أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد أولوة - عندما يتحول حق حرية الفكر إلى نقض الحق المقدس في الحياة.














المزيد.....

عندما يتحول حق حرية الفكر إلى نقض الحق المقدس في الحياة.


محمد أولوة

الحوار المتمدن-العدد: 1267 - 2005 / 7 / 26 - 11:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المعركة ضد الإرهاب الفكري والإبداعي لاتقل دراوة ضد القمع والاستبداد والتسلط، ومهما يحاول الظلاميون، يائسين، الوقوف ضد المسار الطبيعي للتطور التاريخي وتطور العقلانية، فإن الإنسانية لن تظل أبدا في متاهات ظلمات التخلف، وستتجاوز حتما الأفكار الخرافية اللاهوتية والإنهزامية المتوارثة عن أجيال الظلام والانحطاط وستنتمي إلى عصر العقل، وستتصدى بمفكريها المتنورين للقوى الظلامية التي تسعى دوما إلى تكريس الخنوع والخضوع وإلى اغتيال العقل وممارسة الإكراه العقدي وتسييج البشر داخل حقول منظومتها الإيديولوجية والثقافية العقيمة والمنغلقة والتي لا تنتج إلا الإنتحاريين والإرهابيين. فالواقع العربي الإسلامي لن يتوقف عن إنجاب مبدعين ومفكرين حداثيين، عقلانيين وتنويريين من أمثال حسين مروة ومهدي عامل وفرج فودة... يسترخصون حياتهم في سبيل إعادة قراءة الثرات العربي الإسلامي بشكل صحيح وكشف حقائقه الضائعة وإبرازالجوانب المظلمة في التاريخ الإسلامي وتشوهاته المسكوت عنها التي يحاول الظلاميون طمسها حماية لمقدساتهم الخرافية وتأبيد الجهل. فسيظل هؤلاء الشهداء نموذجا للصلابة والشجاعة في الدفاع عن فكر الحرية والعقل والإبداع الذي تعلو فيه كرامة الإنسان، ورمز للصمود والوفاء للعقلانية والحقيقة والقيم الإنسانية. وسيظل رصيدهم الفكري والمعرفي منارة لمفكري اليوم والغد على طريق إنجاز أهداف الإنسانية ومطامحها في الإنعتاق من الجهل والقهر والظلامية والعبودية... إن جرائم اغتيالهم لتعبر بوضوح صارخ كيف يتحول الحق في حرية الفكر والتعبيرعن الرأي إلى نقيض حق من أقدس الحقوق، ألا وهو الحق في الحياة، وتبين أشد الصور عنفا وهمجية لما يتعرض له المفكرون الأوفياء للقضايا الفكرية والإبداعية لعالمنا العربي الإسلامي، والمخلصون للعقل والحقيقة إلى درجة تصفيتهم جسديا، وتهديد آخرين بالاغتيال من طرف نفس شيوخ التطرف والتكفير وأمراء الدم. وهو التهديد الذي يتعامل معه الحكام بصمت وتجاهل مستفزين، عوض أن يعتبروا الإفتاء بالقتل أو التهديد والتحريض عليه جريمة ويحاولوا شل حرية الحركة التي يتمتع بها هؤلاء المجرمين، في حين يتغنون فيه بشعارات مزيفة من قبيل "احترام حقوق الانسان" وضمنها حرية الفكر والتعبير...إلى غير ذلك من الشعارات التي لا تعدو أن تكون مساحيق لتلميع واجهة ديمقراطيتهم المزيفة.
إن المعركة ضد الإرهاب الفكري ليست بالهينة كما يتوهم من ينزع إلى التبسيط أو الإختزال. فهي صراع من أجل قراءة الفكر العربي الإسلامي وإعادة تشكله الكاذب، وذلك لذاته وليس كما ترعرع في أحضان المؤسسة والسلطة في صراعها الحضاري مع الآخر، باعتبار أن المؤسسة والسلطة تشكلان أزمة الإبداع العربي المنفي والمهمش وبالتالي وجب تخريب القواعد المؤسستية الرديئة والبئيسة لإعادة تشكيل الفكر العربي الإسلامي والاستمرار بنقده ومناقشته الواعية من جديد. وهي مواجهة أيضا بشكل مباشر مع الحركات الظلامية التي تسعى جاهدة إلى تأبيد الواقع المتخلف الموروث، وذلك من خلال محاولاتها اليائسة الرامية إلى شل قدرات المفكرين التنويريين على الابداع، وترهيبهم ومصادرة حقهم في حرية الفكر والتعبير، بل الرجوع بالإنسانية من خلال الإفتاء بالاغتيال إلى الحقبة التاريخية التي كان يدبح فيها الفنانون والفلاسفة والشعراء.
إنها معركة محسومة مسبقا لصالح العقل وفكر الحرية والديمقراطية، وأن نسف الفكر الخرافي وإبطال مفعول "القنابل والمتفجرات الفكرية" التي ينتجها شيوخ الحركات الظلامية لا محيد عنه لإحداث الخلخلة المنشودة في نمط التفكير السائد والمتجدر بطاغوته وسداجته المعرفية، وتفجير النفق المظلم الذي وضع فيه الواقع العربي الإسلامي بكامل القسوة.



#محمد_أولوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطات الاقليمية بالرشيدية تفتقد لإرادة حقيقية قصد معالجة م ...
- الديمقراطية سر نجاح المؤتمر الجهوي الأول للجامعة الوطنية للت ...
- البيان العام الصادر عن المؤتمر الجهوي الأول للجامعة الوطنية ...
- كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجهوي الأول للجامعة الوطنية ل ...
- المؤتمر الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم لجهة مكناس-تافيلالت: ...
- المؤتمر الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم لجهة مكناس-تافيلالت: ...
- المؤتمر الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم بجهة مكناس تافيلالت: ...
- المؤتمر الجهوي للجامعةالوطنية للتعليم لجهة مكناس-تافيلالت: ف ...
- عرض الكاتب العام الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم أمام المؤت ...


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد أولوة - عندما يتحول حق حرية الفكر إلى نقض الحق المقدس في الحياة.