أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدة منصور - هذه أنا(الحلقة الخامسة)














المزيد.....


هذه أنا(الحلقة الخامسة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 13:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذه أنا
أنا و المأذون-ة- كاترين باتريك
كانت سيارة السيد ج.س تقف خلف سيارتي المنكوبة بالضبط ،وكانت سيارة مرسيدس لونها اسود، وفي غاية الأناقة و النظافة.
أعطيته عنوان المدرسة و إنطلق بهدوء.
شغَل موسيقى كلاسيكية جدا ثم التفت الي و سألني بأدب شديد،هل لي أن أعرف من أين أنتِ؟؟
قلت له:من سوريا.
قال سوريا..سوريا..آه نعم عرفت الآن...أنت من الأرض المقدسة.
قلت بنفسي...مقدسة كتير كتير فهي ما زالت تنزع الأطفال من أحضان أماتهم و سجونها مليئة بالأحرار...مظبوط مقدسة و غير شكل.
قال: لما كنت غاضبة؟؟
قلت: تقلعت من شغلي...أوكي!!
استمر بقيادة سيارته و بهدوء غريب لم أرى مثله وكان شديد التقيد بقوانين السير و خاصة ما يتعلق بالسرعة.
وصلت الى مدرسة إبنتي و شكرته وهممت بالنزول فالتفت الي قائلا..أين تسكنين؟؟ أجبته بسرعة..أسكن قريبا من هنا.
قال: أنا لا أمانع أن أوصلك الى حيث تريدين.
في الحقيقة، أردته أن ينصرف..فأنا لا أريد أن ترى إبنتي رجلا لا تعرفه..فمن أجلها خضت معارك كثيرة و مع أشرس الرجال و لكن هذه المعارك التي خضتها كانت في الحقيقة
ضد خوفي و ضد ضعفي فهي قد علمتني أن أنتصر على موروث الجهل ..لا بل أني قد أشعلت حرائقا مازالت نيرانها متقدة .
إن خوفي من فقدان إبنتي جعلني شرسة و جعلني أقرر أن تحيا إبنتي بعيدا عن ميراث العفن و الأديان الرثة و تقاليد متصحرة تمسك بخناق كل النساء و لكني كنت حريصة أن تفتخر إبنتي
بي عندما تكبر.
ولأنني وجدت نفسي وحيدة فقد عرفت أن الحرية هي إلتزام شديد و قاس بكل القيم التي أحملها لا بل إن الحرية فعلا..هي سلاح ذو حدين..و مسؤولية ضخمة خاصة حين وجدت نفسي
في مجتمع غريب.
للحرية ثمن باهظ..فها أنا لوحدي مع إبنتي، أحاول بكل جهدي أن أشق طريق حياتي وبرفقتي طفلتي التي أبيت أن أتخلى عنها رغم كل الظروف و غصبا عن القانون.
كنت، وحالما تنام إبنتي، أطلق العنان لدموعي لا بل كنت أصرخ و أكتم صراخي بمخدتي كي لا يسمعني أحد.
حين توفي زوجي تقدم لخطبتي رجال كثر و لكني كنت أرتعب من الزواج ثانية، فأنا لا أريد أن أخسر إبنتي و لا أريد أن ألمس إحساسها، يكفي أنها قد تيتمت.
في الحقيقة، كنت أحمل عقدا و كلاكيع نفسية كثيرة لا أعرف أولها من آخرها، و لكن عقدتي الأكبر كانت من الرجال.
نعم..كانت من الرجال فحين توفي زوجي و أصبحت أرملة كانت عيون الرجال تخترق جسدي و كأني قد أصبحت ملطشة لكل مكبوت أو أنني قد اصبحت إمرأة يسهل الحصول
عليها و كأني مال سايب ...لكل من هب و دب.
لن أنسى ذلك اليوم حين تقدم رجلا لخطبتي و لما سألته عن سبب إختياره لي...رد علي بجفاصة أغلب أهل حلب قائلا: و كمان عم تسأليني؟؟بدي أتجوزك منشان أستر عليكي!!!
لم أدري بنفسي إلا و أنا أذهب الى المطبخ--دون وعي--و أمسك بيدي أكبر سكين و هجمت عليه صارخة بأعلى صوتي: قوم إنقلع قبل أن أحش مصارينك..أنا لحد الآن مستورة
و لكني بقتلك...سوف أنفضح..فضيحة الحرامي بجامع الأمويين.
الله وكيلكن...كل من شافني أرملة...شمَر و إجاني هرولة.
حتى بوجودي مع أهلي و كأنني قد أصبحت مصيبة قد حلت فوق رؤوسهم و جميع رجال العائلة قد أصبحوا أولياء أمري.
كانوا يعدون علي أنفاسي و كم تعاركت مع أمي و أخي من أجل أمور تافهة.
وجودي كان ثقيلا على الجميع و خاصة بعد وفاة والدي فقد كان هو الشخص الوحيد الذي يحن عليَ.
ذات يوم قالت لي أمي...البنت..إما أن تجيب العار..أو العرصة...لباب الدار_قالتها لي ألف مرة.
لقد تحولت حياتي الى جحيم كان أقوى من أن أطيقه.
هذا المجتمع و بتركيبته--الغير شكل--هو عدو للمرأة..ما الذي جعلهم يناصبون المرأة كل هذا العداء و الكراهية؟؟
أنا قد عرفت السبب فيما بعد.
إنه الدين و العادات و التقاليد..و ما حدا يتفزلك و ينط و يحط و يقول العكس.
لقد شوه الدين حياة عشرات الملايين من نساء هذا الشرق المبتلي بدين رث..عفن..صحراوي و لا يلزمني بفرنك سوري فقد أثبت الدين أنه منتج فاسد، فاقد للصلاحية بل فاقد لكل
معنى من معاني الإنسانية التي تعلمتها.
أخذت أنفر من هذا الدين و رجاله نفورا لا يعادله نفور لأنه تعدى على حياتي و أراد أن يسلبني إبنتي، إنه دين ضد الحياة.
و أنا أريد أن أحيا و إبنتي كذلك.
الى القاء في الحلقة السادسة



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه أنا(الحلقة الرابعة)
- هذه أنا (الحلقة الثالثة)
- هذه أنا (الحلقة الثانية)
- هذه أنا (الحلقة الأولى)
- المرأة..و العادة الشهرية
- ماذا لو كانت المرأة ..نبية


المزيد.....




- سجلي 800 دينار..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- الملاكمة النسائية في الجزائر.. إيمان خليف تلهم العديد من الف ...
- نساء حزب المحافظين يطالبن بمنح جميع النساء الحق في الولادة ا ...
- هل أعلن ترامب الحرب على النساء؟
- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدة منصور - هذه أنا(الحلقة الخامسة)