أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج2














المزيد.....

ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


أبو صكب الشيخ الذي يبسط نفوذه الأجتماعي على القرية وهو عم سرحان الغير شقيق لأبيه والذي زوجه بنته زوجة ثانية يرى أن بقاء سرحان بلا ذريه يمنحه الحق أن يكون هو الوريث له خاصة وأنه العم الوحيد وأبو زوجته والميراث حسب ما يظنون للرجال دون النساء لذا حرص منذ أول يوم أن لا تتم زيجته من هذه السيدة المجربه حفاظا على وحدة العائلة حتى أن أبنته كانت أكثر الضرائر معاداة لها لما تحمله من منزلة اجتماعية لا يمكن لمجتمع قرية أن يسمح أن تكون لأرملة ضرة لابنة الشيخ وبنت عم سرحان الوحيدة بين زوجاته ,لقد حاول كثيرا الشيخ زاير أن يفعل كي تحبل زهرة ,فسافر وجال على المشايخ والمشعوذين والأطباء الشعبيين ناهيك عن الدعوات والصلوات التي كان يقبض أجرتها ثمنا مضاعفا ونقدا ,حتى شك الناس بأمره أنه شيخ غير حقيقي ولا يملك أي كرامة فزاد من حقده عليها.
أم سرحان التي عرفت المحنة سابقا مع زوجها أبو سرحان وتحملت الأمرين من أم زوجها التي هي عمتها أصلا تعرف وتقدر ما تعانيه زوجتي أبنها بنت أخيها والثانية ابنة عمه كانت تحاول أن تكون إحداهن ممن تحمل لها البشارة كي تستريح من كثرة التفكير في مآل الأمور بعدها وهي تشاهد التنافس الحامي بين شقيقها وأخو زوجها على ما تملك هي وأبنها وبنتها حاولت أن تسوق الرياح بعيدا عن مراكبهم ولتقطع دابر المؤامرات بين الضرتين وكي تضمن أن تأت بعروس مكن خارج هذه الدائرة المنحوسة وبنفس الوقت تريح ولدها الذي كل ما مرت الأيام يزداد عزله ويأس فاختارت له ابنة العلوية أم قاسم وهي متولية على أحد المزارات الدينية التي تبعد عن المنطقة قليلا أملا أنها ستحمل معها كرامة السيد المدفون وأن تحل البركة في الدار بمولود جديد لكت ثلاث سنوات كانت غير كافية لتحقيق الحلم بها .
تلقى سرحان مرة أخرى الإهانة من أم النايف بعد انتظارها له أن يأت بشيء يساعد هذه المسكينة وولدها القادم وعرفت أنها يجب أن تتصرف بما موجود لديها فليس هناك أحد يمكن أن يساعدها بغياب أم سرحان وطلبت حصرا منه أن يحضر شقيقته فقط وليس أحدا أخر وأخبرته لو جاء شخص أخر فلن تساعده ,تعلم إم النايف أن شقيقة سرحان الطرف الأكثر انتظارا ليشرف المولود الجديد وأحرص على بقاءه حيا ليس حبا بالأم لكنها تعلم أن بحياته يمكنها أن تخرج من بيت أبيها زوجه لتنتقل لأي مكان أخر ,عرفت أم النايف كل الأسرار الخاصة بالبيوت من مقالات نساء القرية , كل واحدة تأت بقصة ولم يبقى في القرية بيت محصن من النقل والروايات .
في الطريق لدار سرحان من جهة الطريق العام لا بد من المرور على بيت أم النايف حصرا حيث لا طريق غيره ,مرت أم السرحان على بيت العمه تقصدها للسؤال عن موعد الكشف عن كنتها التي تثاقلت بحملها فوجئت كلا السيدتين بالأمر فلا تدري ما تفعل أم سرحان وهي ترى الوليد بيد أم النايف ولا الأخيرة تصدق أنها كان من الواجب أن تترك البت والوضع في غاية التوتر خلافا لما عرف عنها أنها تقدر الأمور جيدا , تعالت الهلاهل والزغاريد في وسط البيت بشكل لا يوحي على أنه طبيعي حتى النساء الغريبات كان لهن القدر المعلى , صار الوضع خارج السيطرة مع سماع أول أطلاقة بندقية رمى بها نايف أبن العمة ليخبر القرية بالحدث السعيد وليضمن له حصة من ثمن الفرحة.
