أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - طفولية حمقاء














المزيد.....


طفولية حمقاء


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قلنا إننا بعد عقود من التحولات والصراعات اقتربنا من النضج، وأسست لنا التجربة السياسية الأخيرة قاعدة فكرية قوية، نفرز فيها ما هو الوطني وما هو الأجنبي، ما نبني عليه وننقده ونعالجه، وما هو خارج تجربتنا الوطنية.
أننا تجاوزنا ما هو غير وطني، ما هو امتدادات إيديولوجية لمشروعات الدول الأخرى والقوى الأخرى، وإننا رغم إخلافنا اقتربنا من الصراع الحلاق، الصراع الذي يقوي اللحمة، والصراع الذي يكشف أخطاءنا ويطور نسيجنا.
توقعنا أو توهما أن تجربتنا التاريخية قد جعلتنا بمنأى عن أن يخطف عقولنا السياسية أحد، وخاصة بعد أن انهارت إمبراطوريات إيديولوجية.
توقعنا أن القوى الجديدة قد استوعبت هذا الدرس وأن الوطني النضالي غير ممزوج ومتداخل بأجندة دول ومعارك خارجية لا تخصنا.
خاصة أن ما تحقق يمهد لأشياء أكبر وأن الذين يريدون التغيير حققوا مواقع مهمة في المجلس الوطني والوزارات والبلديات والنقابات والحياة التعليمية والفكرية، كرسوا أسماء، شكلوا تنظيمات ومواقع مع الجمهور، نشروا شبكة من الصلات.
ولكن فجأة يذهب هذا كله في الدخان السياسي!
كل ما كُرّس لأجلِ معارضةٍ برلمانية وكتل وأعمال ميدانية طويلة يزول بقصاصة من ورق!
كل ما أردناه بأن هذه المعارضة المذهبية السياسية سوف تتطور وأن نرى علاقات متداخلة وطنية بين الكتل تؤسسُ نضالاً بحرينياً صميماً من داخل قنوات النظام، فهل كل ما بني هو مجرد سراب؟ أو أن كل ما تخيلناه هو أوهام تعشش في رؤوسنا وليس لها أي انعكاس حقيقي في الخارج؟
لا نفترض سوء النوايا في الكثيرين من النواب والسياسيين ولكن كنا نريد فقط درجةً من الحصافة، نريد شعرةً واحدة فقط من الدهاء السياسي، لمسة صغيرة من بُعد النظر!
فلنفترض أن ثمة تخلفاً في الحياة السياسية الاجتماعية الاقتصادية ولكن كيف تحرق كل أوراقك وتقدم انتحارك السياسي وتعلن استقلاليتك وتحرق كل السفن التي تسمح بعودتك إلى شاطئ بلدك؟
أفكر بهؤلاء كثيراً، هؤلاء الذين أُعطيت لهم فرصٌ لم تُعط لكل أجيالنا المناضلة السابقة، مناصب كبيرة وكراس قوية وكتلة ومنابر وجمهور تحت يدهم يصرفونه ويدعونه كيفما شاؤوا!
ثم لا تمتلك الجماعة المتأمنة ذرة من الحصافة، تفرط في هذه المقاعد الثمينة في المجلس، وكأنها مقاعد في قهوة شعبية، أو سيرك، وكأن هذه المقاعد ليست ثمرة مهمة من نضال أناس يريدون تغيير معاشهم وتبديل حاراتهم الفقيرة وتحسين حياتهم.
هذا يعطينا طبيعة هؤلاء الإخوة بأنهم شديدو العاطفة مهتاجون، لا يمتلكون هدوءًا سياسياً وبعدَ نظر، وأنهم لم يجعلوا أهدافهم متعددة، تتدرج بين البعيد والقريب، ووسائلهم متنوعة، وكلها تجري في فن الممكن، وفي فن السياسة الهادئ الديمقراطي وعدم إثارة الأعصاب إلى درجة الحرق والهستيريا.
نعم كان يمكن أن ترفع صوتك، وتعرف إلى أي مدى، وأن تطلب إلى حد معين، وأنت في كل هذا تستهدف التغيير الممكن، وبالتالي فإن معركة السياسة وأهدافها تكون معك، وتخرج من آثارها ونتائجها وأنت حائز على شيء مهم وثمين!
كان النضالُ الوطني السابق وخاصة في تيار اليسار الوطني العقلاني يرفعُ لافتة مهمة هي (أن تناضل بأقل الخسائر الممكنة) بدون أن يدمرَ الأشياءَ العامة أو يُربك حتى المرور، لكن الجيل الجديد لا يعرف الثقافة التاريخية لشعب البحرين ونضاله، ولا يعرف التراكم وجعل المكاسب تعلو بصبر وحرص.
