|
قراءة في الإنتخابات السورية
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 18:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن تعودنا على ان يكون شهر حزيران،شهر النكبات والهزائم،فهل في شهر حزيران الحالي نشهد افول عهد الهزائم وولوج عهد الإنتصارات،كما قال سماحة شيخ المقاومة،سماحة الشيخ حسن نصر الله؟؟،وقد يتساءل البعض عن أي إنتصارات يتحدث هذا "المخبول"فهل فوز الأسد في الإنتخابات الرئاسية انتصار لسوريا ولمشروع القومي العربي،وماذا يعني هذا الإنتصار على مستوى المنطقة والعالم؟؟. بعد هذه التساؤلات لا بد من القول بأن الإنتخابات السورية كانت محط انظار كل أصدقاء وسوريا واعدائها،اعدائها الذين جندوا كل إمكانياتهم وطاقاتهم سياسياً وعسكرياً ومالياً واعلامياً من اجل إفشالها وإثبات عدم نزاهتها وشرعيتها،فمن غير المعقول ان يخرج الأسد منتصرا بعد ثلاث سنوات من الحرب عليه،وكان رأسه هو والدائرة المحيطة به مطلوبين،فقد ضخت اموال وأسلحة ورجال ووظفت اقلام ووسائل إعلام وشيوخ ورجال إفتاء ودفعت مئات الملايين لشراء الذمم والإنشقاق عن النظام من أجل تشويه سمعة النظام السوري وتصويره كنظام طاغية ومجرم يقتل شعبه،واستخدمت كل المنابر العربية والدولية من اجل ذلك،وعقدت المؤتمرات جنيف(1) وجنيف(2)،وكان الهدف الوحيد لتلك الحرب أولاً قبل اول شيء رأس النظام،ومن ثم الدولة السورية،حيث كانت سوريا مستهدفة كموقع استراتيجي لها مكانتها العربية والإقليمية،والتي تقف عائقاً امام تحويل سوريا الى دولة تدار من قبل امريكيا عبر دمية يجري تنصيبها على الحكم،ولهذا الغرض استقدمت كل أشكال وانواع العصابات والقتلة والمجرمين واللصوص والجماعات الإرهابية وبمئات الألآف من مختلف دول العالم،ومارسوا كل انواع إجرامهم وإرهابهم بحق سوريا مستخدمين قتل البشر من تقطيع للرؤوس وبقر للبطون وشق للصدور وجلد للظهور ونهب للمصانع وحرق وتفجير لدور العلم واماكن العبادة،والتفجير بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة في المؤسسات العامة والأسواق الشعبية والتجارية،من اجل تاليب الشعب على القيادة،ولكن كل ذلك لم يفلح في إسقاط النظام الذي خاض حربه الدفاعية بمنهاجية وخطة دفاعية طويلة المدى،مكنته من ان يحقق الإنتصارات المتدرجة سياسياً وعسكرياً،واستطاع ان يعري تلك العصابات ومعارضات الفنادق خمس نجوم والدرجات السياحية والدولار متعدد المصادر والأهداف. الغرب الإستعماري ومعه ادواته من جماعة "التتريك" ومشيخات النفط والغاز أرادوا ان يدخلوا سوريا في فراغ دستوري،وعمدوا لإستخدام كل الوسائل من اجل منع إجراء تلك الإنتخابات بالترهيب والتخويف،وحتى بالتفجيرات وإطلاق القذائف على اكثر من مقر إنتخابي ومدينة سورية،ولكن كل ذلك لم يمنع الجماهير السورية أن تزحف للمشاركة في تلك الإنتخابات،ليس لخوفها من الأجهزة الأمنية و"شبيحة" النظام،بل لقناعتها بان النظام السوري،رغم كل الملاحظات حوله في قضايا الحريات والديمقراطية و"تغول" اجهزة الأمن افضل لسوريا مليون مرة من تلك العصابات المجرمة والمرتزقة،التي لا تريد الخير لا لسوريا ولا شعبها،وليس لها علاقة لا بحرية ولا ديمقراطية ولا إصلاح،بل مرتزقة ولصوص يتقاتلون على المنافع والامتيازات والثروات وتجار دين،يريدون تدمير سوريا وتفكيكها خدمة لأهداف واجندات ومشاريع مشبوهة. الإنتخابات السورية شاركت فيها الجماهير السورية بكثافة،حتى أبناء الجاليات السورية في المهجر جاؤوا بالطائرات من اجل المشاركة وكذلك اللاجئين السوريين المهجرين قسراً والمقيمين في دول وقفت ضد النظام السوري شاركوا في تلك الإنتخابات،شاركوا فيها قانعين بان الأسد عنوان وحدة سوريا،وفي عهده لم يجع السوريين ولم يكونوا مديونين لمؤسسات النهب الدولي(صندوق النقد والبنك الدوليين).
المعارضة التي تدعي "جزيرة" قطر وجوقة الإعلام العربي الدائر في فلكها،سيطرتها على (70)% من الأراضي السورية،لم تستطع ان تسيير مظاهرة من بضع عشرات ضد المشاركة في الإنتخابات،وجهدها السياسي والعسكري في منعها والتحريض عليها،انحصر في تصريح صحفي لما يسمى برئيس الإئتلاف "الوطني"السوري من مكان إقامته في أحد فنادق خمس نجوم التركية،بدعوة السوريين لإلتزام بيوتهم،وعسكرياً إطلاق عشرات قذائف الهاون على عدة مدن سورية. السوريون في غالبيتهم، توّاقون لاستعادة الأمن والاستقرار في بلادهم، هؤلاء إنتخبوا الأسد لكونه يعبر عن امانيهم وطموحاتهم،يعبر عن تعدديتهم المذهبية والطائفية،يحفظ لهم وحدة نسيجهم المجتمعي والوطني هؤلاء ينتخبون سوريا، حتى وهم يدلون بأصواتهم للأسد أو يمتنعون عن التصويت ... هؤلاء وصلوا إلى خلاصة مفادها: أن كثيرٍ من خصوم الأسد، أسوأ منه ... هؤلاء لم تقنعهم المعارضة "السائحة" بين الفنادق ومقاعد الدرجة الأولى ومختلف صنوف العملات الصعبة والسهلة في الآن ذاته .... كل التوقعات ما قبل الإنتخابات كانت تشير الى ان الرئيس السوري بشار الأسد في إنتخابات رئاسية وبإشراف دولي،سيحوز على نسبة لا تقل عن (70)%،ومنبعد إنكشاف حقيقة معارضة الفنادق وجز الرؤوس وبقر البطون وشق الصدور واكل الأكباد،فهذه النسبة مرشحة للإرتفاع.
واخيرا نقول نجحت سورية في إجراء الانتخابات الرئاسية،ونجح الشعب السوري في تأكيد إرادته بتكريس الرئيس بشار الأسد رئيساً لسورية للسنوات السبع المقبلة، وإننا نرى أن الشعب تصدّى بعد القوات المسلحة للعدوان وأسقط أهدافه، فالرئيس الأسد المستمر في القبض على أزمة الحكم،هو الرئيس المستمر في تثبيت سورية في موقعها الاستراتيجي والرئيس المستمر في المحافظة على سيادة الدولة وقرارها المستقل، والرئيس المستمر بوصفه القائد العام للجيش والقوات المسلحة في حربه على الإرهاب،وأخيراً هو الرئيس الذي سيقود سورية في المرحلة المقبلة
القدس المحتلة – فلسطين
7/6/2014 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القتل برخصة الشرف
-
في ذكرى الخامس من حزيران/ نكساتنا ....وخيباتنا مستمرة ومتواص
...
-
الجوهر تعديل وزاري محدود والمظهر حكومة وفاق
-
هل نحن أمام حكومة توافق أم تعديل وزاري..؟؟
-
القدس تغتصب ودمشق تنهض
-
المثفون العشائريون
-
تجنيد العرب المسيحيين/ الهدف:- تذويب الهوية الوطنية والقومية
-
ثمة روابط وعلامات إستفهام كبيرة...؟؟
-
جرائم مستمرة ...وقانون غائب
-
صفقة حمص تسدل الستار على-الثورة السورية-
-
مجلس الإسكان وأزمة المقترضين
-
في ذكرى عيد العمال العالمي /طبقة عاملة تتراجع ....وطبقة برجو
...
-
ثقافة البلطجة وهدر المال العام
-
عن المصالحة وامريكا واسرائيل
-
خطوة أخرى ....سبقتها وستتبعها خطوات
-
هل سيرسم المجلس المركزي معالم استراتيجية وطنية جديدة...؟؟
-
حزب يقاوم .....حتماً سيدفع الشهداء
-
لا مصالحة بدون حسم النهج والخيار
-
نيسان يلخص مأساة شعب
-
الخيارات صعبة ....فهل أعددنا انفسنا للبديل..؟؟
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|