أفزع صوت الإطلاق الناري قلب سرحان وترك الحمارة وذهب جريا صوب بيت العمة دون أن يتمكن من الذهاب لداره والمجئ بشقيقته كما أحبرته العمة لا يعرف بالتحديد ماذا يجري لكنه يعرف أن شيئا ما حصل وأنه يجب أن يعود ,الرصاص دوما نذير شؤم في القرية فما تطلق الرصاصات إلا لأجل أن تموت روح أو يعلن عن موت روح ...تبعه بعض الشباب والأطفال وهو يركض صوب بيت العمة أم النايف وكلما اقتربوا زاد عدد الراكضين خلف سرحان دونما يعلم أحد لماذا يركض سرحان ..المسافة تقترب وبان من وجوه المتجمعين أمام دار العمة أن حدثا سعيدا ليس إلا تراخ سرحان في ركضه بعدما عرف أن لا خبر موت هناك لكنه عاد يركض بقوة ليذهب يرى ولده القادم .
الفرحة التي شعت في الخارج بوصول سرحان كالمجنون وهو يتهيب أن يطرق الباب خوفا من العمة أن تقرعه بكلماتها الحادة وهو لم ينفذ طلبها للمرة الثانية يخالفه خيبة أمل في الداخل بعد أن تبين أن الطفل القادم غير مكتمل الصورة لكنه حي ,لم تقطع العمة أم النايف الأمل بإمكانية علاج النقص عند الطفل فقد مرت عليها حالات متشابهة تمت معالجتها وأخرى لا تدري ما ألت إليه الأمور ... خرجت أم السرحان تبحث عن شخص ينادي على أبنها رأت سرحان جالس تحت نخله وكأنها ينتظر أن تكلمه السماء أو تبعث له وحي ,.نادته مع أخر حرف غير مصدق ما سمع ليرتمي يقبل يدها وهي تقبله ( إن شاء الله يتربى بعزك يا ابو وحيد ).
تذكر أنه ترك حمارته عند الساقية التي قرب المطحنة وعليه أن يحضرها لا يدري هل ذهبت أم بقيت تنظره سارع بعبور الجذع متجها وبكل سرعة للإتيان بها قد تحتاج أم وحيد أن تركب فهي في غاية التعب وربما لا تستطيع المشي , يسرع الخطى باحثا عنها بين أشجار النخيل والبرتقال على ضفة النهر الصغير ويسأل عنها من يصادفه ’ قالت إحداهن مبروك الله تعالى اليوم فتح كيسه عليك بالواسع فقد رزقكم بضيف ثان ,تعجب قال في نفسه سأسميه سعيد مع أخيه وحيد ومضى يبحث , نادته من خلف يا سرحان هذه حمارتك ووليدها الجميل هنا تحت النخلة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة والإيمان بحدود الزمن
- القيم الأخلاقية والتغيرات الأجتماعية
- أحتاجك صمتا
- الدفاع عن الأسرة والمجتمع العراقي
- نوره وسائق القطار _ قصة قصيرة
- الأخلاق والدين نتاج العقل والتجربة
- في معنى تحديد الهوية
- انتصار الفلسفة
- العودة الى معنى الخلاص الحضاري
- مختارات في الحب
- العقل والفعل التاريخي في التغيير
- المسلمون والنظرية الفكرية (الميزان)
- سرياليات
- حماية الأسرة العراقية في زمن ضياع العراق.
- من يقتل العراق ؟.
- أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر
- تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي
- العلم وضروريات التعلم
- النداء الأخير قبل الرحيل
- الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج2