فوزية ضيف الله
الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 13:39
المحور:
الادب والفن
كلمات
هل مازال في العمر متسع للغناء الجميل؟
هل مازال في الأفق مجال لسؤال دفين؟
ما هذه الغيوم التي تحجب عنا جمال السماء؟
نظرت، أطرقت، حدقت، لا شيء في الأفق
فضاء ممتد، خلاء من اليمين إلى الشمال
دائرة تحصر الأرض، تضيق البصر
لقد أغشي عليها من هذا الدوران
منذ متى أصبح الأفق غريبا، بعيدا، ألم يكن رفيقها؟
ما بال السماء كثيرة الالتصاق بالأرض؟
أي معنى لهذا الانسداد؟
يا شدة زولي ويا سماء ارتفعي
لقد ضاق البصر لقد ضاع العمر
لقد شاب البصر
لقد صار الوقت غدرا بلا عدد
لقد عمً الكدر
ما بال الحكايات الجميلة
لقد غادرت للتوً
ألا تنزلين إلى النهر؟
لقد غرق النهر في البحر
وغاب القمر مع الشمس
وحلً وقع الكلمات كالصخر
كالرعد، آه من الكلم!
ما أشدً وقع الكلمات
تحيي وتميت، تذيب وتذاب
لم تهزها الكلمات يوما،
عندما كانت عند السحاب ترقب فكرة تسعى
فكرة تحلم أن تكون من سحاب
ما أجمل الكلمات حينما تخرج
من جرار الموت إلى حقول الحياة
ما أروع الكلمات حين تغزو
ظلنا فتصيّره نورا بلا أضواء
ما أفحم الكلمات حين تنتشي
من وخز من ألم من فرح
كيف تأتي الكلمات؟
كيف تنمو، كيف تكبر
كيف تُقبر الكلمات؟
إنني ما دمت حيا، أخشى كلّ الكلمات!
لا أتقن أن أقول شيئا خوفا من الكلمات!
وصدى الأصوات في أذني غازلته الكلمات!
مرًدته، آوته، شرًدته، ظلًلته، قتلته الكلمات
لا تقل شيئا سوف يمضي
لا تقل لا تكن صديق الكلمات
لا تكن عدوً الكلمات
لن أقول
سأقول
قل
لا تقل
قلت شيئا فمضى
صار ذكرى
هل تعود؟
كلنا كلمات
قد تكون
بل كانت ذات يوم،
ثم صارت،
ستصير قولا،
كلاما من رنين الكلمات
لا تقل شيئا سيمضي
و كن قولا سيقول الكلمات،
لا زمان ضمن ذكرى،
لا زمان ضمن قول
صار رهن الكلمات.
كانت السماء حبلى كلمات.
كانت النجوم تشدو أن تصير كلمات
حين تأتي أمّي
حلما
تصحو فيّ الكلمات
#فوزية_ضيف_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