|
كيف السبيل لمواجهة ارهاب جماعات - الاسلام السياسي - في كردستان ؟
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 10:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
شكل الأداء البارع الجديد لرئيس ووسائل اعلام واجهزة أمن فدرالية حكومة اقليم كردستان العراق في التعامل مع عدد من الشبكات الارهابية المرتبطة بجماعات – الاسلام السياسي – والذي اتسم بالموضوعية والدقة تقليدا جديدا في الحياة السياسية والادارية لشعب كردستان يضاف الى انجازات التجربة الديموقراطية الفتية وخصوصيتها , فبالاضافة الى ما عبر عن اهتمام وحرص على سلامة وأمن المواطن وتحمل المسؤولية في حمايته وتوفير مستلزمات عيشه بكرامة بما فيه ردع المعتدين وانزال العقاب العادل بهم فانه جسد حالة مستحدثة بانتهاج المكاشفة في العلاقة مع المواطن الكردستاني اولا بنشر اعترافات المذنبين بالصوت والصورة ومن خلال الصحافة ثم بابلاغ الاحزاب السياسية عن جوانب اخرى من اعمال الاجرام حالت اسباب أمنية ومصالح قومية عليا دون نشرها عبر وسائل الاعلام , كل ذلك يصب في مجرى مصارحة الرأي العام الكردستاني واشراك اوسع القطاعات الشعبية في عملية تقييم ما حصل من فظاعات واعمال منافية للطبيعة الانسانية في شبكة – شيخ زانا – وغيرها ومن ثم المساهمة في استئصال جذور ارهاب هذه الجماعات المرتبطة بمنظمات الارهاب العالمي بشتى السبل الثقافية والتربوية والسياسية . بالرغم من ان الوقت ما زال مبكرا لاختبار درجة التجاوب الشعبي مع المبادرة الحكومية المتقدمة هذه الا انه لايمنع من بحث سبل تهيئة الاسباب لتنشيط وتفعيل الاهتمام بظاهرة ارهاب – الاسلام السياسي – واستنفار مختلف القوى الحية في مجتمع كردستان للتصدي كل من موقعه لتحدياته الحقيقية راهنا ومستقبلا ومخاطره المحدقة بتجربة الكرد الفدرالية الديموقراطية ووحدتهم الوطنية وسلامة اجيالهم والتي تتلخص في : التحدي الاول : بالمضي في انجاز المهام المنصوصة عليها في تشريعات وقوانين المجلس الوطني الكردستاني – البرلمان – وبرنامج التحالف الكردستاني الانتخابي وبنود خطاب القسم الذي عرضه السيد رئيس الاقليم امام ممثلي شعب كردستان وبرنامج حكومة الاقليم تجاه القضايا العامة والذي يجري العمل به حتى الآن والتي تجمع بصورة واضحة على بناء العراق الفدرالي الديموقراطي التعددي والتوافق على دستور عصري حديث يضمن حق الكرد في الفدرالية الاختيارية والشراكة العادلة مع العرب في السلطة والثروة واعادة كركوك والمناطق المعربة الاخرى الى حضنها الكردستاني وازالة آثار التعريب والتهجير القسري وتوحيد الادارتين في كل من اربيل والسليمانية والتوصل مع ممثلي القوميات الكردستانية الاخرى ( تركمان – كلدان – آشوريين – عرب ) الى قواسم مشتركة بتعزيز مكاسبها القائمة وترسيخ حقوقها المعترف بها حسب مبدأ تقرير المصير والتوافق على حلول لقضاياها المطروحة على قاعدة المصير الواحد والمصالح المشتركة في ظل التعايش السلمي وفي اطار فدرالية كردستان الديموقراطية التعددية . التحدي الثاني : عدم الاذعان لضغوط الارهابيين مهما بلغت اعمالهم الاجرامية وذلك بالتمسك بقوة بمبدأ تحقيق الديموقراطية كاملة في كردستان ومأسسة الادارات الحكومية واطلاق منظمات المجتمع المدني ومدها بوسائل الدعم وتعزيز مكانة القضاء العادل وسيادة القانون والقيام بالاصلاح في شتى الميادين ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين والحفاظ على الثروات الوطنية وممتلكات الشعب وتحسين الحالة المعيشية للطبقات الفقيرة وتطوير البرامج التعليمية والثقافية والاهتمام بامور الشبيبة والمرأة وبالتالي المضي قدما ودون توقف في مواصلة الحرب على الارهاب بكافة السبل والوسائل الممكنة . التحدي الثالث : تطوير وتشجيع المساهمات الجماهيرية في عملية مراجعة وتقييم ونقد ممارسات جماعات- الاسلام السياسي- واطلاق حريتها وافساح المجال امام نشر مواقفها في وسائل الاعلام بزيادة تخصيص البرامج والندوات المباشرة حول الموضوع واشراك سائر القطاعات فيها خاصة المرأة والشبيبة والمتدينين المتنورين والعلمانيين ومن الملاحظ ان هناك اهتمام ملحوظ من جانب المواطنين في متابعة اسباب ونتائج وتبعات اعمال الشبكات الاخيرة لجماعات الاسلام السياسي وخاصة شبكة – شيخ زانا – وكان أمرا ملفتا وذا دلالة قيام المصلين بصورة عفوية في احد اكبر جوامع هولير بطرد امام الجامع خلال القائه خطبة الجمعة والمعروف بموالاته لارهابيي -الاسلام السياسي- . التحدي