أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الأمير - آه يا وطن الأركان الأزلية














المزيد.....

آه يا وطن الأركان الأزلية


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 14:11
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تكن بعض الشخصيات المشهورة المعارضة لنظام مبارك بالشجاعة والبطولة التى ظهرت لنا وجعلتنا نعتبرهم مثلا فى التضحية بالنفس -- اتضح أنهم كانوا تحت الحماية وأن صراعا داخليا كان يدور سرا وكانت أدواته العلنية عبارة عن بعض الصحف الخاصة وبعض الشخصيات التى كانت تهاجم النظام بضراوة وبشجاعة مدهشة - ذات مرة أخبرنى صديقى الصحفى اللامع أن جريدته مسموح لها بمهاجمة أى شخصية ما عدا الوزير الفلانى، وهو الأمر الذى كان هو نفسه يستغربه عندما يؤكد عليه رئيس التحرير الذى لا يملك أى موهبة ولا سابق خبرة كبيرة فى المجال الصحفى ولا يتمتع بثقافة خاصة ولا حتى بمظهر أو سمت يبعث على الاحترام وكأن الذى اختاره كان يؤكد على أنه يكفى أن تنال الرضا حتى يضعوك قائدا !!! صديق آخر فى جريدة أخرى أكد لى أنهم يستطيعون مهاجمة مبارك كما يحبون ولكن فقط ممنوع عليهم مهاجمة باقى أسرته، لقد فسر لى ذلك أمورا كنت أقف أمامها مشدوها، منها مثلا كيف أن عقوبة من قال " أيها الرئيس إننى أخجل من كونك الرئيس تكون فقط تجريده من ملابسه وانزاله فى الحى العاشر ليسير عاريا حتى تستره القوات المسلحة الأمر الذى لا يمكن اغفال مغزاه، فى مصر فقط تستطيع أن تتعايش كل تلك المتناقضات متجاورة دون أى اندهاش! ولذلك كان الصحفى الذى صعد على أكتاف الكلمات القومية إلى عنان الشهرة وصار يكرر أنه معارض ناصرى منذ أن كان عمره ثلاث سنوات ولكنه لا يقبل أن يهين أحد مبارك أو يتطاول على مقام الرئاسة هو نفس الصحفى الذى هرول لتقديم البلاغات ضد مبارك و ظل يتفاخر بذلك دون أن يشعر بشىء مما أصابنا من هول المفاجأة، لا أعرف لماذا أصبح عندى يقين وقتها أن هذا الرجل الذى بلغ من الحكم عتيا لم يكن سوى أحد أركان النظام الذى كان يجرى البحث له عن بديل غير التوريث من جانب جهات ما فى الدولة لا نعلمها ولن نعلمها إلا حين يرفع الله عنا الغطاء ليصبح بصرنا حديدا، هل أهرب الآن من الأسئلة التى أرقتنى حول لماذا يشتهر من يشتهر ولماذا نمضى فى الحياة دون أن يقرأ لنا أحد حرفا رغم أننا ولدنا لأمهات قارئات وكانت الكتب فى بيوتنا تحتل حتى أماكن الأسرة ؟ هل ما كتبته الآن لا يعبر عن الحقيقة وإنما يعبر عن حقدنا على هؤلاء المناضلين المشهورين والكتاب المشهورين والشعراء المشهورين ومعذرة لتكرار الكلمة ولكنها دفقة الحقد التى لابد لها أن تغادر الصدر قبل أن تحرقه فقد كان آخر ما شاهدته فى التلفزيون قبل كتابة هذا الرغى رئيس تحرير الجريدة الشهيرة التى تحمل اسمنا كما تحمل الأوطان أسماء القبائل فى الدول المجاورة، معذرة لأنى ظللت أفتش فى سمته وصوته وكلامه عن أى ملمح يؤهله لاحتلال أى من مواقعه فلم أجد سوى إجابة واحدة، فى مصر كن صحفيا، كن شاعرا، كن معارضا ولكن لا تغرنك الموهبة أو حسن مخارج ألفاظك، أو جمال طلعتك فكل ذلك مردود عليك إن كنت لا تستند إلى ركن من الأركان الأزلية للدولة المصرية العتيقة لأنها تريد أن تقول لك دائما " نحن الذين نفخنا فيك فلا تنسى نفسك" " وإن انتهت صلاحيتك سنرميك كما رمينا الذين من قبلك"



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن الأحزاب ( الكرتونية) ولكن بحثا عن الحقيقة
- الشباب والمشاركة السياسية
- اليسار وانتخابات الرئاسة
- الانتخابات الرئاسية .... خنادق القتل المعنوى على الهوية
- آمال عبد الباقى
- رسالة السكرتير العام لجمعية الإخوة الإسلامية
- أحداث دهشور...دماء عماد عفت ومينا دانيال
- حزب الدستور........ طموح الجماهير وضعف البدايات
- الإخوان هم الإخوان .. و-الصيف ضيعت اللبن-
- عودة الإبن الضال
- ثورة يناير ووزارة الداخلية المصرية
- الدودة فى أصل الشجرة
- الجيش والشعب يدُُ واحدة – بعد مضى عام هل لازال الشعار صالحا؟
- مشروعان فى مصر
- الإسلام السياسى بين فساد الاقتصاد وفساد الأخلاق
- الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون
- أزمة اليسار المصرى .... دوائر الخروج
- الثقافة وثورة يناير
- الثورة المصرية بين الأفراح والمآتم
- عودة -القولبة- بعد الخامس والعشرين من يناير 2من 2


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الأمير - آه يا وطن الأركان الأزلية