فها هو يبدأ من الصفر!
بعد ربع قرن من الصراخ والنار وحشود السجون ينتهي في ذات النقطة التي بدأ منها.
نعم لديه كمية من التنظيمات والأشياء والمكاتب والأنصار ولكن كم هي المكاسب الآن؟
ليست المسألة مسألة التدخلات الخارجية بدرجة أساسية، بل المسألة هي مستوى هذه القيادات والعقليات المتشنجة غير المراكمة لنضال صبور، وأي ثقافة راسخة في هذه الأرض، هي أشبهُ بالفقاعاتِ نقولها بأسف وأسى شديدين، ويعصرنا الألم، ونشعر بكم خيبتنا الثقيلة.
وهي بفراغها هذا قابلة لأي تأثير وخاصة حين يكون في مسار تشنجها.
قد يقول قائلٌ من هؤلاء بأنني اشتغلت بهذا الشكل (الحكيم) ولكن غيري هو الذي خرب. وحاولتُ أن أمنعه وأتصدى له لكن كانت حركاته أسرع.
قد يجوز هذا، ولكن لماذا حرقتَ قواربكَ كلها وخاصة في المؤسسة التي ناضلت من أجلها كثيراً؟ لماذا لم تصارعه وتدينه وتقف في وجهه؟
لماذا لم تترك خط رجعة عند المؤسسات الرسمية، وقمت بأعمال حوار ولقاء تظهر جوانب أخرى غير التصعيد؟!
هل نقول إنها لحظة خطيرة تاريخية نحن فيها نجثم في أطلال سياسية؟ وفي خرائب روحية نتظاهر بتجميلها بزينة من ورق؟!
أطلال سياسية حقيقية، وناشئة ليس فقط من الخسائر البشرية، بل أيضاً من أننا وجدنا مسرحاً سياسياً فارغاً، وجدنا أطلالاً!
فالجماعاتُ المذهبية السياسية خطفتْ البلدَ في مسارات مروعة.
وكنا ننتظرُ أن تقوم القوى الأخرى غير المذهبية بطرح اتجاه آخر وتنفضُ عن هذا المولد.
والمروع أننا وجدنا أن (الكل) دخل في الصراع المذهبي السياسي.
فأين ما راكمناه من فكر سياسي وثقافة وطنية؟
خسارتُنا كبيرةٌ عبر هذا، لأننا توقعنا أننا بنينا شيئاً مهماً، وأن ثمة قوى حتى صغيرة تمتلكُ تلك العقلانية الدرة التي كرسها نضالنا عبر السنين، فتعرف الخيطَ الأبيضَ من الأسود.
خسارتنا فادحة فكيف سيتكون هذا الطللُ المدمرُ مرةً أخرى؟
وهل سيتم حل مشكلاتِ طائفيين بجلبِ طائفيين آخرين؟ وهل في كل بضعة سنوات يتم تعرضنا لخسائر بشرية وروحية كهذه مع حقول كبيرة من الرماد؟



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجوم الإقطاع الديني
- هموم ثقافية
- تجديد اليسار (2)
- تجديد اليسار (1)
- الاحتفاءُ بالإبداع
- عبيدٌ منذ المهد
- تناقضات البناء
- فروق عجيبة بين رجالِ دينٍ
- أهمية وجود تحالف شعبي مستنير
- سقوطُ دكتاتوريةِ الرجال!
- كيف ماتت الكلمة؟
- ثقافتان استئصاليتان
- غصصُ الشبابِ الخليجي
- وثيقةُ المنامةِ: زبالةٌ!
- حال أمة الشعراء
- قوة الكلمة
- تطورٌ حديثٌ حقيقي
- الانتهازيون والفوضويون
- العقلانية والتراكم الديمقراطي
- الانتهازيون والحقيقة


المزيد.....




- طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت ...
- مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف ...
- خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
- كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى ...
- تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
- إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني ...
- الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا ...
- روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - طفولية حمقاء