الرابع : مدى قدرة القيادة السياسية والسلطات التنفيذية والتشريعية في كردستان بمواصلة ادارة الصراع المندلع مع جماعات – الاسلام السياسي - بروية وتخطيط وهدوء واستثمار اللحظة الراهنة التي تشير الى هبوط سمعة هذه الجماعات نحو الحضيض وذلك بمماشاة نوع من الثورة الثقافية بين صفوف الشعب ضد ممارسات وجرائم ومخاطر هذه الجماعات وقيامها في الوقت ذاته باتخاذ الخطوات اللازمة من ادارية وتشريعية وقانونية وامنية باتجاه اعادة النظر في وجود وشرعية وهيكلية وبرامج منظمات واحزاب – الاسلام السياسي – التي كانت ومازالت تشكل ينبوعا لكل شبكات الارهاب العاملة في كردستان ولا تتمتع بأي تاريخ نضالي في حركة التحرر القومي الكردستانية وظهرت حديثا بعد الموجة – الخمينية – والحركة الجهادية – السياسية - بدعم خارجي من جانب اطراف لا تكن الصداقة للشعب الكردي . ومن الحلول المطروحة الآن بهذا الصدد اعتماد مؤسسة اسلامية مدنية ديموقراطية شفافة في كردستان باشراف حكومة الاقليم تقوم بواجباتها الدينية والروحية والخيرية والتربوية والارشادية حسب أجندة رئاسة وحكومة الاقليم ومصالح شعب كردستان المتعدد القوميات والاديان والمذاهب وتدخل ضمن صلاحيات مهامها ادارة الجوامع ودور العبادة والمدارس الدينية وكل الجمعيات ذات الطابع الديني وكل مؤمن مسلم او عالم او امام او رجل دين يمكن ان يقدم خدماته اذا أراد عبر هذه المؤسسة البعيدة عن الاحزاب والعمل السياسي ويمكن تطبيق هذه الصيغة على اوضاع سائر الديانات الكردستانية من مسيحية وازيدية وغيرهما . التحدي الخامس : شعب كردستان بكل مكوناته القومية والدينية واطيافه السياسية امام محك الاحداث الجسام في مرحلة بالغة الدقة والخطورة ان كان حول جدارته في التمتع بالحياة الحرة الكريمة او دوره الايجابي المؤثر في بناء العراق الفدرالي الديموقراطي الجديد او في تقديم تجربته نموذجا للحل السلمي للقضية القومية وتجسيدا متقدما للعلاقات الاخوية بين الكرد والعرب والتغيير والاصلاح في المنطقة او في مدى قبوله او رفضه في اعادة عقارب الساعة الى الوراء أو كما يقال – اعادة التاريخ لنفسه – من جديد بزجه في أتون وشرور – الاسلام السياسي – و- الطائفية السياسية – والصراعات الدينية – التي لم تجلب للكرد منذ الصراع العثماني – الصفوي في القرن الخامس عشر وطوال عقود القرن التاسع عشر والعشرين سوى الدمار والخراب والابادة والاقتلاع وحالت دون تحرره وخلقت له العداوات مع شعوب وقوميات وأديان ما زالت آثارها بادية حتى الآن . شعب كردستان رفض – المسيحية السياسية – عندما تصدى لجحافل نبلاء وأمراء واقطاعيي اوروبا ومرتزقتهم خلال العدوان باسم الدين والصليب ولغايات استعمارية تسلطية على شعوب الشرق في القرنين الحادي والثاني عشر بقيادة ابن – هولير – صلاح الدين الايوبي وهو كفيل اليوم وفي بداية القرن الحادي والعشرين بالتعامل الشجاع والمسؤول والمواجهة السياسية والثقافية والوطنية مع جماعات – الاسلام السياسي – للحفاظ على الموقع الحضاري والوجه المتسامح المسالم لعاصمته الفدرالية – هولير – ومكتسباته القومية والديموقراطية والاجتماعية والثقافية التي حققها بدماء الشهداء وتضحيات ابنائه خلال عقود . انها حقا احدى مفارقات التاريخ المثيرة !!!
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زان
...
-
موقع الارهاب في خارطة الصراع-1
-
رسالة مفتوحة الى - نخبة المجددين الكرد السوريين -
-
قراة في مقال ( نبذةتعريف ) - للمجلس الوطني للحقيقة والعدالة
...
-
جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع
-
رئاسة اقليم كردستان العراق ( 3 ) ردود فعل واصداء
-
رئاسة اقليم كردستان العراق ( 2 ) خطاب القسم او البرنامج السي
...
-
رئاسة اقليم كردستان العراق ( 1 ) خصوصية مميزة وشرعية كاملة
-
مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -
-
شهداء التغيير الديموقراطي من - قامشلو - الى - بيروت -
-
تتويج رئيس اقليم كردستان انتصار للعراق الجديد
-
من قتل الخزنوي ولماذا ؟
-
متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سور
...
-
رسالة تهنئة لقيادة حزب آزادي
-
مجرد اقتراح ...
-
تحديات جديدة امام فدرالية كردستان
-
سيظل الواحد من ايار رمزا ابديا للحرية والتقدم
-
الحرية لشعوب ايران
-
كل التقدير - للجبهة - والتضامن مع عارف دليلة وعائلته
-
شيخ- الاسلام السياسي- في جبته الشوفينية
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|