|
رسائل طائفية:1- التدجين والانتخاب الاصطناعي -2 حلم التغيير ونظام الاغلبية
سعد سامي ندر
الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 19:55
المحور:
كتابات ساخرة
رسائل طائفية 1- التدجين والانتخاب الاصطناعي
نختلف عن غيرنا من كائنات الكون الحية، كوننا حيوانات اجتناعية، ناطقة..! لساننا هذا،هو جوهر انسانيتنا المعلن.ا فالكلام وللغة، تمييز لرقينا .. أما تعلمها، فتعبر ثاني أعقد مهمة يواجهها عقل البشر، بعد القراءة والكتابة.. وفي عصرنا الذهبي، فالاخيرة، هي بيت قصيدنا المؤلم: الأمية والجهل.. فما يميز العقل الأمّي عن غيره، هو فاصل زمني بسيط، يفصل ما بين ان يكون الانسان خروفاً مطيعاً وعنيداً في آن واحد، يمعمع فقط.. وبين ان يرتقي بعقله، وبكامل إرادته، الى مستوى عصرنا التقني الرقمي المذهل..وهذه من أهم مهام السلطة السياسية، ومع الاسف ، اصبحت من خياراتها أيضا…! “ تدجين” الناس الأميين والجهلة، مهمة سهلة على الحكومات، وبالاخص ، “الوطنية “منها. شوية جوع وترويع، يصير عند “الراعي” (المنغَّل من عدة مناشئ )، قطعان من خراف مدجنة مطيعة تخاف حتى أن تصيح ماع.. فكيف تطالب بكهرباء و ماء..!! هذا التدجين يسميه علماء البايو، بالانتخاب الطبيعي (التكيف الداروني). تذكروا ان هذا المفهوم ينطبق على الحيرانات،فقط..! حكوماتنا الوطنية،! بقدر خوفها عي سلطتها، تخاف من كلمة انتخابات.. تخاف حتى تطبق علينا مفاهيم غربية حديثة أخرى، مثل: عملية الانتخاب الاصطناعي ( Selective Breeding). مفهوم يهتم بتحسين نسلنا والسيطرة على إبقاء الصفات الحميدة لسلفنا الصالح على الأقل..! ناهيكم من تفرعاته في الهندسة الوراثية، واستنساخ جينات راقية ذكية ترتبط بتاريخنا المجيد…. قرون والغرب يحسن ويرتقي بحيواناته نحو الكمال ، ونحن ندجن الناس حسب المذهب والعرق والدين. نعلمهم ان لا سبيل إلا بطاعة أولي أمر الطائفة وأمراء حربها من البدو والرعيان ..! هل نحن حقاً، أصلاء واوفياء لماضينا التليد المجيد. ؟ يقيناً كلا.. فقد بقينا على حالنابل “أنگس”. طابت لهم فطرة “الانتخاب الطبيعي” للملحد دارون. وها نحن نسير على نمط سلوك حيواناته في التكيف التدريجي ، وفكرة البقاء للأقوى. وهذه الفكرة هي مكمن علتنا. فروح البداوة المتأصلة فينا، في عشقها للقوة والسلب والنهب والنفوذ.. بقت على نقاوتها ولم تغادر كهوف التاريخ بعد. يفضحها، كرهنا للتجديد والتغيير، وحبنا المفرط للتقليد.. تقليد اسلافنا القرود..! *****
رسائل طائفية 2-: حلم التغيير ونظام الاغلبية
الغريب ان كل بحوث وتجارب العلماء التطبيقية التي يجرونها على الحيوانات لدراسة ردود أفعالها وشذوذ سلوكها الاجتماعي ، خاصة الحيوانات الأقرب للانسان، يستفاد منها ومن نتائجها، ساسة سفلة، يدجنون بآلياتها ووسائلها الفاشية، ىشعوبنا المقهورة بالجهل ..! هذه تجربة منها: وضع علماء اجتماع واحياء خمسة قرود داخل قفص. وضعوا لهم سلما يؤدي الى “عثگ” موز معلق في اعلى القفص.. بالغريزة، صعد أحد القردة ليأكل موزة، حينها قام العلماء برش ماء بارد قوي، على القرود الاربعة الاخوى.. عند تكرار التجربة، كان رد فعل القردة الاربع غريباً، فقد قاموا جميعا بضرب متسلق السلم الجرئ “ ذو النفس الدنية ”.. بقى العثگ على حاله .. بعدها، لم يجسر أحد منهم بالمجازفة وصعود السلم.. قام العلماء باستبدال قرد منهم بآخر جديد، لم يرَ مشهد الضرب، وتلقى نفس الكفخات واللكمات.. وهكذا استبدل العلماء على التوالي، القرد الثاني و الثالث ثم الرابع. لاحظوا تكرار نفس روتين الضرب لكل قرد جديد يبادر بصعود سلم المجد-الموز للتغيير ..! هنا، لنا وقفة امام ظاهرة تدجين غريبة: خمسة قرود جائعة جدد، لم يرش عليها الماء البارد..! خمستهم حاولت تغيير نظامها الغذائي، لكن، لا أحد منهم يجسر أن يبادر، وبأي طريقة او تحايل أو ذكاء ، ان يغير ويكسر نظام حيونة الأغلبية.! على الأقل، ليسرق موزة ..!! لا يرفع سيفاً.،!! فالقردة جهلة، لم تقرأ مقولة الأمام علي (ع) بعد.. هنا تدخل “كنسليم” الحكيم، و سأل القردة الخمسة الجدد: لماذا تضربون بهذه الخسة والنذالة كل من يحاول التغيير..؟ يقال من حينها، نطقت القرود معاً، وبصوت واحد، مع التكبير: :” وجدنا أباءنا واجدادنا يفعلون ذلك ..!! “ هل حقاً ، ثمة وراثة بالذكاء.؟! آم ان خوف وترويع عقود من الدم، هي افضل وسيلة لتدجين ملايين الفقراء الجهلة .. وسيلة سافلة، أثبتت نجاعتها على مرّ السنين..!!؟
#سعد_سامي_ندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|