أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - نوبل السلام لأقباط مصر














المزيد.....


نوبل السلام لأقباط مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 06:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أهبطُ الدرجَ الحجريَّ الضيق، حتى قاع المغارة المظلمة. يا إلهي! ها هنا، قبل ألفي عام، هبطتْ صبيةٌ جميلة تحمل على ذراعيها طفلا صبوحًا، لتختبئ من جنود أغلاظ يرومون قتل الصغير! فكانت تلك الصخورُ الحادة، أكثر حنوًّا وعطفًا من قلوب رجال يتكاثرون على فتاة وطفلها. أخرجُ من الجهة المقابلة للمغارة لأجد بئرًا عميقة، هي التي روت ظمأ الصغير وأمّه، والشيخ الذي رافق الرحلة الشاقة. لستُ في بيت لحم، حيث كنيسة المهد، التي شهدت ميلاد الطفل النبيل، ولا أنا في القدس العتيقة، حيث طريق الآلام وكنيسة القيامة، اللتان شهدتا الصبيَّ يافعًا بعدما كبُر. لست في تلك المدن التي أنجبت الصبية الطهور وطفلها الذي سيغدو رسولا للسلام والمحبة "يجول يصنع خيرًا”. إنما أقفُ على أرض بلادي "مصر”. في كنيسة المغارة المقدسة، بمصر القديمة.
اليوم ذكرى دخول العائلة المقدسة، أرض مصر هربًا من هيرودس، الحاكم اليهودي الفاشي الذي قرر قتل عيسى الطفل خوفًا على مملكته في فلسطين.
من بيت لحم بفلسطين، إلى دير المحرّق بقلب مصر في أسيوط، ارتحلت العذراء المُطوّبة "مريم"، أطهر نساء العالمين، تحمل طفلها، وتمتطي حمارًا، ويسير جوارها الشيخ يوسف النجار، دليلا وحاميًا لتلك العائلة المقدسة التي طوّبت أرض مصر من شرقها إلى جنوبها: رفح-العريش- فرما- سيناء- تل بسطا- الزقازيق- مسطرد- سمنود- البرلّس- سخا- وادي النطرون- المطرية (شجرة مريم )- عين شمس- الفسطاط بابليون، بمصر القديمة، (حيث أقفُ الآن)- المعادي- قرية البهنسا- سمالوط- جبل الطير- بلدة الأشمونيين- ديروط- القوصية- قرية مير- ثم دير المحرّق، التي استقرت بها العائلة ستة أشهر، ثم جبل درنكة بأسيوط، لتبدأ رحلة العودة إلى فلسطين.
كم مصريًّا يعرف مقام مصر الرفيع؟! تلك الأرض التي لم يخترِ اللهُ سواها لتستقبل هذا الوليد الجليل، وأمَّه الطاهرة، اللذين حماهما اللهُ تعالى من نخْسِ الشيطان؛ وطوّبه بالسلام عليه: "يومَ وُلِد ويومَ يموتُ ويم يُبعثُ حيّا". وكانت أرضُنا الطيبة لتلك العائلة المقدسة: “ربوة ذات قرار ومعين".
لماذا أنا هنا؟ لأحتفل مع رموز مصر الوطنية في الإعلام والفكر والأدب والثقافة والسياسة والفن بذلك اليوم التاريخي، أول يونيو، بذكرى تشريف العائلة المقدسة أرض مصر. هو العام الثاني الذي خرج فيه الاحتفالُ من الحيّز المسيحيّ إلى الحيز المصري الوطني الأوسع.
وهنا أناشدُ المسؤولين وصنّاعَ القرار بأمرين. أولا أن يغدو هذا اليوم، 1 يونيو، عيد وطنيًّا تحتفل فيه مصرُ كلها بذلك الحدث التاريخيّ الفريد، ولنعطه اسم: “عيد السلام"، بما أن السيد المسيح هو رسول السلام.
والأمر الثاني أن تنظم وزارة السياحة رحلاتٍ دوريةً للمصريين والسياح تقطع مسار العائلة المقدسة من رفح وحتى دير المحرق. ولهذا إيجابيتان. أولا تنشيط السياحة الراكدة وضخ أموال تُصبُّ في خزانة الدولة، وثانيًا، مكافحة الجهل الذي نعاني منه كمصريين بتاريخ مصر القبطي المميز الذي يعرفه العالمُ ونجهله نحن، بسبب العنصرية المريضة التي تخلط العقيدة بالتاريخ والدين بالسياسة فأفسدت علينا كل شيء وزوّرت علينا معارفنا.
وفي الأخير، أتبنى الدعوة الكريمة التي نادى بها أستاذي المفكر الكبير د. مصطفى الفقي، بالمطالبة بمنح أقباط مصر المسيحيين جائزة نوبل للسلام. ومَن سواهم يستحقونها وقد أثبتوا عامًا بعد عام، وعقدًا بعد عقد، وجيلا بعد جيل كم هم وطنيون يذوبون عشقًا وتضحية من أجل مصر وشعبها. مَن سواهم تحمّلوا سخافات المتطرفين وبذاءاتهم، فما منحونا إلا المحبة والغفران والتسامح. وطوبى لك يا مصر، يا موطأ أقدام الأنبياء الأطهار، منذ فجر الإنسانية.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليندا جورج سيدهم...... ثمنُها يفوقُ اللآليء
- السلام الوطني وحزب النور
- -نوال مصطفى- وأطفال السجينات
- هو ينفع منزلش؟
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد
- لمن سأعطي صوتي (2)
- المصريون بالخارج.... والمقاطعون
- رسالة إلى الرئيس عدلي
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، في يدي سوط نيتشه
- الطعااااام! أفسحوا الطرررريق
- صناعة القبح
- المرأةُ الجبروت
- لقائي مع الطبيب عبد الفتاح السيسي
- المرشح الرئاسي كوكاكولا
- الرئيسُ لسانُ مصر
- موسوي عيسوى محمدي
- حركة النصف ساعة
- كيف نقيس أعمارنا؟


المزيد.....




- مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
- الفاتيكان يصدر بيانا بشأن آخر تطورات صحة البابا فرانسيس
- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - نوبل السلام لأقباط مصر