه وبنائه اواسط الثمانينات لكن شيئا من هذا لم يحدث ولاادري هل نبقى ننتظر اعواما اخرى ونقف على اطلال طوابقه الثمانية ونبكيه ونرثي لحال الذاكرة الفنية العراقية التي بدأت تيأس من ايّ همّة اعمار يتخذها مسؤولونا الثقافيون المعنيون وقبلها وعد السيد نوري المالكي / رئيس الوزراء حينما التقى بمجموعة من المثقفين والفنانين في بداية العام / 2009 قائلا لهم مانصّه : " اعتقد ان دولة القانون لابدّ ان يكون رعاتُها من المثقفين والمفكرين والفنانين حتى تتحول الى حقيقة ...وهذا يقودنا الى التفكير بمطلب اعمار وإصلاح مسرح الرشيد والمسارح الاخرى وان شاء الله سيتمّ ذلك "
وكثيرا ماصرحت وزارة الثقافة بانها عازمة على انجاز ترميمه واعادة تأهيله واذكر من هذه الوعود تصريحات السيد فوزي الاتروشي / وكيل وزارة الثقافة في حزيران /2012 لشبكة الاعلام العراقي مؤكّدا انه سيتم انجازه نهائيا العام /2013 ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية الفائت مضيفا بانه سيصمم وفق المواصفات العالمية الحديثة
كان آخر عهدي بمسرح الرشيد عندما عرضت فيه مسرحية " الليالي السومرية " سنة /1994 للكاتبة العراقية المبدعة لطفية الدليمي ، واخراج الفنان الكبير سامي عبد الحميد وتتحدث المسرحية -- بعرض شيّق وإبداع قلّ نظيره عن شخصية كلكامش ورحلته الشاقة بحثا عن الخلود بصحبة رفيقه انكيدو ، كنا مع الحشد الهائل من المشاهدين مبهورين امام هذا العمل الرفيع الذي جسّده صفوة من الممثلين الرائعين واتذكر منهم على سبيل المثال لاالحصر آزادوهي صاموئيل وأميرة جواد ونزار السامرائي والمتدفقة تمثيلا الفنانة أحلام عرب والتي قامت بدور/سيدوري، والفنانة الكبيرة فوزية عارف و د.ميمون الخالدي حينها كنت اعمل مدرسا في بنغازي وجئت في زيارة عاجلة لبغداد بعد اجازة صيفية قضيتها في ربوع بلادي وصممتُ ان استمتع بمشاهدة تلك المسرحية بصحبة بعض اصدقائي ممن يهتمون بالشأن الثقافي ، فهذا المسرح يعدّ صرحا ثقافيا ومعلما حضاريا كبيرا وكم كنا مأخوذين بتصميمه الفرنسي وقاعاته الفارهة والجناح المخصص لدار الازياء العراقية التي كانت تتمثل وتستوحي تصاميمها من عصور العراق الزاهية من بابل وآشور وسومر مع اننا كنّا نعيش حصارا لايطاق شمل كل جوانب الحياة الاقتصادية والتجارية والثقافية
لقد كان الاغريق حينما يشيدون حاضرة جديدة او يبنون مدينة ما ؛ فان اول مايقومون به هو بناء مسرح وسط المدينة قبل ايّ شيء اخر ثم حذا الرومان حذوهم لا لشيء إلاّ لان المسرح مدرسة تتعلم منها الشعوب كيف تصل الى مدارج الرقيّ وتتطور نحو الاحسن ويحضرني ماقال الكاتب المسرحي هنريش أبسن حينما عرضت مسرحيته الشهيرة (بيت الدمية ) أوائل القرن العشرين حينما سأله احد الصحفيين عن مدى اهمية العروض المسرحية فقال له على الفور : " اذا أراد القدر ان يُخزي قوما منع عنهم المسرح "
اننا لانحتاج الى بناء يبدأ من الاساس ليقوم مسرح الرشيد بقامته الفارعة وبطوابقه الثمانية فقط نحتاج الى ترميمه واعادة صيانته واصلاح ماخرّبته الالة العسكرية الاميركية الغازية
نأمل ان تتخذ الاجراءات العاجلة لأعادة تأهيله بقرار لارجعة عنه والاّ يتم تسويف العمل والمباشرة السريعة لأدامة مشروع تأهيلهِ دون تأجيله كما عهدنا من قبل فقد مللنا مواعيد حكومتنا العرقوبية ، وهل أبلغ من قول رافع السماوات وممهّد الارض في العزم وشدّ الهمّة حينما أمرنا في آيتهِ الكريمة قائلاً : واذا عزمتم فتوكّلوا على الله
يبدو ان العزم هو الآخر نسي موضع قدمه في عراق التسويف والتأجيل ولايعرف اين يطأ الارض فظلّ تائهاً لايدري في ايّ شخص يحلّ وفي ايّ قلب يستقرّ

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول
- انحسارُ الثقافة في العراق


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف