جمعة الحلفي
الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 10:46
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
:ليس للإرهاب وطن ولا هوية ولا عنوان، ولهذا يستهدف الإنسان أينما كان، لمجرد كونه إنساناً. وإلا كيف يمكن أن نفسّر قتل الإرهابيين للأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء، ممن لا جريرة لهم سوى كونهم بشراً؟ وكيف يمكن أن نفسّر استهداف الإرهاب لبلدان وأمصار لا تجمعها قارة ولا لغة ولا قومية ولا لون ولا حزب ولا دين ولا طائفة؟ بل كيف يمكن أن نفسّر قتل الإرهابي لنفسه، التي حرّم الله قتلها بغير حق؟
لهذا أيضاً على أولئك الذين سمحوا يوماً للإرهاب أن يعشعش في الزوايا المظلمة، أو وفروا له المأوى أو المال أو السلاح أو جوازات المرور، أن ينتظروا دورهم فالإرهاب كلما ضاق به المكان تمدد وكلما حوصر انتشر، وسيكون واهماً كل الوهم من يعتقد أن الإرهابيين لن يصلوا الى حدود دولته أو نظامه أو كرسيه أو بيته، لأنه غض الطرف عنهم يوماً، أو قدّم لهم يد المساعدة في العلن أو الخفاء، فغداً سيجدهم أمامه، فالإرهابي لا صديق له سوى الإرهابي، ومن يعود إلى الوراء قليلاً سيجد العبرة ماثلة أمامه.. لقد جرّب السادات ذلك عندما سمح للإرهاب أن ينمو ليواجه به قوى اليسار المصري، فانقلب عليه، بعد أن انتهت وظيفته، وقتل السادات على المنصة، وفعل الأميركان ذلك في أفغانستان ليواجهوا بطالبان وسواهم، الاحتلال السوفييتي، ووقعوا في المصيدة نفسها.
ومن يريد أن يجرّب المجرّب لينتظر دوره ومصيره أو مصير شعبه، فالإرهاب وباء القرن وليس مرضاً عابراً تمكن الوقاية منه، ومثلما يجهد العلماء والأطباء من كل القارات منذ عقود، للبحث عن علاج للسرطان، على ساسة العالم وقواه الإنسانية الحية، أن تلتقي وتتشاور للبحث عن دواء لوباء القرن.
#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