|
الحوار مع الاستاذ كاظم حسوني:
عالية خليل ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 19:05
المحور:
الادب والفن
س:تكتبين في النقد الادبي،والنقد الثقافي،ايهما اقرب اليك ،ولماذا؟ ج: اجدني اقرب للنقد الثقافي لكن ليس انسياقا وراء مقولات عبد الله الغذامي الذي دعا لموت النقد الادبي واستبداله بالنقد الثقافي ،فتلك مقولة مضللة،فالنص الادبي بوصفه نسقا تعبيرا وخطابا لغويا يمتلك حيواته الخاصة تلك الحيوات لا تلامس او تكشف الا بحاسة النقد الادبي المبدع،اما النقد الثقافي فأتصور ان النقاد العراقيين اخذوا يتجهون صوب هذا المنهج لانه يقدم لهم اليات ثقافية ومعرفية لفهم التاريخ السياسي والاجتماعي للأمة العراقية .
س:ثمة من يكتب دون ان يتبين منهجا محددا،لكن نرى في كتابته ذوقا سليما وموهبة واصالة،ورهافة واجادة في تحليل النص،ما تعليقك؟ ج:لا بد من وجود منهج للكتابة النقدية الرصينة،المنهج يقدم اليات للتفكير المنظم وطرائق ذات اصول معرفية وفلسفية لاستشفاف مكامن التوهج في النصوص،اوافقك الرأي في جانب من السؤال، قد يكون المنهج عبئا على النص وليس اضاءة له ،في حالتين اما ان يكون المنهج غير ملائم في التطبيق على نص معين،فالنص يختار منهجه بحسب جنسه وخصائصه المميزة وليست المسألة التطبيقة اكراها،الحالة الثانية وهي الغالبة ان يكون الناقد لا يستوعب ابعاد المنهج الذي يزاوله على صعيدي النظرية والاليات الاجرائية فتكون لغته هجينة قائمة على التمحل والتقعر مما يشعر المتلقي بالنفور والسأم او بعدم جدوى النقد احيانا.
س:الا ترين ان النص الادبي اوسع واعمق من ان يقيده منهج من المناهج؟ ج:دعنا نفرق في البداية بين نقد منهجي واكاديمي يمارسه المتخصصون،وبين نقد ينشر في الصحف والمجلات،واظن انك تقصد النوع الاخير،على العموم ما يكتب في الصحف لا يقنن ضمن النقد بوصفه جنسا معرفيا وثقافيا له ضوابطه ومنهجياته وانما هو نوع من المطالعات والقراءات الشخصية للكاتب قد تتضمن بعضا من ملامح النقد لكنها ليست في صلبه،المطالعات النقدية الصحفية مهمة جدا وضرورية فهي تعرف المتلقي بالجديد الادبي المميز ،وتساهم في انتشار سوق الكتاب وتداوله بالاضافة الى الاضاءات الجمالية والثقافية حول النص،اما عن سؤالك فالمناهج لا تقيد النص وانما تفسح المجال امامه للتجلي والتأثير.
س:كتبت عن تجربة المبدع الراحل محمد على الخفاجي في المسرح،كيف تقيمين هذه التجربة،وما هي ابعادها؟ ج:بالفعل تشرفت بكتابة رسالتي للماجستير عن الراحل الكبير محمد على الخفاجي،وقد طبعت في كتاب لاحقا ،الراحل شكل حلقة من حلقات الريادة للمسرح الشعري العراقي المعاصر،الريادة بجانبها الابداعي والتاريخي كذلك،فقد كانت مسرحية"ثانية يجئ الحسين" البداية لدراما شعرية حداثية تحاول ان تمزج بين جنسين مهمين بشكل عضوي متلاحم لا يفرط في جزء من اشتراطات المسرح لصالح الشعر والعكس صحيح،لقد بقي محمد على الخفاجي مؤمنا بأن المسرح هو مستقبل القصيدة العربية الكلاسيكية،فدائما ما كان يقول ان الكلمة في المسرح لم تعد حبرا على ورق وانما تكتسب حياة اخرى فيكون من خلفها الديكور وعلى وجهها المكياج وضمن فضائها السينوغرافيا ويرافقها الايقاع الموسيقى وبذلك تكون اكثر خصوبة وثراء.لقد كرس محمد على الخفاجي جهده الابداعي للدفاع عن ثورة الامام الحسين وتخليد ابطالها العظام وعيا فكريا وفنا مسرحيا متألقا.وقد كان افضل من كتب قصيدة التفعيلة الدرامية لا يوازية في ذلك سوى الشاعر يوسف الصائغ.
