فراس الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 21:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القيادة في البرامج السياسية الكارتونية العراق مثلا
القيادة كمفهوم قديم قدم الإنسان نفسه؛ فقد قدم لنا التاريخ الإنساني القديم والمعاصر الكثير من الشخصيات القيادية, من ضمن قائمة طويلة من الماسكين بزمام الأمور العامة..
فالقائد كصفة لا يمكن إن تطلق على كل من تجمع تحت لواءه عصبة من الناس لمصالح مادية واجتماعية او طائفية ... فهناك فرق بين الزعامة القبلية التي عادة ما تكون رمزية والقيادة التي تكون على أساس الصلة القوية بين المتبوع(القائد) والتابع الشعب المطيع.
يبدوا لنا جليا إن القيادة تتطلب شعب يطيع طاعة عمياء أساسها الثقة بقدرة القائد وحنكته المعهودة في المهمات , وهي تتضاد مع الحس الانفعالي الفردي او العصبية القبلية المفرطة..
كونها بنيت على أساس وطني, وذابت فيها جميع الأواصر تقديما لمصلحة البلاد العامة وفق أسس ثابتة.
فلا قيادة ولا قائد من اجل أهداف خاصة ومتع زائلة ..
فالتغيير المرادف للتطور لا التأخر معيار الحكم في القيادة, هو الذي سيحدد مدى فاعليتها, ولنا في الأنبياء والمعصومين مثال حقيقي على القيادة, فقد ساهموا في إنقاذ فئات المجتمعات من ضلالة كانت ستؤدي بهم إلى نار وأي نار!
او حافظوا على ثوابت القيم أمام رياح التغريب والخراب الأخلاقي التي يتساوى عندها الإنسان بالحيوان.
إن ما نعيشه اليوم من سياسات تخبطية لا تنقذ من نار ولا تحمي من دخان؛ ليست بسياسات أنما هي انفعالات لا تحدث إلا في بلادنا العربية... وهي أيضا تظهر جلية في البرامج والمسلسلات الكارتونية الهزيلة التي تضعف من شخصية أطفالنا, وتصيبهم بالتوتر والعزلة .
لقد بات لحكامنا ولا سيما في العراق اثر إزعاج او تمريض سببه تمسكهم بالسلطة برغم إخفاقاتهم المتكررة, التي بعضها مقصود وأخر غير مقصود, ولكنها تبقى إخفاقات يعاني منها العراقيين, وتسهم في فرقة الأخوة وإضعاف هيبة البلد.
الأمر الذي يتطلب وقفة وتحول فكري نحو ثقافة الشراكة وتقديم التنازلات من اجل المصلحة العامة.
اليوم بعض ساستنا يركض وراء مصالحه الشخصية بشكل لافت كما يركض الأرنب في أفلام الكارتون وراء الجزر ؛ ومازال يركض وان نشر الخراب في محيطه ولكن المشكلة تكمن في إن الأرنب قلب عالمه الكارتوني رأسا على عقب , وساستنا عبثوا في واقعنا وعقولنا .
#فراس_الكناني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