س:هل ما زلت تواصلين ابحاثك عن المسرح الشعري؟ ج:لفترة ما بعد دراسة الماجستير استهوتني الكتابة عن الادب والمسرح الحسيني،وقد كتبت مقالات عن النصوص المسرحية التي قدمت رؤية عن ثورة الامام الحسين،فقد كتبت عن نص "الحسين ابدا" للكاتب العراقي يحيى صاحب،وعن نص "هكذا تكلم الحسين" للكاتب المصري محمد العفيفي،وقد كنت انوي ان اجمع مقالاتي عن ادب ومسرح واقعة الطف الخالدة في كتاب لولا انشغالي بأعداد اطروحتي للدكتوراه،ربما مستقبلا قد يرفع الستار عن كتاب في مقاربة الادب الحسيني موقع بأسمي.
س:ماذا تطلقين على الناقد الذي يزاول نقدا محملا بالانفعالية والذاتية والانطباع المتقلب؟ ج:هذا سؤال مهم،ففي الغرب على سبيل المثال النقاد الذين هم من جيل واحد يؤسسون حلقات نقدية وورش عمل فيما بينهم ،ومن ثم وفي نتاجهم الابداعي يناقشون اراء بعضهم البعض ،وبذلك يكون نقدهم منظومة معرفية متسلسلة في الافكار والطروحات،اما عندنا في العراق،وفي البلدان العربية كذلك،فأن الذات الناقدة ما زالت تعاني من نرجسية واضحة وتحاول تسقيط الاخر المنافس،وتلعب الشللية والصداقات دورا مهما في الكتابة والاهتمام والترويج. .
س:كيف هي حركة النقد في العراق؟ ج:رواج الحركة النقدية يتطلب بدءا ،حركة فكرية واعية ومنظمة تعرف قيمة النقد البناء ودوره الفعال في تفسير وتصحيح الظاهرة الثقافية والادبية،وتتطلب مؤسسات ثقافية تمتلك طاقم تخصصي احترافي و ميزانيات جيدة لتأسيس المنتديات ونشر المطبوعات واقامة الملتقيات النقدية والثقافية المهمة،اما ان تبقى الحركة النقدية مقتصرة على جهود افراد فذلك من دواعي ضعفها وتراجعها ،وهذا ما هو حاصل في حركة النقد العراقي.
س:قليلة هي الاقلام النسوية التي اقتحمت ميدان النقد،وانت واحدة من هذه القلة،ما تعليقك؟ ج:الاقلام النسوية الناقدة قليلة بالفعل على صعيد الكم،لكنها بحساب المنتج النوعي والاهمية والتأثير بارزة ومتفوقة،اذكر على سبيل المثال الرائدة الكبيرة نازك الملائكة،ومن الجيل اللاحق برزت بشرى موسى صالح وبشرى البستاني ونادية العزاوي وسهام جبار وناهضة ستار ونادية هناوي وغيرهن،وعن نفسي آمل ان اكون جزءا من هذا القليل والمهم في ذات الوقت.
س:وماذا عن الادب النسوي العراقي؟هل هو في ازدهار ام تراجع؟ ج:بالفعل هو في ازدهار وتألق ،وقد قلت في احدى مقالاتي ان التغيير في العراق جاء في صالح تكريس"انثوية الكتابة" الانثوية بوصفها اختلافا جندريا ومؤسساتيا فالاول مرة في تاريخ الحركة النسوية والادبية العراقية نشهد هذا العدد من الروائيات المجيدات،واللواتي اصبحن يحققن سبقا في المنافسات العربية من بينهن عالية ممدوح التي فازت بجائزة نجيب محفوظ للرواية وحوراء النداوي التي وصلت للقائمة النهائية لجائزة البوكر،بالاضافة الى عدد من الشاعرات اللواتي اثبتن حضورهن في الاونة الاخيرة. س: من هو برأيك الناقد الذي يحوز لقب الناقد الحقيقي؟ ج:الناقد صاحب الاطروحة الخاصة المميزة في مقاربة الخطاب الادبي والثقافي وليس الناسخ او الجامع او حتى القارئ لافكار وطروحات الاخرين.
س:ما هو اخر نتاجاتك النقدية ج:كتاب"اجندة نسوية" مجموعة مقالات عن اوضاع المرأة العراقية في مجالات الاجتماعية والسياسية والادبية ومن المؤمل ان تتكرم قناة العراقية مشكورة بطباعته ضمن مشروع برنامج العراقية تطبع
#عالية_خليل_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توقيعات نقدية على قصائد مهرجان الجواهري التاسع
-
في مؤتمر العراق الفلسفي الخامس عبد الجبار الرفاعي واشكالية ا
...
-
شبكة المتناص في رواية - كوميديا الحب الإلهي-للكاتب لؤي عبد ا
...
-
الخواجة عبد القادر تحفة الدراما المصرية لهذا العام
-
من نصوص المسرح الحسيني الخالدة: -هكذا تكلم الحسين- للكاتب ال
...
-
مسلسل {ضياع في حفر الباطن}الوثائقية خطوة نحو الدرامية
-
سيناريو المطر والرصاص / تفاعل القصيدة مع الفنون السمعبصرية و
...
-
اطلاله على مدونات السجناء -حاكم محمد حسين انموذجا-
-
تراتيل الزمن الجميل الزمكانية الفلكلورية في قصة -أنين الضفدع
...
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|